واشنطن ـ وكالات
يبدأ فريق من الباحثين العمل على اكتشاف مضادات حيوية جديدة تستخرج من أعماق المحيط في مشروع تبلغ تكلفته ثمانية ملايين جنيه استرليني.ويعمل فريق البحث الذي يقوده علماء من جامعة أبردين في بريطانيا على الوصول إلى المواد الكيميائية التي لم تكتشف بعد ضمن الحياة داخل الخنادق البحرية في أعماق المحيطات.وقال مارسيل جاسبارز إن الفريق يأمل أن يتوصل إلى "الجيل القادم" من العقاقير المقاومة للعدوى.وكانت مسؤولة الشؤون الطبية في وزارة الصحة البريطانية قد حذرت من أن بكتيريا العدوى بدأت تصبح أكثر مقاومة للمضادات الحيوية الحالية، إضافة إلى أن هناك عددا قليلا يجري تطويره من العقاقير الجديدة.ويعمد فريق البحث الدولي إلى استخدام قوارب الصيد لإرسال المعدات التي ستقوم بجمع عينات الرواسب من قاع المحيط وهي متصلة بمجموعة من الكابلات.وبعد ذلك، سيعمل الباحثون على استخراج أنواع مميزة من البكتيريا والفطريات من تلك الرواسب التي سيجري تحليلها وتنقيتها حتى تستخرج منها المضادات الحيوية بعد ذلك.ومن خندق آتاكاما البحري، الذي يقع شرقي المحيط الهادئ على بعد 100 ميل (161 كيلومتر) من شواطئ تشيلي وبيرو، تبدأ عمليات البحث التي يمولها الاتحاد الأوروبي مع فصل الخريف للبحث في الخنادق البحرية العميقة القريبة من نيوزيلاندا ومياه القطب الجنوبي. كما تشمل عمليات البحث مياه منطقة القطب الشمالي قريبا من النرويج.ونتيجة للوصفات الطبية غير الدقيقة للمضادات الحيوية والاعتماد الزائد على العقاقير الطبية، حدثت زيادة سريعة في الجراثيم المقاومة، مما جعل الخبراء الطبيين يتخوفون من أن تفقد المضادات الحيوية القوية تأثيرها.وفي يناير/كانون الثاني، قارنت سالي ديفيز مسؤولة الشؤون الطبية في وزارة الصحة البريطانية بين تلك المخاطر ومخاطر الاحتباس الحراري، مؤكدة على أن العمليات الروتينية يمكن أن تصبح قاتلة نتيجة للمخاطر الناجمة عن الإصابة بالعدوى التي لا يمكن علاجها.وقال مارسيل جاسبار رئيس فريق البحث وأستاذ علم الكيمياء في جامعة أبردين البريطانية: "إذا لم يجر القيام بأي شيء لمقاومة تلك المشكلة، فسنعود مرة أخرى إلى حقبة ما قبل المضادات الحيوية خلال فترة تتراوح ما بين عشر سنوات إلى 20 سنة، حيث يمكن للجراثيم والعدوى البسيطة أن تصبح قاتلة".وقال جاسبار إنه ومنذ عام 2003 لم يجر تسجيل أي مضاد حيوي جديد، "ويعود السبب في جزء من ذلك إلى قلة اهتمام شركات الأدوية لأن تنتج مضادات حيوية حيث إنها ليست مربحة".وأضاف أنه يتوقع أن يعمل العلماء على بحث العينات في المعمل خلال 18 شهرا القادمة، مضيفا أنه في حالة اكتشاف عقاقير جديدة للعلاج، فمن الممكن أن تتوافر تلك العقاقير خلال عقد من الزمان.من جانبها، قالت كاميلا إسغويرا، الأستاذة بجامعة ليوفن ببلجيكا والتي تعمل على تنسيق المشروع: "سنقوم بفحص العديد من التركيبات الكيميائية الفريدة التي تستخرج من تلك العينات البحرية، التي لم تتعرض لضوء الشمس يوما ما".وتابع قائلا: "لدينا أمل كبير في العثور لى عدد من الخيوط التي ستوصلنا إلى عقاقير جديدة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر