جائزة حنة آرندت لكتاب عن تاريخ حيفا المنسي
آخر تحديث GMT 11:50:36
المغرب اليوم -
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

جائزة "حنة آرندت "لكتاب عن تاريخ حيفا المنسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جائزة

القدس المحتلة ـ وكالات

حصلت المؤرخة الإسرائيلية يفعات فايس على جائزة حنة آرندت تقديراً لكتابها الذي صدر مؤخراً عن مدينة حيفا، والذي يوثق تاريخ أحد أحياء هذه المدينة دون أي أحكام مسبقة. وحظي الكتاب باهتمام كبير في ألمانيا. في منطقة بمدينة حيفا تقف خرائب تذكر بجروح عفا عليها الزمن، وتاريخ يمكن القول بأنه بقي نذيراً للآخرين. في ذاكرة البلاد تقف هذه الخرائب على ما يعرف بحي وادي صليب الفقير، الذي شهد سنة 1959 احتجاجات وتجاذبات بين المهاجرين اليهود من الدول العربية والدولة العبرية التي يهيمن عليها مهاجرو أوروبا الشرقية والشرطة. يهود المغرب احتجوا آنذاك على أوضاعهم المعيشية المزرية – صراع طبقات كلاسيكي بين المجموعات العرقية المختلفة في المدينة. لكن ما لا يعلمه أحد هو أن لهذا الحي تاريخا آخر، ومنذ وقت قصير بات معروفاً أن حي وادي صليب كان حياً عربياً بحتاً قبل عدة سنوات فقط من احتجاجات سنة 1959. هذا التاريخ الآخر والتحولات التي مر بها الحي والذكريات المطمورة في خرائبه جذبت المؤرخة الإسرائيلية يفعات فايس، المولودة في حيفا، والتي قامت بالبحث في أرشيف المدينة وتتبع أي أثر يمكن أن تحصل عليه، إلى أن نجحت في الكشف عن فصل مظلم ومكبوت في التاريخ الإسرائيلي. ففي هذا الحي حصلت أمور لا تزال محور نقاش حتى اليوم، كقضايا التهجير والحرب والمصادرة. في صيف سنة 1959، كانت إسرائيل لا تزال دولة يافعة، ومجتمعها في طور البناء ويعاني من تجاذبات. في إحدى حانات المدينة تسببت مشاجرة في معارك شوارع وفوضى امتدت إلى كل أنحاء المدينة، كان طرفاها المهاجرون اليهود القادمون من الدول العربية والنخب القادمة من أوروبا، وهو صراع طبقي ترك بصماته على تاريخ المدينة، إذ كان السكان العرب قد طردوا قبل ذلك من نفس الحي سنة 1948، وصودرت ممتلكاتهم لصالح المهاجرين اليهود وهجروا بوحشية مطلقة. في ذلك الوقت كانت حرب الاستقلال (أو النكبة، كما يسميها الفلسطينيون) مستمرة، ونهاية "المجتمع المختلط" في حيفا كانت حتمية، إذ اقتربت فترة الانتداب البريطاني من نهايتها ودولة إسرائيل كانت على مشارف الولادة. ولهذا تم توطين المهاجرين اليهود القادمين من المغرب في حي وادي صليب، وإعادة توطين العرب الباقين في الحي إلى مناطق أخرى. لكن وادي صليب لم يتحول، كما كان مخططاً له، إلى حي عصري يغلب عليه الطابع الأوروبي، بل انقلب إلى حي فقير، واستمر على هذه الحال عشر سنوات إلى أن وقعت الاضطرابات الاجتماعية، التي ترك على إثرها كثير من اليهود المغاربة الحي، مخلفين وراءهم منطقة مقفرة. وبكل دقة قامت يفعات فايس بجمع كل ما تمكنت من الحصول عليه من معلومات في كتابها، والنتيجة كانت عملاً مميزاً للغاية في مجال التأريخ. وتعتبر فايس أن كتابها "نسيج" يتكون من أجزاء متفرقة، فهي لا تتبع فيه التسلسل الزمني، بل تستخدم طريقة سرد حلزونية، تصف من خلالها أحداثاً من ماضي حيفا وحاضرها، وتسلط الضوء على محاور تاريخية واجتماعية وجغرافية وثقافية. ولا تسعى فايس إلى سرد قصة صعود وسقوط حي وادي صليب أو إيجاد سبب ومسبب لما حدث من تدمير فيه وله، فهي تكتب أن "وادي صليب كان له – مثل حيفا – مستقبل مشرق ورؤى عديدة انتهت واحدة تلو الأخرى في طي النسيان". ما حصل لا يعتبر بالنسبة لفايس إجبارياً، فهي تعتبر أن هناك الكثير من الخيارات. تعمل يفعات فايس أستاذة للتاريخ اليهودي وتدير مركز فرانتس روزنتسفايغ مينيرفا التابع للجامعة العبرية في القدس، وتنتمي، بحسب أعضاء لجنة التحكيم لجائزة هانا أرندت، إلى "الجيل الجديد من المؤرخين الإسرائيليين، الذين يبحثون في تاريخ إسرائيل وفلسطين بدقة وبدون أي أحكام مسبقة". وأضافت لجنة التحكيم أن فايس، البالغة من العمر 50 عاماً، تكتب في العادة عن التاريخ المنسي، وتبحث في التاريخ الذي يحاول الآخرون طمسه أو في الصراعات التي تعتبر من المحظورات. كما تلقي المؤرخة الإسرائيلية نظرة مختلفة على التعايش بين المجموعات العرقية المختلفة داخل إسرائيل، وتركز بشكل أكبر على المنحى غير المعتاد للتاريخ الإسرائيلي والطاقة الكامنة في المجتمع المدني، مما يشجع على المزيد من البحث في التاريخ وبناء الرأي العام. يشار إلى أن جائزة حنة آرندت للتفكير السياسي تمنحها مؤسسة هاينريش بول ومدينة بريمن الألمانيتين منذ سنة 1995، وتشمل مبلغاً مالياً يقدر بـ 7500 يورو، وهو مبلغ ليس كبيراً، إلا أن الجائزة تثير النقاش في أوساط الرأي العام، فهي ليست أكاديمية، بل شعبية، وتمنح تقديراً للشجاعة في التفكير بشكل مختلف. كما تذكر هذه الجائزة بالفيلسوفة اليهودية الألمانية حنة آرندت، التي تناولت في أعمالها الجانب المظلم من عشرينيات القرن الماضي، بما في ذلك ظواهر الشمولية والعلاقة بين السلطة والعنف. كما تطرقت إلى أفكار الحرية والسياسة. درست آرندت الفلسفة واللاهوت إلى جانب مشاهير ذلك الوقت في أوروبا، مثل مارتن هايديغر وكارل ياسبرز، إلا أنها فرت من ألمانيا سنة 1933 إلى باريس هرباً من الحكم النازي، وهاجرت فيما بعد إلى الولايات المتحدة. وفي سنة 1955 صدر أشهر أعمالها بعنوان "عناصر وجذور الحكم المطلق"، والذي أصبحت من خلاله أحد أهم باحثي علم السياسة والاجتماع. لكن نجاحها على النطاق الشعبي جاء سنة 1961، من خلال تقرير كتبته لمجلة "نيويوركر" الأمريكية حول محاكمة النازي آيشمان في القدس. وبعد ذلك بعامين صدر لها كتاب حول هذه المحاكمة بعنوان "تقرير حول ابتذال الشر". ورغم هذا النجاح، تم تجاهل مساهماتها في النقاش حول السياسة في ألمانيا إلى حد كبير. أما في الوقت الراهن، فقد سمّي عدد كبير من المدارس ومراكز الأبحاث في ألمانيا تيمناً بها، كما تتمتع كتبها بإقبال واسع في ألمانيا ويحظى منهجها البحثي حتى اليوم بدراسات مستفيضة. ومن جانبها، ساهمت جائزة حنة آرندت في رفع الوعي الشعبي بهذه المفكرة، التي بقيت وقتاً طويلاً في طي النسيان.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائزة حنة آرندت لكتاب عن تاريخ حيفا المنسي جائزة حنة آرندت لكتاب عن تاريخ حيفا المنسي



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib