لندن ـ وكالات
أفصح مصور الحروب البريطاني الشهير دون ماكولين عن الاسباب التي دفعته للسفر الى سوريا وتسجيل معاناتها، وذلك بعد تسعة أعوام من إعلانه اعتزال هذه المهنة.وقضى ماكولين البالغ من العمر 77 عاما أسبوعا في مدينة حلب، حيث استهدف برصاص القناصة وهو يحاول التقاط بعض الصور لما يحدث من معارك.وصرح ماكولين لبرنامج "فرونت رو"، الذي يذاع على اذاعة بي بي سي الرابعة أنه لم تكن أمامه أية أدلة على حقيقة ما يحدث في سوريا، ولذا قرر أن يخوض مغامرة اخيرة ويذهب الى هناك.وأضاف أن هدفه من تلك الرحلة أن يظهر للعالم حجم الخسائر البشرية الناجمة عن هذا الصراع.وتركز الصور، التي نشرت على صحيفة التايمز اللندنية يوم الخميس، على العائلات التي جرى تهجيرها جراء ما وصفه "بالقصف العنيف المستمر".وأظهرت إحدى الصور التي نشرت أعلى الصفحة مجموعة من الأطفال وهم يسعون للحصول على الماء في شوارع المدينة التي دمرتها الحرب.وقال ماكولين "لسنا بحاجة لمشاهد أكثر من القناصة والثوار ممن يطلقون النار في اتجاه الجدران. كل ما نحتاجه الآن هو أن نبرز الجانب الإنساني من القصة."وتابع قائلا "لو أدرك الروس أن ضرائبهم التي يدفعونها تعمل على إنتاج هذه الأسلحة الفتاكة التي تقتل هؤلاء المدنيين الأبرياء هنا، لفكروا أكثر من مرة في انتخابهم هذه القيادة."وخلال مشواره المهني الطويل، صور ماكولين مناطق الاقتتال في فنزويلا ولبنان وقبرص، وقضى ما يقرب من 18 عاما من مشواره المهني في جبهات الحروب.وكان قد أصيب بشظايا قذيفة هاون في كمبوديا، وبعمى مؤقت جراء تعرضه لغاز سي اس خلال تغطيته لأحداث الشغب التي وقعت في مدينة ديري بأيرلندا الشمالية، كما قبض عليه انصار عيدي أمين في أوغندا.وبعد عودته من تغطية حرب العراق عام 2003، أعلن ماكولين عن نيته اعتزال مهنة تصوير الحروب والاستقرار في مقاطعة سومرست جنوب غرب إنجلترا.ومن هناك وبعد متابعته للأحداث أسبوعا تلو الآخر، قرر ماكولين أن يذهب إلى سوريا.وقال ماكولين "كنت أستيقظ كل صباح مع البزوغ الجميل للفجر، إلا أنني أتساءل ما إذا كنت أعيش في العالم الحقيقي نفسه الذي قدر لي أن أعيشه! فبالطبع، لا يسمح لي سني أن أقوم بما كنت أقوم به في شبابي، إلا أنه لا زال لدي فضول لمعرفة ما يدور في العالم."ووصف ماكولين المشاهد في حلب بأنها "مروعة"، حيث تصل أشلاء المصابين إلى المستشفيات، كما تلقى العائلات حتفها داخل بيوتها. ولأكثر من مرة، كان ماكولين في الصفوف الأمامية من المعارك.وأضاف قائلا "عليك أن تأخذ بالاعتبار أنه لا يمكن لرجل في مثل سني أن يركض. فقد كنت وأنا في سن السابعة والسبعين وأنا أرتدي القميص الواقي مثل السلحفاة، لقد كنت هدفا سهلا للغاية."إلا أنه قلل من دوره في تغطية الصراع الدائر، وقال "لست إلا بمثابة حمامة زاجلة تنقل الرسالة إلى الوطن مرة أخرى."ووجد ماكولين أن المساعدات التي ترسل بها الدول الغربية إلى سوريا قليلة، وقال "لقد كانت الطريق خالية تماما من أية قوافل للمساعدات يمكن أن تكون في طريقها إلى تلك المدينة."وتابع "ذلك هو ما يزعجني، حيث إننا تعهدنا بتقديم كل أنواع الدعم والمساعدة، إلا أنه لا توجد مساعدات محسوسة تتجه إلى سوريا، فيما يتعلق بالمعونات الطبية والمساعدات."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر