برلين ـ وكالات
وصل علماء ألمان إلى اكتشاف المفاتيح البيولوجية في الانواع الهجومية لحشرة الدعسوقة التي تسبب خرابا في انحاء اوروبا والولايات المتحدة.
فحشرة الدعسوقة الاسيوية استخدمت في سبيل مكافحة حشرة المن في الدفيئات الزراعية.
لكنها هربت وخرجت عن نطاق السيطرة في شتى انحاء اوروبا واصبحت تهاجم الحشرات اصيلة الموطن.
ويقول العلماء ان جسم الدعسوقة يحتوي على سائل سام طفيلي بالنسبة للحشرات الاخرى.
ونشر البحث في دورية (ساينس) المعنية بالشؤون العلمية.
ويمكن للدعسوقة الاسيوية التي احيانا يطلق عليها اسم حشرة (المهرج) ان تلتهم مئتين من حشرة المن يوميا.
كما تعتبر حلا طبيعيا فعالا لمشكلات تفرضها مجموعة من الآفات في الدفئيات الزراعية.
حشرات قاتلة
غير ان السنوات الاخيرة شهدت هروب هذه الحشرات وانتشرت بذاتها في شتى ارجاء اوروبا وامريكا الشمالية على حساب الانواع الاصلية في المنطقة.
ففي الخريف يمكن للدعسوقة الاسيوية ان تسبب ازعاجا اثناء تجمعاتها في مجموعات كبيرة بحثا عن مواقع للبيات الشتوي.
ويمكن احيانا ان تسبب للانسان الاصابة بحساسية شديدة.
واظهر العلماء من خلال هذا البحث ان النظام البيولوجي للدعسوقة الاسيوية يتيح لها التفوق اثناء التنافس مع الانواع اصيلة الموطن.
فالحشرة المهاجمة تتمتع بجهاز مناعي يتسم بقوة كبيرة.
ويحتوي سائل جسم الحشرة على مركب مضاد حيوي قوي يطلق عليه اسم (هارمونين) فضلا عن مواد مركب البيبتدات مضادة الميكروبات، وهذا يتيح للحشرة المهاجمة قدرة اكثر فعالية مقارنة بالحشرات اصيلة الموطن.
لذا تكمن القوة في العناصر الحيوية المضادة في الدعسوقة، حيث يقول الباحثون انها ربما تمهد السبيل الى اهداف واعدة تفيد في تطوير العقاقير.
غير ان النواحي الابرز قوة بالنسبة للقدرة التحصينية الحيوية للدعسوقة تمثل فطريات دقيقة يطلق عليها (ميكروسبوريديا).
وقال هيكو فوغيل لدى معهد ماكس بلانك للمنظومة البيئية الكيمائية "انها تبدو كامنة في دماءها، ولا نفهم كيف يمكنها عمل ذلك."
واضاف "لكن عندما تبدأ دعسوقة اخرى مهاجمة بيض حشرة هجومية ويرقاتها، تصبح اكثر نشاطا وتقتل الحشرات اصلية الموطن."
وتشير عدد من الدراسات في السنوات الاخيرة الى ان الحشرة التي يطلق عليها (المهرج) تهاجم الدعسوقات الاخرى في شتى ارجاء اوروبا. وفي بريطانيا توصل العلماء الى سبعة من كل ثمانية انواع بريطانية اصيلة الموطن تعاني تراجع اعدادها.
ويحرص العلماء في بريطانيا على مناشدة المواطنين بضرورة الابلاغ عن حشرة المهرج، لذا اطلقوا تطبيقا على الهواتف الذكية يساعد المواطنين في تسجيل تفاصيل الدعسوقات.
ووصفت هيلين روي من مركز النظام البيئي وعلم المائيات بالقرب من وولينغفورد في بريطانيا، البحث الالماني بانه "رائع".
وقالت "تعاني الدعسوقة المعروفة تاريخيا ومنتشرة في بريطانيا من تراجع شديد للغاية وسريع."
ويوافق العلماء الالمان على ان الدعسوقة الاسيوية تعتزم غزو معظم العالم.
عندما اصبحت حشرات المن التي تفترسها شحيحة، بدأ يعرف عن الدعسوقة الاسيوية انها تتغذي على العنب وعثر عليها دوما في حقول العنب. اذ يمكن للمواد الكيمائية القوية والدفاعية ان تؤثر على مذاق النبيذ اذا حوصرت في عملية الانتاج.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر