قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس
آخر تحديث GMT 16:33:19
المغرب اليوم -
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

قبر "للا عائشة البحرية" اشتهر بقدرته السحرية على طرد "التابعة" وجلب العريس للعوانس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قبر

قبر "للا عائشة البحرية"
الرباط-المغرب اليوم

على بعد كيلومترات من أزمور، يقع قبر "للا عائشة البحرية"، التي ساد الاعتقاد بقدرتها السحرية على طرد "التابعة" وجلب العريس المثالي للعوانس، ما جعل ضريحها قبلة للباحثات عن الزواج من مختلف ربوع المملكة، إلا أن هذا المكان سرعان ما فقد قدسيته بعد أن طالته أيدي المشعوذين التي دنست حرمة الولية المقصودة لأهداف "خيرة" منذ عقود، ليتحول الضريح إلى وكر علني للشعوذة، تحرسه عصابات تتهجم على كل من يهدد وجودها.

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا حينما بدأت أول أفواج النساء بالتوافد على الضريح، بعضهن يأتين رفقة أزواجهن وأطفالهن في سيارات تستقبلها "الباركينغات" العشوائية، مقابل تذاكر وقوف لا تقل قيمتها عن 5 دراهم، والبعض الآخر تلفظه قوارب العبور القادمة من الضفة الأخرى لوادي أم الربيع، ليكملن رحلتهن المرفقة بالزغاريد على متن عربات مجرورة بالحمير والبغال.

بين البركة والسحر
عند مدخل الضريح، يصطف فوج من "النقاشات" اللواتي يلازمن الزوار إلى أن يغنمن بحصتهن من الزيارة مقابل "بركة" من النقش بالحناء، ليأتي دور سماسرة «الشوافات» الذين يعرضون خدماتهن المختلفة، بدءا من "ضرب الفال" وقراءة الطالع، إلى إنجاز "القبول" وأعمال "التفرقة" بين الزوجين، نزولا عند رغبات عاشقات الرجال المتزوجين، بيد أن "المقصد واحد (هو الزواج) والأساليب متعددة (بين بركة الولية الصالحة وشطارة الساحرات)"، على حد قول إحداهن.

"مجدوبون" و"مجدوبات"
أمام مركز الدرك الملكي تصطف خيام المشعوذين الذين يمارسون أعمال السحر بشكل علني، تحت قناع "الجدبة"، إذ يشهرون بنشاطهم المشبوه من خلال لافتات تحمل أرقام هواتفهم وأسماءهم المقرونة بلقب "المجدوب"، من قبيل "المجدوب عبدو الشريف" و"المجدوبة للا فاطمة" و"المجدوبة السعدية" والحقيقة أن هذا اللقب يكسبهم مزيدا من المصداقية، باعتبارها حالة روحية تقرب صاحبها من الجن، وتسمح له بتسخيره لقضاء أغراض خاصة، من بينها التنبؤ بالمستقبل وجلب الحبيب، أو زرع البغض بين الزوجين، والتفرقة بين الحبيبين، وغيرها من الخدمات التي تعرض على الزبون بتدرج، بعد اقتناع أصحابها بصدقه ونيته في بلوغ مقصده مهما كلفه الثمن.
وتختلف أغراض الزبائن المترددين على هذه الخيام حسب أوقات عملها، إذ تخصص صباحا للمقبلين على مختلف أشكال السحر والدجل، وتنقلب مساء إلى كاباريهات تقليدية تستقطب عشاق "القصاير"، والباحثين عن متعة جنسية عابرة، منكهة بطعم البيرة و"الشقوفة".
والمثير أن الوعاء العقاري المخصص لهؤلاء الدجلة، تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ما جعلهم يشهرون ورقة "القانون" في وجه كل من يتساءل عن مدى شرعية ما يقومون به، لكن هذا لم يمنع من الرضوخ لمداهمات عناصر الأمن بين الفينة والأخرى، إذ أسفرت آخر عملية مداهمة عن اعتقال المسمى "المجدوب عبدو"، وحجز مئات الصور المستعملة في أغراض السحر، من بينها صور شخصيات معروفة وخليجيين ومسؤولين بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، بالإضافة إلى مبالغ مهمة بالدرهم والعملة الصعبة.

"هميزات" سوق الوهم
لم يكن من السهل علينا اختراق عالم الدجل المحيط بقبر الراحلة، إذ قوبل فضولنا بالتشكيك والحذر، وظلت نظرات المتربصين ترافقنا طيلة الوقت، والأصعب من ذلك أن تمثيليتنا الصحافية التي حرصنا من خلالها على الظهور كأفراد من الجالية، لم تسعفنا في الحصول على جميع المعلومات التي كنا بحاجة إليها، وذلك أن زبناءهم من "الزماكرية"، كانوا على علم بأمور السحر والشعوذة، عكسنا، وكانوا يأتون لقضاء غرض معين لا يناقشون كلفته، ما جعل منهم "هميزات" في سوق الوهم.
ولعل ما زاد الطين بلة، محاولتنا أخذ صورة لإحدى "الشوافات" وهي تنقض على رأس ديك مذبوح قربانا للولية، وتسرع به إلى خيمتها حيث غطسته بوعاء كبير يحوي سائلا أصفر وأعشابا غريبة، إذ سرعان ما وجدنا أنفسنا محاصرين بأزيد من ستة رجال متعطشين للعنف، وقد طلب منا إدخال الرمز السري لهواتفنا عنوة، قصد الاطلاع على محتواها ومسح الصور التي ادعينا أنها للذكرى، إلا أننا تمكنا، بعد جولات من الأخذ والرد، من إقناع مهاجمينا أن الأمر يتعلق ب"سيلفيات" عابرة لا أكثر، لنجد أنفسنا مراقبين من قبل مخبرين يتابعون تحركاتنا بدقة خلال ما تبقى من زيارتنا.

أطقم الزيارة
لم يكن الغرض الأساسي من "الشوهة" التي أحدثها "المخبرون" منعنا من التقاط الصور، بل إشعار المشعوذين القابعين بخيامهم بوجود دخيل قد يهدد تجارتهم، وإنذارهم بالتحفظ على طبيعة الممارسات التي يقدمونها بغرض "الأذية"، ما جعلهم يخرجون كالفئران من جحورهم، قصد الاطلاع على ما يجري والتعرف على هؤلاء الأشخاص "غير المرحب بهم" في فضائهم.

ولتلطيف الأجواء المشحونة، ارتأينا الجلوس بفضاء إحدى المقاهي المقابلة للضريح، وتابعنا حركة الزوار المتجمعين حول المحلات التي تبيع أغراض الزيارة. ولأن أصحاب هذه الحوانيت يعرفون أدق التفاصيل، ويخمنون ما يحتاجه كل نوع من الزبائن حسب مظهره وأسلوب كلامه وقدرته الشرائية، فهم يقترحون أطقما خاصة بالزيارة لقاصدي الولية الصالحة، وأعشابا مختلطة ببقايا حيوانات مجففة لزوار "المجدوبين"، إذ تتراوح قيمة المشتريات بالنسبة إلى زوار "للا عائشة البحرية" بين 10 دراهم و 700 درهم، بما فيها قراطيس الشموع البيضاء والخضراء، وعلب الحناء والحليب والعسل الحر، وبخور "الجاوي" والقرابين التي تقدم إما على شكل "فتوح" أو ذبيحة لديك أو اثنين.

طقوس

لا تختلف طقوس زيارة قبر "عائشة البحرية" كثيرًا عن باقي الأضرحة و"السادات"، إذ يفرض الدخول إلى الضريح خشوعا وتضرعا لـ"أهل المكان"، إلى جانب توفير الواجب المالي الخاص بالزيارة، أو ما يسمى "الفتوح"، هذا القربان المالي الذي يقدم للقائمتين على غرفة الضريح، يحول إلى صندوق خشبي يملكه "أولاد حميدة"، باعتبارهم حفدة عائشة والمشرفون على الضريح، حسب ما أفاد أحد بائعي الديكة المخصصة للذبيحة. داخل غرفة الضريح تجتمع النساء حول امرأتين في الخمسينات، يظهر من سلوكهما أنهما المكلفتان باستقبال أطباق الزيارة، إذ تستلمان ما تجود به الزائرات من نقود وشمع وحليب وعسل وزهر وأثواب حريرية خضراء، ثم تغرف إحداهما كمية من الحناء المخلوطة بالقرنفل في وعاء خشبي، وتضعها في يد كل فتاة جديدة، موصية إياها بتمريرها في مفارق يدها وتمتمة دعوات تيسير الزواج وتبييض "السعد"، قبل أن تثقب قنينة الزهر التي أتت بها وتطلب منها رشها على باقي النساء الجالسات بالغرفة، مع أخذ كمية من الحناء لكتابة اسمها واسم حبيبها على حائط الضريح، الذي يبدو كلوحة تشكيلية.

قبلة العوانس
عند سؤالنا عن باقي الطقوس التي تقام بالضريح، أخبرتنا إحدى القائمتين على الضريح أن أغلب الزائرات يكتفين بتقديم أطباق الزيارة وأخذ "فالهن" من الحناء فقط، أما "المؤمنات" الحقيقيات بقدرة للا عائشة الاستثنائية، فينجزون باقي الطقوس "على حقها وطريقها"، كي يتحقق مرادهن ويحظين بفارس أحلامهن المنتظر، مشيرة إلى أن الطقوس تشمل التبخر عن طريق تخطي المجمر جيئة وذهابا سبع مرات، والاستحمام في "الخلوة".
وقالت محدثتنا، البالغة من العمر 62 سنة، "يجب أن تقتني العانس مشطا وتؤدي ثمن الاستحمام بماء البئر الموجود قرب قبة الضريح الخضراء، ثم تنزع ملابسها في غرفة صغيرة (الخلوة) وتسكب الماء على جسدها، مع الحرص على تمرير المشط الذي اقتنته بين خصلات شعرها، لتقوم بعد ذلك برميه ورمي ملابسها الداخلية خلف ظهرها في ركن غير بعيد عن الشاطئ، كي تتخلص من التابعة التي ألصقت بها"، والحقيقة أن الأمشاط والملابس الداخلية التي يتم رميها، تباع من جديد في سوق خاص، كما هو الحال بالنسبة للديكة التي يتم ذبحها قربانا للولية، وبيعها لأصحاب المقاهي العشوائية المحيطة بالضريح، أما الأرباح فيتم اقتسامها بين "أولاد احميدة"، دون أن تستفيد جماعة سيدي علي بن حمدوش شيئا من هذا الإرث التاريخي الموجود على ترابها.

بين الحقيقة والخرافة
اشتهرت عائشة البحرية بشجاعتها وإخلاصها ومروءتها خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، إذ ظل اسمها راسخا في مخيلة المغاربة إلى غاية اليوم، كرمز للمقاومة ضد الاستعمار، و الوفاء للزوج، و القدرة على الصبر. وكان سبب دخولها مغامرة المقاومة اغتيال زوجها من قبل قوات الاحتلال الفرنسي، لتقرر الانتقام وتبدأ بالتربص بالجنود الفرنسيين الذين قتلت المئات منهم، دون أن تتمكن القوات الفرنسية من التعرف عليها بفضل اللثام الذي كانت تضعه أثناء عمليات التصفية. ويروى أنها أثارت متاعب جمة للمعمرين الفرنسيين في منطقة دكالة عبدة، خاصة بعد انضمام عدد من الفارسات الأرامل لها، وقيادها لهم في مقاومة الاحتلال إلى حين وفاتها.
أما الحكاية الشعبية المتداولة، فتقول إن أصل هذه الشخصية التاريخية من بغداد، وإنها كانت على علاقة روحية بمولاي بوشعيب الدكالي، الولي الصالح الموجود ضريحه بأزمور، إلى درجة أنهما كانا يلعبان الكرة ، فتمر الكرة من بغداد لتصل إلى آزمور، بعد أن تقول له "هاك أبوشعيب في جنب الواد"، ليرد عليها "هاكي أعايشة في بغداد". 
وتضيف الأسطورة أن العاشقة قصدت المغرب لزيارة حبيبها بوشعيب، لكن الموت فاجأها وهي على مرمى حجر من آزمور، ليتم دفنها في المكان ذاته الذي توفيت فيه، ويقام فوق قبرها ضريح ظلت النساء تزرنه للتبرك والنزهة. 
ورغم تعدد الحكايات التي امتزج فيها التاريخ بالأسطورة، فإن واقع هذه الشخصية اليوم، حولها إلى قبلة للفتيات الراغبات في الزواج، أو العاشقات للرجال المتزوجين، لاعتقاد بعضهن بقدرتها على تزويج العوانس، وإيمان البعض الآخر بقدرات المشعوذين المحيطين بقبرها.

قد يهمك ايضا:

رجل غني يعرض جائزة مُثيرة لمن يُغري حبيبته

جيوتي جامبيل مراهقة من "مينيسوتا" ولدت بدون أعضاء تناسلبية تتمنى الارتباط

المصدر :

واس / spa

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib