لندن ـ ماريا طبراني
عند النزول في محطة مارليبون (Marylebone)، تتملكك الرغبة في ألا ترفع عينيك عن هذا الصرح الهائل الذي يجسد فن المعمار البريطاني والمبنى التاريخي الذي صممه مهندس السكك الحديدية صاحب الرؤى المميزة السير إدوارد واتكينز منذ 150 عاما.
عندما كانت السكك الحديدية هي الملك في عالم النقل والمواصلات، رأى واتكنز أن يكون فندق محطة قطارات مارليبون هو الأكثر رفاهية بين فنادق بريطانيا ليتناسب مع المكانة الملكية للمحطة.
كما زاد من أهمية الفندق بخلاف كونه تحفة مميزة بين تحف المعمار البريطاني، موقعه المتميز الذي يتناسب مع احتياجات النزلاء سواءً منهم من أتى إلى المدينة للعمل أو الترفيه.
وافتتح هذا الفندق المركزي الكبير بواتكينز عام 1988، إلا أن الأزمة المالية تزامنت مع الافتتاح مما قضى على كل الفرص في تحقيق النجاح الذي كان متوقعًا له.
ورغم الصعاب التي مر بها منذ الافتتاح بسبب الأزمات الاقتصادية المتوالية، لا زال فندق محطة مارليبون يحتل مكانة متميزة بين المزارات السياحية في لندن حتى الآن، ويصعب على أي من زوار العاصمة البريطانية العريقة أن يمسك بقلم وورقة في يده ليحصي الأماكن السياحية والمزارات التاريخية التي يرغب في القيام بجولة تتضمنها أن ينسى تدوين اسم هذا الفندق بين ما يريد التوجه إليه من مزارات.
ويتكون الفندق من 300 غرفة قام بتصميم الديكور الداخلي الخاص بها روبرت ويليام إديز ويعلوها برج الساعة الذي يبدو قريب الشبه جدًا لبرج ساعة "بيج بين حيث" والذي يرقى لأن يكون نسخة منه.
كما يحمل الفندق من الخارج لافتات "أهلًا ومرحبًا" للتعبير عن الترحيب بكل من يدخل العاصمة بالسيارة أو يمر على الفندق.
تم تجديد المبنى مرتين في أعقاب الحرب العالمية الأولى والثانية وظلت لجنة النقل (هيئة السكك الحديدية) تستخدمه حتى منتصف التسعينات ليستعيد الفندق مجده السابق الذي كاد أن يفقده بسبب الأزمات المتوالية من كساد وحروب.
ومع أنه من الفنادق الفاخرة في بريطانيا، إلا أن شهرته العالمية محدودة حيث لا يمكن أن يرد ذكره في الكتيبات الإرشادية السياحية العالمية مثل دليل فوربس السياحي، ومع ذلك، يوفر الفندق قدر غير محدود من وسائل الراحة والرفاهية التي يأتي في مقدمتها السرير الضخم، الشاشة المسطحة الكبيرة، الحمام الذي تغطيه أعمال الرخام، ماكينة القهوة، وغيرها من وسائل الراحة.
أما اللون المميز للغرف فهو الكريمي مع الاستعانة باللونين الأخضر والأزرق في وضع بعض لمسات الجمال على التصميم الداخلي للمكان. ومع الجمال الذي يتمتع به هذا الفندق، الذي يطلق عليه البعض لاندمارك (Landmark)، وقيمته التاريخية، هناك بعض العيوب التي تقلل من تميز المكان، فلا يراعي الفندق توزيع النزلاء على الأدوار المختلفة. ويعد من أقبح العيوب التي لا يمكن تجاهلها، انتشار رائحة دخان السجائر في جميع الأدوار، فمن الممكن في لاندمارك أن تنزل أسرة بصحبتها طفل رضيع في دور مسموح فيه بالتدخين.
وهناك حمامات السباحة في قبو المبنى ليبعث بأفضل وأطيب الروائح إلى الأدوار العليا، وتم تجديد السباحة الخاصة بالفندق العريق حديثًا وزُودت بجاكوزي وسونا حديثة بالإضافة إلى صالة ألعاب رياضية كاملة.
ويقدم مركز السباحة عدد من خدمات الرفاهية، كالمساج بزيت العشب البحري.
كما يحتوي الفندق على حوض سباحة، وهو مغطى به مكان مخصص للأطفال والكبار الذين لا تستهويهم تحديات السباحة.
وبالنسبة للعشاء، فلن تجد أفخم من بار ميرور (Mirror Bar) الذي رغم ارتفاع أسعاره، فيقدم أشهى الوجبات، ويصل الحد الأدنى للدفع في هذا المكان 18.50 جنيه إسترليني للفرد.
ويمكن أيضًا الاستمتاع بأيام الصيف معتدلة الطقس في هذا الفندق عند الجلوس لتناول العشاء والمشروبات في الهواء الطلق وسط النباتات الرائعة وأشجار النخيل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر