بيروت- المغرب اليوم
تنطبق على "تلفزيون لبنان" مقولة «خطوة واحدة إلى الأمام، مقابل عشر إلى الخلف». أسابيع قليلة مرّت على تشكيل الحكومة الجديدة وتعيين جورج قرداحي وزيراً للإعلام، فجال في أرجاء التلفزيون مطلقاً الوعود بتحسين وضعه... حتى أُعلن أخيراً عن تجميد نشرة الأخبار الليلية التي تُذاع عند الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً.
منذ انطلاق «تلفزيون لبنان» لم تغب أيّ من نشرات الأخبار التي تُبثّ طيلة ساعات النهار تقريباً، وختام النشرات يتمثل في النشرة الليلية (23:30) الأشبه بجردة إخبارية لأحداث النهار. لكن قبل ثلاثة أيام تقريباً، فوجئ المتابعون بتغييب تلك النشرة لأسباب لم تُذكر. يومها راحت التساؤلات تُطرح حول خلفيات تلك الخطوة التي تركت فراغاً على الشاشة، بخاصة أن غالبية القنوات تعرض نشرات أخبار ليلية في ذلك التوقيت.
وتؤكّد مديرة الأخبار في «تلفزيون لبنان» دينا رمضان، تغييب النشرة، قائلة لـ «الأخبار»: «لقد جمّدنا تلك النشرة لشهر تقريباً ريثما تتضح التطورات الاقتصادية». رمضان التي عيّنت أخيراً في مركزها إثر حلول المدير السابق للأخبار والبرامج السياسية صائب دياب إلى سنّ التقاعد، تقول «إن الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان، دفعت القائمين على الشاشة إلى تجميد النشرة. إن كلفة النقل العام عالية بسبب ارتفاع سعر صفيحة البنزين، مقارنة برواتب الموظفين المتردّية. الضغط المعيشي صعب يترك أثره السلبي على تحرك الموظفين. لقد تعاطفت مع الموظفين الذين يجدون صعوبة في التنقل، وتحديداً العاملين في الدوام الليلي الذين يجدون صعوبة في عودتهم إلى منازلهم ليلاً. لذلك قرّرنا تجميد النشرة لبداية العام الجديد تقريباً ريثما تنفرج الظروف وتتحسن الأوضاع المعيشية قليلاً».
لكن في المقابل، يبدو أنّ موظفي «تلفزيون لبنان» يعانون أكثر من تلك المشكلة التي أدّت إلى تجميد النشرة الليلية. تلفت مصادر لـ «الأخبار» إلى أنّ المتعاقدين مع «تلفزيون لبنان» أعلنوا الإضراب بسبب عدم الحصول على مستحقاتهم المتراكمة، وهذا الأمر انعكس سلباً على نشرة الأخبار الليلية. وتوضح المصادر بأن الوضع داخل استديوهات الأخبار متدهور بشكل مرعب، بعد وقوع عطل تقنيّ في الـ Ups في قسم الأخبار، ما أدى إلى تطيير نشرة الأخبار على الشاشة الصغيرة المقروءة. أمر دفع المقدّمين لإذاعة النشرة على الورق، كما كان يحصل في بداية انطلاق التلفزيون.
وتكشف المعلومات أن رئيس مجلس إدارة «تلفزيون لبنان» توفيق طرابلسي قد اجتمع مع المتعاقدين المضربين، متفهّماً طلباتهم. وأعرب طرابلسي عن دعمه لمطالب الموظفين، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أنّ ليس لديه إمكانيات مالية متوافرة حالياً لتعديل رواتب الموظفين.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر