موسكو - المغرب اليوم
تستضيف مدينة سوتشي الروسية أولمبياد 2014 الشتوي من 7 - 23 فبراير وأولمبياد أصحاب الاحتياجات الخاصة من 7 - 16 مارس المقبل. ومع أن ألعاب 2014 تقدم لموسكو فرصة لعرض قوة جهازها الأمني، إلا أنها ستضطر لبذل جهود كبيرة لحماية الرياضيين والمتفرجين.
الاستعدادات الأمنية
تمتلك قوات الأمن الروسية الخبرة والإعداد الضروري لتوفير جوٍّ آمن خلال الألعاب الأولمبية. يقول تقرير نشرته مؤسسة "ستراتفور"، إن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) هو الجهة الأمنية الرئيسية في روسيا وقد أخذ موقع الريادة في ضمان أمن أولمبياد سوتشي منذ 2010. سيقود الـFSB حوالي 100 ألف عنصر أمن لتأمين الألعاب وسوتشي بشكل عام. وستكون هناك عناصر أخرى مسؤولة عن عمليات أمن الأولمبياد:
• يتوقع أن يكون أكثر من 40 ألف شرطي موجودين خلال الألعاب وسيتلقون تدريبات ليتحدثوا مع المتفرجين بثلاث لغات غير الروسية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية).
• سيتم نشر حوالي 30 ألف جندي من القوات المسلحة في منطقة سوتشي.
• ستقوم مجموعة اسمها "مجموعة عمليات سوتشي" بالإشراف وتأمين الحزام الجبلي من سوتشي حتى منطقة "مينيرالني فودي" قرب كتلة الجبال الأولمبية باستخدام 10 آلاف جندي.
• سيكون الجيش الـ58 الروسي مسؤولاً عن التأمين والإشراف على الحدود الجنوبية مع جورجيا.
• مراقبة الألعاب ستشترك فيها طائرات بدون طيار، ورجال استطلاع آليون، وأنظمة سونار، وقوارب دورية سريعة.
• سيتم تطوير نظام كمبيوتر اسمه "سورم" لمراقبة الإنترنت والاتصالات لسكان سوتشي، والمتنافسين الزائرين، والمتفرجين خلال الأولمبياد لاعتراض أي معلومات حساسة يمكن أن تساعد على تجنب أي أحداث محتملة.
وقد طبقت موسكو إجراءات أمنية مكثفة على الأرض، وعلى البحر الأسود، وفي الجو. في يناير الحالي ستكون هناك قيود على السفر بالإضافة إلى مناطق أمنية معززة؛ ومع ذلك تبقى هناك مناطق عُرضة لحوادث محتملة. وقد تتركز محاولات الهجوم في المناطق التي تحوي عدداً كبيراً من المتفرجين والمشاركين، مثل الحديقة الأولمبية. وستكون مناطق الألعاب المفتوحة أهدافاً جذابة أيضاً، بما في ذلك الكتلة الجبلية الأولمبية، حيث ستجري مسابقات التزلج على الجليد.
من الواضح أن الإجراءات الأمنية ستكون مكثفة في سوتشي وجميع المناطق التي ستستضيف نشاطات أولمبية. وهذا يعني أن التهديد الأكبر قبل الألعاب وخلالها سيكون على الأرجح هجوماً خارج سوتشي في مناطق مثل شمال القوقاز أو موسكو.
خطر المتشددين
يعود صراع موسكو مع المناطق المضطربة مثل القوقاز إلى قرون ماضية. وقد سددت روسيا ضربات قاسية في حربها على الإرهاب في القوقاز. وتقوم جماعات متشددة بهجمات مستمرة ضد قوات الأمن مستخدمة أساليب متنوعة، بما في ذلك الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية. في مايو 2012، أحبطت السُلطات الروسية مؤامرة وضعها زعيم جماعة إمارة القوقاز، دوكو عمروف، للهجوم على الألعاب الأولمبية في سوتشي. واكتشفت السُلطات الروسية مخازن أسلحة سرية في أبخازيا كانت تشمل صواريخ أرض – جو، وقاذفات قنابل، وقاذفات لهب، وقنابل يدوية، وبنادق، وخرائط. وتم اعتقال ثلاثة من أعضاء إمارة القوقاز.
في يوليو 2013، وجه عمروف تهديدات في شريط فيديو رفع على يوتيوب دعا فيه الناس من القوقاز لمنع روسيا من إقامة أولمبياد سوتشي. ويتوقع المراقبون أن يقوم أفراد متأثرون بدعوة عمروف في المنطقة بتنفيذ هجمات في سوتشي ومناطق أخرى من روسيا. مثل هذه الهجمات الفردية يكون من الصعب جداً اعتراضها أو منعها. لكن الذين ينفذون مثل هذه العمليات يفتقدون عادة إلى الخبرة الضرورية للقيام بعمليات واسعة النطاق، خاصة في بلد فيه قوات أمن مدرَّبة ومستعدة بشكل جيد.
في 21 أكتوبر الماضي، هاجمت امرأة انتحارية حافلة في فولجوجراد، روسيا، على بعد 600 ميل من سوتشي، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح أكثر من عشرة أشخاص. ومع أن هذا الهجوم لا يرتبط بشكل مباشر مع الأولمبياد، إلا أنه يبيِّن قدرة الأفراد المتشددين على مهاجمة أهداف سهلة مثل الساحات العامة والمطارات حتى لو كان تدريبهم بسيطاً.
إرشادات إلى زوار الأولمبياد
رغم أن روسيا ستنشر أكثر من 40 ألف شرطي في الألعاب الأولمبية وتنصب كاميرات مراقبة، وطائرات استطلاع بدون طيار، وغير ذلك من الإجراءات الأمنية، ستبقى جرائم الشارع مصدر قلق. الرياضيون والمتفرجون والرعاة في أماكن المسابقات الأولمبية سيبقون ضحايا محتملين لمجرمين محليين. يجب اتخاذ احتياطات أمان ضد عمليات النشل والسرقة أو الهجمات الشخصية في سوتشي وفي روسيا. الحفاظ على الوعي الظرفي في جميع الأوقات مهم جداً لتخفيف جميع أنواع المخاطر.
من المتوقع أن يحدث تأخير لأوقات طويلة في المطارات والقطارات والحافلات المتجهة من وإلى أماكن الألعاب الأولمبية، كما سيكون هناك ضغط على الفنادق وأماكن السكن في هذه المناطق. يُنصح الزوار بحجز غرف الفنادق وبطاقات السفر قبل وقت كافٍ. كما يجب شراء تذاكر حضور الألعاب من منافذ بيع معتمدة لتجنب التذاكر المزورة.
إن استضافة حدث مثل الألعاب الأولمبية أو أولمبياد أصحاب الاحتياجات الخاصة مهمة غير عادية لأي بلد. الإجراءات الأمنية التي سيتم اتباعها سوف تقوم بحماية الألعاب بحماية الألعاب ضد أي هجمات. لكن حدوث خلل أو هجوم يبقى محتملاً ليس فقط في سوتشي، ولكن في كافة أنحاء روسيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر