برلين ـ المغرب اليوم
تشير الحفريات التي تم العثور عليها حديثًا، إلى أن العث والفراشات كانت على الأرض لما لا يقل عن 200 مليون سنة، أي ما لا يقل عن 70 مليون سنة مما كان يعتقد سابقًا، وتم العثور على أجنحة 7 أنواع على الأقل من "ليبيدوبتيرا" – وهي المجموعة التي تضم العث والفراشات - في عينة من الصخور القديمة في ألمانيا، ويثبت هذا الاكتشاف أن الفراشات لم تتطور مع الزهور كما كان يعتقد سابقًا.
ويأمل العلماء أن يساعدهم هذا الاكتشاف على فهم التطور المبكر للعث والفراشات، كما يساعد الباحثين على الحفاظ عليها، ودرس فريق من الباحثين، بقيادة الدكتور تيمو فان إلديجك من جامعة أوترخت، بدراسة أجنحة 70 من حفريات فراشة وعثة مختلفة. كان وزن الحفريات الصغيرة لا يزيد عن 0.35 أوقية (10 غرامات) وكانت تقريبا بنفس حجم ذرة الغبار، وتم العثور على تلك البقايا القديمة في صخور شمال ألمانيا، وقام الباحثون بتحليل ومقارنة الأجنحة المتحجرة لتلك الأنواع الموجودة.
واستخدم فريق البحث حمض لتذويب الصخور ليترك فقط بقايا الأجنحة، وفوجئوا بأن الحفريات كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعث والفراشات التي تنتمي إلى مجموعة ما زالت حية اليوم، هذه المخلوقات لها ألسنة طويلة، والمعروفة باسم خرطوم، والتي تستخدم لامتصاص الرحيق، ولكن يعتقد أن الزهور الأولى قد ظهرت على الأرض قبل 140 مليون سنة - بعد فترة طويلة من تاريخ ظهور هذه الحفريات.
وقال الدكتور راسل غاروود من جامعة مانشستر، وهو غير متعلق بالدراسة، إنّ "هذه الأدلة الجديدة تشير إلى أن أجزاء الفم الملفوفة كان لها دور آخر، قبل أن تتطور النباتات المزهرة"، وكشف الباحثون في الدراسة أنّ "النظرية تشير إلى أن هذه الحشرات الطائرة الصغيرة تغذت على عاريات البذور، وعاريات البذور ليست مزهرة، وهي النباتات المنتجة للبذور مثل الصنوبريات التي تهيمن على العصر الجوراسي وتنتج قطرات صغيرة من السائل عالي الطاقة، بينما تشير نظرية أخرى أن العصر الجوراسي المبكر وأوائل العصر الترياسي كان وقتا جافا وقاحلا جدا وكان خرطوم الفراشات عبارة عن "تقنية فعالة لتجديد الرطوبة المفقودة والبقاء على قيد الحياة من خطر الجفاف".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر