موسم ازدهار فنّ المديح المغربي في احتفالات المولد النبوي
آخر تحديث GMT 03:14:48
المغرب اليوم -
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

موسم ازدهار فنّ المديح المغربي في احتفالات المولد النبوي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موسم ازدهار فنّ المديح المغربي في احتفالات المولد النبوي

الدار البيضاء ـ مراكش

أكد محمد التهامي الحراق٬ الفنان والباحث في مجال التراث والتصوف والسماع الصوفي٬ أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المغرب يعتبر موسم حقيقي لازدهار فن المديح والسماع في المغرب٬ وإحيائه وتداوله وإعمال متونه وأنغامه وأدواره٬ سواء في المساجد أو الزوايا أو المزارات أو البيوتات الخاصة.ويحتفل المغاربة بحلول عيد المولد النبوي الشريف مثل سائر اغلب الدول الإسلامية يوم الخميس.قال الحراق إنه لا أدل على الاحتفاء بهذه المناسبة، "ما يعرفه المغرب اليوم من احتفالات وأنشطة رسمية وشعبية احتفاء بهذا المولد الشريف٬ الذي يعتبر أهم مناسبة للتعبير عن الفرح بمولد 'الفجر الأعظم' و'سراج العوالم' سيدنا محمد (ص)٬ يحضر في قلبها فن المديح والسماع كلازم من لوازم التعبير عن الفرح بالرسول الكريم".وأضاف أن "هذه الاحتفالات ظلت ممتدة مع السلالات الحاكمة في المغرب منذ القرن السابع الهجري٬ وهو ما تطور وازدهر في عهد الدولة العلوية الشريفة٬ حيث عرفت هذه الأخيرة تقاليد واحتفاءات كبيرة٬ فصل في بعضها مؤرخو المملكة٬ كما يمكن الوقوف على نماذج من ذلك مع المؤرخ عبد الرحمن بن زيدان في كتابه "العز والصولة"٬ مبرزا أن هذه الاحتفالات ما يزال المغاربة يعيشون فصولا رائعة منها في الزمان الحاضر".وأبرز محمد التهامي الحراق٬ وهو المسؤول الثقافي والفني لـ"مؤسسة الذاكرين للأبحاث الصوفية وموسيقى السماع بالرباط"٬ أنه ضمن كل هذه الطقوس والعلامات الاحتفالية٬ يحضر المديح والسماع بوصفه لازما من لوازم التعبير عن الفرح بالمصطفى (ص)٬ وهو فرح محمود مندوب إليه لما فيه من أسمى المقاصد ورفيع الغايات.وسجل الباحث التهامي الحراق أن فن المديح والسماع، الفن الروحي الأصيل يحظى اليوم بعناية خاصة من الشباب٬ سواء بحفظ متونه أو التغني بتلاحينه أو البحث عن وثائقه المكتوبة والمسموعة.وقال إن من يتابع بعض المواقع الإلكترونية وبعض صفحات المواقع الاجتماعية المهتمة بهذا الشأن٬ يقف على هذا التحول في الإقبال الشبابي على هذا الفن والعناية به٬ بل والإسهام عبر هذه الوثائق في توفير مادة أولية في أفق كتابة تاريخ هذا الفن.لكنه أعرب في المقابل عن الأسف لكون تاريخ هذا الفن التراثي منسي لاعتبارات شتى٬ في صدارتها ضعف الاهتمام العلمي به وبتاريخه وبمتونه الأدبية وبمادته الطربية وبأعلامه من النظم والتلحين والإنشاد والاحتضان.واشاد بالمناسبة٬ ببعض المبادرات لجمعيات نشيطة في تكريم شيوخ هذا الفن وأعلام كبار وهبوا حياتهم لخدمته والسمو بمعالمه الجمالية إنتاجا وتلقيا٬ وإبداعا في المتون والترنيم والإنشاد.وأكد أن هذه المبادرات هي في الغالب مبادرات شبابية للعناية بهذه المصادر الأدبية والفنية الحية٬ والاعتراف بعطاءاتها وإسهاماتها في المحافظة على هذا الموروث٬ والعمل على تحيينه بما يلائم أصوله ومقاصده وخصوصيته٬ مع نقل روح هذا الفن إلى الجيل الجديد الذي لا يخفي الكثير منه عطشه إلى التبحر في عالم موروثه واستيعاب درره وفرائده.وأعرب الحراق عن اطمئنانه على قدرة الشباب المغربي على حمل مشعل هذا الموروث الروحي الإسلامي٬ واستئناف المحافظة على هذه الذائر والعناية بها في هذا الزمن المفتوح إعلاميا٬ والذي تتجاذب فيه الشباب عدة موجات موسيقية وصرعات فنية أكثر حضورا على المستوى الإعلامي.ولاحظ في هذا السياق٬ بروز بعض المحاولات لإدماج "فن المديح والسماع" في التحولات الجديدة من خلال إحداث جمعيات تشتغل في فضاء المجتمع المدني٬ وتعمل على إعادة الاعتبار لهذا الفن عبر مقولات الاهتمام بـ"الهوية" و"الخصوصية" و"الإرث الحضاري" و"روحنة العولمة"، مؤكدا على أن هذه المداخل٬ في رأيه٬ وعلى الرغم من أهميتها٬ فإنها ما تزال تحتاج إلى مزيد استنبات في النسق المعرفي والعرفاني الذي يصدر عنه المديح والسماع.وعلى الرغم من أن محمد التهامي الحراق أبدى تفاؤله بخصوص مصير هذا الفن٬ إلا أنه أكد ضرورة لزوم الخوف عليه للتحلي بالحذر٬ بالنظر إلى التحولات الاجتماعية والثقافية التي مست البنى التقليدية للمجتمع المغربي بوجه عام٬ والتي ما تزال قيد الاشتغال٬ داعيا جميع المهتمين والقيمين على هذا المجال إلى حسن قراءة هذه التحولات ومساراتها ومآلاتها المحتملة لكي يتم تجديد النظر في الأدوار والوظائف التي على المؤسسات الثقافية التقليدية (زوايا٬ مزارات٬ بيوتات خاصة ...) أن تضطلع بها لأن محافظتها على واقعها الحالي٬ الموسوم إجمالا٬ في رأيه٬ بغياب العلم والتربية الروحية الحية٬ قد يحول المديح والسماع إلى طقوسية مبتذلة٬ سيؤدي لا محالة إلى انقراض هذه المؤسسات.ويرى الباحث المغربي أن هناك عدة مقترحات تسير في اتجاهين للنهوض بهذه المؤسسات ومن ثم بفن المديح السماع: اتجاه تجديد وظائف هذه المؤسسات من ناحية والعمل على إدماج فن المديح والسماع في المؤسسات الثقافية الحديثة من ناحية ثانية.وفي ما يتعلق بتجديد وظائف هذه المؤسسات٬ وخصوصا مؤسسة الزوايا٬ أكد أنه لا مناص من تحويل هذه الفضاءات العمرانية٬ الكثيرة والمنتشرة عبر ربوع المملكة٬ إلى مؤسسات علمية وروحية حقيقية٬ تعنى بتحفيظ القرآن الكريم والعلوم اللغوية والشرعية٬ مع اهتمام خاص بعلوم القوم٬ ومن ثم ضرورة أن تنفتح هذه الزوايا على المجالس العلمية والجامعات والمعاهد الدراسية وأن تحول مقراتها إلى فضاءات للتكوين والتعليم والتربية والتأطير الروحي كما كانت دوما٬ مع تجديد في الرؤيا وطرائق العمل. وسجل٬ في هذا الصدد٬ أن ثمة عطشا خاصا لهذا النوع من التكوين الديني والروحي ذي النموذج الحضاري المغربي الوسطي والآفاق الروحية والقيمية الكونية مع واجب صياغة رؤية ابتكارية في مضامين وطرائق العمل تؤالف بين الجوهر الروحي لمؤسسة الزاوية واحتياجات المسلم المعاصر٬ معتبرا أنه دون هذا الأفق ستتحول هذه المؤسسات إلى كيانات طللية أو متحفية في أحسن الظروف. وعن انعكاس هذا المقترح الإصلاحي على فن المديح والسماع٬ قال الحراق إنه لا مناص أن يتأثر هذا الفن إيجابيا بمثل هذا المقترح لأن المديح والسماع٬ بما هو علم وفن٬ سيدخل ضمن أبواب معارف وعلوم القوم، مقترحا٬ من ناحية أخرى وضمن هذا الأفق٬ اتجاها آخر يقوم على مسار إدماجي لفن المديح والسماع٬ مرجعية ومقاصد٬ ثم تأريخا ونصوصا ونغما وأداء٬ في بعض المؤسسات الثقافية الحديثة٬ وهو إدماج٬ في نظره٬ ذو أوجه أدبية وطربية واجتماعية٬ مثل إدخاله كتخصص مستقل في الجامعة المغربية٬ أو كمادة تكوينية ذات امتدادات في شعب الفلسفة وعلم الاجتماع والآداب والتاريخ والأنتروبولوجيا، فضلا عن الإفادة منه في برامج التعليم الإعدادي والثانوي سواء في المعاهد الموسيقية أو في التعليم النظامي ضمن مادة "التربية الموسيقية"٬ مع استثماره في مواد أساسية كاللغة العربية والتربية الإسلامية والفلسفة٬ وإدراجه كتخصص فني أصيل في المعهد العالي لفنون المرتقب افتتاحه.وعن رأيه في بعض "موضات التجديد" التي يعرفها فن المديح والسماع حاليا٬ أبرز الباحث أن هناك نمطين من هذه المحاولات: الأول يصدر عن أرباب هذا الفن٬ والثاني عن فنانين يشتغلون ويبدعون في ألوان أخرى.فبخصوص النمط الأول٬ أوضح الباحث أن أهم ما يميز فن المديح والسماع٬ مقابل مثلا طرب الآلة٬ هو انفتاحه وقابليته للإضافة والإغناء٬ وهذه الخصيصة٬ التي أملتها عدة عوامل روحية ووظائفية٬ تتحقق وفق آليات أساس هي "القدود" و"التوليد" و"التلحين".وأكد في هذا الصدد٬ أنه لا يمكن لأي تجديد من داخل هذا الفن أن يخرج عن هذه الآليات الثلاث٬ ويبقى فقط التساؤل عن مدى وعي المجدد بهذه الخصيصة٬ وهل هو مؤهل للابتكار وفق آلياتها التي تقتضي استيعابا عميقا للذاكرة الفنية المشكلة لفن المديح والسماع٬ وتمرسا بتلك الآليات التي اشتغل وفقها الأجداد للتجديد من داخل الفن بما يضمن أصالته من جهة٬ واستمراره المتجدد في الزمان والمكان من جهة ثانية؟أما عن التجديد من خارج الفن عن طريق "الهرمنة" أو "المزج" بين المديح والسماع وفنون عصرية لها خصائصها المغايرة٬ فقال الحراق إن ذلك مثار ارتياب كبير٬ ويحتاج إلى كبير نقاش٬ إذ لا تزال الشروط العلمية والفنية في نظره، لم تنضج بعد لطرحه طرحا سليما ومنتجا.يشار إلى أن للباحث محمد التهامي الحراق عدة مشاركات فنية وإعلامية وعلمية في مجال المديح والسماع والموسيقى الصوفية داخل المغرب وخارجه.كما ألّف العديد من المؤلفات العلمية مثل "فن السماع الصوفي من خلال دراسة وتحقيق د. محمد التهامي الحراق لمخطوط 'فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح النبي المختار'"٬ و"موسيقى المواجيد.. مقاربات في فن السماع الصوفي المغربي"٬ صدر عن منشورات الزمن سنة 2010، و"مقام التجلي في قصائد الصوفي أبي الحسن الششتري"٬ الصادر عن منشورات مهرجان فاس للمديح والسماع سنة 1998.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم ازدهار فنّ المديح المغربي في احتفالات المولد النبوي موسم ازدهار فنّ المديح المغربي في احتفالات المولد النبوي



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib