الدارالبيضاء-محمد ابراهيم
اعترف رئيس نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم محمد بودريقة، بأن عام 2015 يعد الأسوأ في تاريخ الفريق، وذلك بعدما عاش خلالها، عدَة تقلبات ومشاكل لا حصر لها، واصفًا الموسم الرياضي الماضي بالكارثي.
وأنهى الفريق الأخضر بطولة الموسم المضي في وسط الترتيب، مما جر عليه غضب أنصاره الذين اعتادوا رؤية فريقهم في منصة التتويج. كما شهد العالمي عدة تقلبات بعدما تعاقب على تدريب الفريق ثلاث مدربين، هم الجزئري بنشيخة الذي أقيل في فترة قياسية، وحل محله المدرب البرتغالي خوسيه روماو الذي عجز عن إعداد فريق قادر على الحفاظ على منجزات المدرب التونسي فوزي البنزرتي.
وفشل فريق الرجاء في التأهل إلى دور المجموعات عقب هزيمته امام فريق وفاق سطيف وانهزم بالضربات الترجيحية بالجزائر في مباراة شهدت أحدات عنف ما بين رئيس الرجاء بودريقة، ورئيس وفاق سطيف، واستمر تواضع الرجاء، ولم يستطع تعويض إخفاق دوري أبطال إفريقيا بالتأهل إلى دوري مجموعات كاس الاتحاد الإفريقي وسقط بطريقة مفاجئة، أمام النجم الساحلي التونسي بثلاثة أهداف لصفر، بعدما فاز في لقاء الذهاب في الدار البيضاء بهدفين لصفر.
انتظر الجميع عودة البنزرتي للرجاء، لكنه ادار ظهره للفريق وتخلف عن الحضور، بعد أن استولى على مقدم العقد ونكث وعوده وفضل تمديد عقده مع النجم الساحلي التونسي، ليضطر الرجاء للتعاقد مع الهولندي كرول بمساعدة طلال القرقوري، وكانت أول مهمة قام بها الإطار الهولندي، هو الاستغناء عن 15 لاعب دفعة واحدة، مما ساهم في خلخلة توازن الفريق الرجاوي، كما تم التخلي عن ثلاثة لاعبين كانوا معارين وهم أشرف لكوريح وأقماري وزكرياء بلمعاشي ، في حين رحل شاكو وعقال وإيسن وسعيد فتاح والعسكري والكناوي وبورزوق، السليماني، ولحق بهم الأجانب جميعهم والذين لم يقنعوا كرول (غامفولا وكوكو ومابيدي).
ووضع كرول معايير صارمة لكل وافد من إفريقيا حيث جرَب أكثر من 15 لاعب إفريقي من جنسيات مختلفة، بالمقابل اكتفى فريق الرجاء بضم سبعة لاعبين، ما يطرح السؤال عن الكيفية التي تم تدبير بها الخصاص البشري الملموس بإعمال المقارنة بين الراحلين والمغادرين وبين من عوضوهم.
وفتح كرول المجال أمام عودة بانون وإلحاق العرجون ومصدق وبوسدرة بالفريق الأول وضم البودليني من البرنوصي والزنيني والقربي والمسعودي وأوال وتبقى أهم صفقة هو التعاقد مع يوسف القديوي.
ورفض كريستيان أوساغونا كل الحلول التي وضعت أمامه من طرف مسؤولي الرجاء للعودة والتحاور والتفاوض، ليقرر مراسلة الفريق من بلاده واشترط أن تؤدي الرجاء لفريقه السابق ووكيل أعماله 200 ألف دولار مقابل الحضور. وهو الأمر الواقع الذي حاول اللاعب فرضه لم يرق كرول، والذي تابع أشرطة الفيديو الخاص بمباريات أوساغونا وليقرر على ضوء ما تابع ومواقف اللاعب غير المسؤولة للتخلي عنه، حيث تقدمت الرجاء بشكاية للفيفا ضد لكونه مرتبط بعقد احترافي من ثلاثة أعوام.
يحدث هذا في زمن فتح فيه فريق الرجاء عدة أوراش، منها إحداث أكاديمية كبيرة على المساحة الأرضية المهداة من الملك محمد السادس للرجاء، بعد الانجاز غير المسبوق في كأس العالم للأندية عام 2013.
ويمر الرجاء الرياضي من منعرج خطير، فكيف تعبر المحطة لدخول خامس موسم احترافي وقد زاغت الطريق رغم ميزانيته بالمليارات، حيث أن مركز التكوين مغلق، وعدد المنخرطين الذي يجسدون برلمان الرجاء دون الستين والمشاكل تتراكم والتواصل ضعيف بين مكونات النادي والخرجات الاعلامية للرئيس في حاجة إلى مراجعة والنتائج لا تناسب حجم وقيمة طموح الرجاء، إضافة إلى أسلوب التدبير مرتبك يترجمه اللَا استقرار في المجال التربوي والتقني. خصوصا طريقة الانفصال مع محمد فاخر ثم البنزرتي وحسن حرمة الله ويوسف روسي الذي انطلق في مشروع نادي خاص به وتوقف ثم عاد لاستئناف العمل.
وشكل فوز فريق الرجاء البيضاوي بكاس شمال إفريقيا تتويجا خادعا للنسور الخضر، خصوصا بعدما أقحم المدرب الهولندي كرول عدة عناصر شابة حيت أبلت البلاء الحسن في المواجهات الثلاثة ضد الأهلي الليبي الاسماعيلي المصري ،والافريقي التونسي، من ضمنها انس السوداني وحمزة ياجور وبوطيب مما ادخل الاطمئنان الى نفوس محبي الرجاء وجعلهم يحلمون بموسم استثنائي والعودة إلى واجهة الألقاب.
وتحوَل الحلم الرجاوي الى سراب، بعدما بدا الفريق الأخضر في حصد النتائج السلبية بالدوري المغربي لينطلق مسلسل المطالبة بإقالة المدرب الهولندي كرول وجاءت مواجهة الفتح الرباطي عن دور نصف نهاية كاس العرش لتعجل بإقالة كرول ومساعده القرقوري عقب الخروج الصاغر من منافسات كاس العرش، ليتم تعيين رضوان حجري كمدرب مؤقت إلى غاية التعاقد مع مدرب جديد.
وتعاقد فريق الرجاء مع المدرب رشيد الطوسي لكن حظه كان عاثرًا، وتجرع ثلاثة هزائم متتالية أمام كل من المغرب التطواني والجيش الملكي واولمبيك خريبكة، مما ادخل الفريق نفقا مظلما ودفعت الهزائم الرئيس بودريقة إلى تقديم استقالته، وتحديد الخامس من كانون الثاني/يناير لعقد جمعية عمومية استثنائية، لانتخاب رئيس جديد لكن تعادل الرجاء في الديربي امام الوداد، ورفض قدماء المسيرين تقديم مرشح لخلافة بودريقة، قد يعجل بتمديد بقاء بودريقة بالرجاء إلى شهر حزيران/يونيو المقبل
ويأمل جمهور الرجاء في أن ينجح الطوسي في إعادة بناء فريق قوي وإنهاء الدوري المغربي في مرتبة مشرفة تساعد الفريق في نيل إحدى البطاقات المؤهلة للمشاركة في المنافسات الإفريقية، حيث يحتاج الطوسي الى انتدابات وازنة لسد الفراغ الحاصل في خطوط الرجاء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر