برلين ـ وكالات
أعلنت مؤسسة فيربلاي عن مسابقة راب لعام 2013، حيث سيتمكن الشباب من التقرب من الملحن فاغنر، بتقديم إحدى أعماله الموسيقية الكلاسيكية في قالب موسيقا الراب، بهدف ترويج موسيقاه بين الشباب. فهل هي مجرد تسلية أم مناقسة جدية؟يصعب تصديق أن ملحناً كبيراً مثل الموسيقار ريتشارد فاغنر قد يعجب بفن غنائي كالراب، دون اعتبار ذلك تعذيباً لا يحتمل للروح. إلا أن حفيدته كاثرينا فاغنر رئيسة احتفالات بايرويت أوضحت عدم اكتراثها بالأمر. حيث ستقوم مؤسسة فيربلاي، التي تسعى لنشر القيم الثقافية، بتنظيم مسابقة شبابية يتراوح أعمار مشاركيها بين الحادية عشرة والعشرين عاماً. مهمة المشاركين في المسابقة هي تقديم نص من أعمال فاغنر الموسيقية على شكل أغنية راب شبيهة بأغاني بوشيدو وكانيه ويست، ومن ثم تقديمها كفيديو كليب أو سي دي للجنة المشرفة على المسابقة.وتوقل كاترينا فاغنر، إحدى حفيدات الموسيقار ريشتارد فاغنر، عن المسابقة "هي أشبه ما تكون بجسر يربط بين الموسيقى والايقاع والشعور الموسيقي وأعمال ريتشارد فاغنر"، وتضيف أنها ترى نفسها سعيدة ومحظوظة لكونها تنمتي لعائلة فاغنر. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض هذه المبادرة سبباً للغضب واللعنة، يراها آخرون محاولة ذكية لجذب الشباب إلى أعمال الأوبرا الضخمة وموسيقى فاغنر. وتضيف فريدريكه فيشر، وهي مدرسة موسيقى:" من الجيد أن الأطفال أصبحوا يتجرؤون على قراءة هذه الأعمال ودراستها". ولكنها في الآن ذاته تشير إلى أهمية تعرف هؤلاء الأطفال على النص الأصلي كما هو أيضاً.Logo Wagner goes Rap شعار المسابقة "فاغنر غوز راب" أو فاغنر يتحول إلى فن الراب
لا يشارك منظمو هذه المبادرة الرؤية النقدية لها، إذ يرون في الراب النوع الفني الأمثل والأسلوب الموسيقي الأفضل لتشجيع الشباب على الإبداع انطلاقاً من أعمال فاغنر. فيقول مايكل زينس - مدير هذا المشروع: "الكل يستطيع غناء الراب، في حين يجب على من يريد العزف على الكمان أن يبدأ تعلم العزف وهو في سن السادسة، ويمكن المبالغة والقول أنه يصبح في الستين ولا يتقن العزف". ويضيف بالنسبة لفن الراب يمكن لأي كان أخذ مقطوعة موسيقية وكتابة نص يتضمن رسالة ما وانتهى الأمر.أما عن سبب انتشار فن الراب الشباب فيقول زينس:"هم ليسوا بحاجة لخطوات معقدة لممارسته. والهدف من هذه المبادرة هو جمعهم بمقطوعات موسيقية لم يكونوا ليمسوها. فالأغاني الشعبية وما شابهها لم تعد تجتذب شباب اليوم، على خلاف موسيقى الراب". كما يشير مايكل زينس إلى أن هذه المبادرة ستثير اهتمام آباء هؤلاء الأطفال أيضاً.يمكن أن يشكل تنظيم مسابقة لموسيقا الراب حجر أساس مثالي في تلقين الموسيقى وتعليمها بطريقة إبداعية. يذكر أن المبدع ليونارد بيرنشتاين كان من أوائل الذين قدموا الموسيقا الكلاسيكية بطريقة جديدة تتناسب مع الأذواق الحديثة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.يحصل الفائز في هذه المسابقة على ورشة تدريبية مع فنان الراب "داس بو"أما الفائز في مشابقة فاغنر لموسيقا الراب، فيحصل على دورة تدريبية مع فنان الراب "داس بو" في هامبورغ، يتعلم خلالها إنتاج وتقديم أغاني الراب بطريقة احترافية.ويبدو أن المشرفين على المسابقة ليست لديه فكرة محددة عن شكل الأغنية التي يجب يتقدم بها المتسابق للمشاركة في المسابقة، وربما هذا يفسر سبب عدم تقدم أي شاب حتى الآن بأغنية للمشاركة بها في المسابقة، وربما لن يتقدم أحد حتى انتهاء الموعد المحدد لتقديم الأعمال في الخامس عشر من شهر شباط / فبراير 2013. ووفقاً لأحد أعضاء الهيئة الفاحصة، فولفغانغ كوبيكي، فإن جل ما يهمهم في عملية التقييم هي الأفكار والإبداع في الصنع. أما جودة التصوير والتسجيل، فليس لها دور في تقييم العمل.تركز هذه المسابقة على موسيقى فاغنر فقط، ولن يتم التطرق إلى شخصية فاغنر ومواقفه المختلف عليها سياسياً. إلا أن الممثل المسرحي، أخيم فراير يشكك في فعالية هذه الطريقة قي جذب الشباب لأعمال فاغنر، إذ لا يعتقد "أن ملحناً كبيراً كفاغنر بحاجة لمثل هذه الدعاية، فهو لا يستحق إلا موسيقى وفنوناً ذات جودة عالية".قد تكون هذه الخطوة مجرد مقدمة لمجموعة من التغييرات التي تهدف إلى إحياء الموسيقى الكلاسيكية ودفع الشباب للإقبال عليها. ولتحقيق ذلك، يتوجب على دور الأوبرا تخفيض أسعار بطاقات الدخول وتغيير برامجها وفتح أبوابها لاستقبال العائلات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر