القاهرة ـ أ ش أ
ماذا سيكون تأثير الموت علي؟ وعلي الآخرين؟ لا شيء، ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير ليس لأني مت، بل لأن موتي سيقترن، بحادثة مثيرة"
بهذه السطور التى كتبها يوسف السباعى فى رواية (بين المحيطين) عام 1971 كان يتنبأ بموته فى حادثة مثيرة فعلا فى عام 1978 فى قبرص باغتياله على أيدى مجموعة فلسطينية تابعة لابو نضال برصاصتين أثناء تفقده مكان لبيع الصحف والكتب فى بهو الفندق الذى كان ينزل فيه مع مجموعة من الادباء والسياسيين لحضور مؤتمر لمنظمة التضامن الأفرو أسيوى بدعوى تأييده لمعاهدة السلام مع إسرائيل التى أعلنها الرئيس الراحل انور السادات وان السباعى لم يعد يهتم بالقضية الفلسطينية وهو اتهام برىء منه السباعى فقد ظل مخلصا للفلسطينيين وللقدس حتى آخر يوم فى عمره كتب عنها فى رواياته وفى مقالاته الصحفية بضرورة حل القضية الفلطسينية .
والسباعى الذى تحل اليوم ذكرى وفاته الـ 35 مثل أى مصرى دوما ناصر القضية الفلسيطنية وحقوق الشعب الفلسطينى فى إعماله الاديبة فعلى سبيل المثال نقرأ فى رواية"ابتسامة على شفتيه" على لسان البطل "أن القدس كالقاهرة .. كعمان .. كدمشق .. كبغداد.. إننا نؤدي واجبنا في كل مكان .. إن القدس عزيزة على المصري.. معزة القاهرة للفلسطيني ولكل عربي .. ونحن نخوض المعركة في كل جبهة.
والسباعى الذى تخرج من سلاح الفرسان من الكلية الحربية عام 1937 لم يكن يخشى الموت لكونه ضابطا يعرف معنى الشهادة فى سبيل الله وفى سبيل الحق ففاز بها بهذا الفعل الغادر والسباعى الاديب يعرف معنى الموت وحاوره كثيرا فى اعماله فقد قال " بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي.. فما أظن جسدي الواهن بقادر علي أن يخطو إليه ..أيها الموت العزيز اقترب.. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك
اشتياقي" وتناوله فى روايات مثل "نائب عزرائيل" و"السقا مات" بشكل فلسفى وباسلوب ساخر فى مسرحية "ام رتيبة" وبشكل انسانى فى "البحث عن جسد" واعمال اخرى كثيرة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر