قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس
آخر تحديث GMT 18:42:25
المغرب اليوم -
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

قبر "للا عائشة البحرية" اشتهر بقدرته السحرية على طرد "التابعة" وجلب العريس للعوانس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قبر

قبر "للا عائشة البحرية"
الرباط-المغرب اليوم

على بعد كيلومترات من أزمور، يقع قبر "للا عائشة البحرية"، التي ساد الاعتقاد بقدرتها السحرية على طرد "التابعة" وجلب العريس المثالي للعوانس، ما جعل ضريحها قبلة للباحثات عن الزواج من مختلف ربوع المملكة، إلا أن هذا المكان سرعان ما فقد قدسيته بعد أن طالته أيدي المشعوذين التي دنست حرمة الولية المقصودة لأهداف "خيرة" منذ عقود، ليتحول الضريح إلى وكر علني للشعوذة، تحرسه عصابات تتهجم على كل من يهدد وجودها.

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا حينما بدأت أول أفواج النساء بالتوافد على الضريح، بعضهن يأتين رفقة أزواجهن وأطفالهن في سيارات تستقبلها "الباركينغات" العشوائية، مقابل تذاكر وقوف لا تقل قيمتها عن 5 دراهم، والبعض الآخر تلفظه قوارب العبور القادمة من الضفة الأخرى لوادي أم الربيع، ليكملن رحلتهن المرفقة بالزغاريد على متن عربات مجرورة بالحمير والبغال.

بين البركة والسحر
عند مدخل الضريح، يصطف فوج من "النقاشات" اللواتي يلازمن الزوار إلى أن يغنمن بحصتهن من الزيارة مقابل "بركة" من النقش بالحناء، ليأتي دور سماسرة «الشوافات» الذين يعرضون خدماتهن المختلفة، بدءا من "ضرب الفال" وقراءة الطالع، إلى إنجاز "القبول" وأعمال "التفرقة" بين الزوجين، نزولا عند رغبات عاشقات الرجال المتزوجين، بيد أن "المقصد واحد (هو الزواج) والأساليب متعددة (بين بركة الولية الصالحة وشطارة الساحرات)"، على حد قول إحداهن.

"مجدوبون" و"مجدوبات"
أمام مركز الدرك الملكي تصطف خيام المشعوذين الذين يمارسون أعمال السحر بشكل علني، تحت قناع "الجدبة"، إذ يشهرون بنشاطهم المشبوه من خلال لافتات تحمل أرقام هواتفهم وأسماءهم المقرونة بلقب "المجدوب"، من قبيل "المجدوب عبدو الشريف" و"المجدوبة للا فاطمة" و"المجدوبة السعدية" والحقيقة أن هذا اللقب يكسبهم مزيدا من المصداقية، باعتبارها حالة روحية تقرب صاحبها من الجن، وتسمح له بتسخيره لقضاء أغراض خاصة، من بينها التنبؤ بالمستقبل وجلب الحبيب، أو زرع البغض بين الزوجين، والتفرقة بين الحبيبين، وغيرها من الخدمات التي تعرض على الزبون بتدرج، بعد اقتناع أصحابها بصدقه ونيته في بلوغ مقصده مهما كلفه الثمن.
وتختلف أغراض الزبائن المترددين على هذه الخيام حسب أوقات عملها، إذ تخصص صباحا للمقبلين على مختلف أشكال السحر والدجل، وتنقلب مساء إلى كاباريهات تقليدية تستقطب عشاق "القصاير"، والباحثين عن متعة جنسية عابرة، منكهة بطعم البيرة و"الشقوفة".
والمثير أن الوعاء العقاري المخصص لهؤلاء الدجلة، تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ما جعلهم يشهرون ورقة "القانون" في وجه كل من يتساءل عن مدى شرعية ما يقومون به، لكن هذا لم يمنع من الرضوخ لمداهمات عناصر الأمن بين الفينة والأخرى، إذ أسفرت آخر عملية مداهمة عن اعتقال المسمى "المجدوب عبدو"، وحجز مئات الصور المستعملة في أغراض السحر، من بينها صور شخصيات معروفة وخليجيين ومسؤولين بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، بالإضافة إلى مبالغ مهمة بالدرهم والعملة الصعبة.

"هميزات" سوق الوهم
لم يكن من السهل علينا اختراق عالم الدجل المحيط بقبر الراحلة، إذ قوبل فضولنا بالتشكيك والحذر، وظلت نظرات المتربصين ترافقنا طيلة الوقت، والأصعب من ذلك أن تمثيليتنا الصحافية التي حرصنا من خلالها على الظهور كأفراد من الجالية، لم تسعفنا في الحصول على جميع المعلومات التي كنا بحاجة إليها، وذلك أن زبناءهم من "الزماكرية"، كانوا على علم بأمور السحر والشعوذة، عكسنا، وكانوا يأتون لقضاء غرض معين لا يناقشون كلفته، ما جعل منهم "هميزات" في سوق الوهم.
ولعل ما زاد الطين بلة، محاولتنا أخذ صورة لإحدى "الشوافات" وهي تنقض على رأس ديك مذبوح قربانا للولية، وتسرع به إلى خيمتها حيث غطسته بوعاء كبير يحوي سائلا أصفر وأعشابا غريبة، إذ سرعان ما وجدنا أنفسنا محاصرين بأزيد من ستة رجال متعطشين للعنف، وقد طلب منا إدخال الرمز السري لهواتفنا عنوة، قصد الاطلاع على محتواها ومسح الصور التي ادعينا أنها للذكرى، إلا أننا تمكنا، بعد جولات من الأخذ والرد، من إقناع مهاجمينا أن الأمر يتعلق ب"سيلفيات" عابرة لا أكثر، لنجد أنفسنا مراقبين من قبل مخبرين يتابعون تحركاتنا بدقة خلال ما تبقى من زيارتنا.

أطقم الزيارة
لم يكن الغرض الأساسي من "الشوهة" التي أحدثها "المخبرون" منعنا من التقاط الصور، بل إشعار المشعوذين القابعين بخيامهم بوجود دخيل قد يهدد تجارتهم، وإنذارهم بالتحفظ على طبيعة الممارسات التي يقدمونها بغرض "الأذية"، ما جعلهم يخرجون كالفئران من جحورهم، قصد الاطلاع على ما يجري والتعرف على هؤلاء الأشخاص "غير المرحب بهم" في فضائهم.

ولتلطيف الأجواء المشحونة، ارتأينا الجلوس بفضاء إحدى المقاهي المقابلة للضريح، وتابعنا حركة الزوار المتجمعين حول المحلات التي تبيع أغراض الزيارة. ولأن أصحاب هذه الحوانيت يعرفون أدق التفاصيل، ويخمنون ما يحتاجه كل نوع من الزبائن حسب مظهره وأسلوب كلامه وقدرته الشرائية، فهم يقترحون أطقما خاصة بالزيارة لقاصدي الولية الصالحة، وأعشابا مختلطة ببقايا حيوانات مجففة لزوار "المجدوبين"، إذ تتراوح قيمة المشتريات بالنسبة إلى زوار "للا عائشة البحرية" بين 10 دراهم و 700 درهم، بما فيها قراطيس الشموع البيضاء والخضراء، وعلب الحناء والحليب والعسل الحر، وبخور "الجاوي" والقرابين التي تقدم إما على شكل "فتوح" أو ذبيحة لديك أو اثنين.

طقوس

لا تختلف طقوس زيارة قبر "عائشة البحرية" كثيرًا عن باقي الأضرحة و"السادات"، إذ يفرض الدخول إلى الضريح خشوعا وتضرعا لـ"أهل المكان"، إلى جانب توفير الواجب المالي الخاص بالزيارة، أو ما يسمى "الفتوح"، هذا القربان المالي الذي يقدم للقائمتين على غرفة الضريح، يحول إلى صندوق خشبي يملكه "أولاد حميدة"، باعتبارهم حفدة عائشة والمشرفون على الضريح، حسب ما أفاد أحد بائعي الديكة المخصصة للذبيحة. داخل غرفة الضريح تجتمع النساء حول امرأتين في الخمسينات، يظهر من سلوكهما أنهما المكلفتان باستقبال أطباق الزيارة، إذ تستلمان ما تجود به الزائرات من نقود وشمع وحليب وعسل وزهر وأثواب حريرية خضراء، ثم تغرف إحداهما كمية من الحناء المخلوطة بالقرنفل في وعاء خشبي، وتضعها في يد كل فتاة جديدة، موصية إياها بتمريرها في مفارق يدها وتمتمة دعوات تيسير الزواج وتبييض "السعد"، قبل أن تثقب قنينة الزهر التي أتت بها وتطلب منها رشها على باقي النساء الجالسات بالغرفة، مع أخذ كمية من الحناء لكتابة اسمها واسم حبيبها على حائط الضريح، الذي يبدو كلوحة تشكيلية.

قبلة العوانس
عند سؤالنا عن باقي الطقوس التي تقام بالضريح، أخبرتنا إحدى القائمتين على الضريح أن أغلب الزائرات يكتفين بتقديم أطباق الزيارة وأخذ "فالهن" من الحناء فقط، أما "المؤمنات" الحقيقيات بقدرة للا عائشة الاستثنائية، فينجزون باقي الطقوس "على حقها وطريقها"، كي يتحقق مرادهن ويحظين بفارس أحلامهن المنتظر، مشيرة إلى أن الطقوس تشمل التبخر عن طريق تخطي المجمر جيئة وذهابا سبع مرات، والاستحمام في "الخلوة".
وقالت محدثتنا، البالغة من العمر 62 سنة، "يجب أن تقتني العانس مشطا وتؤدي ثمن الاستحمام بماء البئر الموجود قرب قبة الضريح الخضراء، ثم تنزع ملابسها في غرفة صغيرة (الخلوة) وتسكب الماء على جسدها، مع الحرص على تمرير المشط الذي اقتنته بين خصلات شعرها، لتقوم بعد ذلك برميه ورمي ملابسها الداخلية خلف ظهرها في ركن غير بعيد عن الشاطئ، كي تتخلص من التابعة التي ألصقت بها"، والحقيقة أن الأمشاط والملابس الداخلية التي يتم رميها، تباع من جديد في سوق خاص، كما هو الحال بالنسبة للديكة التي يتم ذبحها قربانا للولية، وبيعها لأصحاب المقاهي العشوائية المحيطة بالضريح، أما الأرباح فيتم اقتسامها بين "أولاد احميدة"، دون أن تستفيد جماعة سيدي علي بن حمدوش شيئا من هذا الإرث التاريخي الموجود على ترابها.

بين الحقيقة والخرافة
اشتهرت عائشة البحرية بشجاعتها وإخلاصها ومروءتها خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، إذ ظل اسمها راسخا في مخيلة المغاربة إلى غاية اليوم، كرمز للمقاومة ضد الاستعمار، و الوفاء للزوج، و القدرة على الصبر. وكان سبب دخولها مغامرة المقاومة اغتيال زوجها من قبل قوات الاحتلال الفرنسي، لتقرر الانتقام وتبدأ بالتربص بالجنود الفرنسيين الذين قتلت المئات منهم، دون أن تتمكن القوات الفرنسية من التعرف عليها بفضل اللثام الذي كانت تضعه أثناء عمليات التصفية. ويروى أنها أثارت متاعب جمة للمعمرين الفرنسيين في منطقة دكالة عبدة، خاصة بعد انضمام عدد من الفارسات الأرامل لها، وقيادها لهم في مقاومة الاحتلال إلى حين وفاتها.
أما الحكاية الشعبية المتداولة، فتقول إن أصل هذه الشخصية التاريخية من بغداد، وإنها كانت على علاقة روحية بمولاي بوشعيب الدكالي، الولي الصالح الموجود ضريحه بأزمور، إلى درجة أنهما كانا يلعبان الكرة ، فتمر الكرة من بغداد لتصل إلى آزمور، بعد أن تقول له "هاك أبوشعيب في جنب الواد"، ليرد عليها "هاكي أعايشة في بغداد". 
وتضيف الأسطورة أن العاشقة قصدت المغرب لزيارة حبيبها بوشعيب، لكن الموت فاجأها وهي على مرمى حجر من آزمور، ليتم دفنها في المكان ذاته الذي توفيت فيه، ويقام فوق قبرها ضريح ظلت النساء تزرنه للتبرك والنزهة. 
ورغم تعدد الحكايات التي امتزج فيها التاريخ بالأسطورة، فإن واقع هذه الشخصية اليوم، حولها إلى قبلة للفتيات الراغبات في الزواج، أو العاشقات للرجال المتزوجين، لاعتقاد بعضهن بقدرتها على تزويج العوانس، وإيمان البعض الآخر بقدرات المشعوذين المحيطين بقبرها.

قد يهمك ايضا:

رجل غني يعرض جائزة مُثيرة لمن يُغري حبيبته

جيوتي جامبيل مراهقة من "مينيسوتا" ولدت بدون أعضاء تناسلبية تتمنى الارتباط

المصدر :

واس / spa

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 02:06 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يقود أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:16 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة تحرم نادي الرجاء من الزنيتي

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الصناعة السعودية تطرح 7 رخص كشف تعديني للمنافسة

GMT 09:21 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليزي بطرس تطرح منزلها للبيع بمبلغ 4 مليون دولار

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 05:52 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

وزير الداخلية يكشف تفاصيل خطة مساعدة المتضررين من البرد

GMT 23:46 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إندونيسيات يتدربن على الرماية للدفاع عن ارتداء النقاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib