أعربت الولايات المتحدة، الخميس، عن قلقها من التصعيد المحتمل في الشرق الأوسط، مؤكدةً أن "الحل الدبلوماسي ممكن وملحّ"، فيما أجل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن زيارته إلى إسرائيل، دون ذكر أسباب.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه لا تغيير في تموضع القوات الأميركية في المنطقة، وسط مخاوف من تصعيد كبير بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن ذكرت مصادر إسرائيلية، أن الجيش يسعى لـ"تحقيق أهداف الحرب في الحدود الشمالية" لكن "دون التسبب في توسع الصراع إلى حرب إقليمية"، وكذلك، الترقب لرد من "حزب الله" على تفجيرات يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقالت المتحدثة باسم "البنتاجون" سابرينا سينج في إفادة صحافية: "نعتقد الآن أن الصراع لا يزال مقتصراً على غزة ولا نريد حرباً أوسع، وأي هجوم من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة لن يكون مفيداً".
ورداً على سؤال عن الهجمات الإسرائيلية الأحدث في لبنان، والتي تضمنت تفجير أجهزة "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية أخرى تابعة لـ"حزب الله"، أكدت سينج، أنه "لا يوجد أي تغيير في الموقف العسكري الأميركي في الشرق الأوسط".
وأوضحت سينج عند سؤالها عن مكالمة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، أنه "في كل مكالمة تقريباً، يكرر الوزير دائماً الحاجة إلى تهدئة التوتر الإقليمي، لم نرغب أبداً في رؤية صراع إقليمي أوسع".
وذكر مصدر مطلع لوكالة "رويترز"، أن أوستن أجل زيارته المزمعة لإسرائيل الأسبوع المقبل، في ظل التصعيد الجاري على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، فيما لم يوضح المصدر سبب تأجيل الزيارة.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن مركز الحرب "ينتقل إلى الشمال"، وسط تصاعد التوتر مع "حزب الله".من جهته، قال مسؤول دفاعي أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال "، إن "انطباع أوستن أن إسرائيل تدرس خيارات عسكرية جديدة ضد لبنان".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في إفادتها اليومية، إن "موقف أميركا ثابت ضد كل التهديدات المدعومة من إيران بما في ذلك جماعة حزب الله اللبنانية"، مؤكدة أن "الحل الدبلوماسي ممكن وملحّ".
وأعربت بيير عن اعتقادها أن "التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة سيهدئ التوتر في المنطقة"، مضيفة: "سنواصل العمل على إيجاد حلول دبلوماسية بديلة للسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى ديارهم".
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن إسرائيل دخلت "مرحلة جديدة من الحرب"، متوعداً جماعة "حزب الله" اللبنانية بـ"دفع ثمن متزايد".
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع شن الطيران الإسرائيلي، الخميس، سلسلة غارات كثيفة استهدف بها القطاع الشرقي من جنوب لبنان، خاصة أطراف مناطق المحمودية، والجرمق، والعيشية، وصولاً إلى الضفاف الشرقية لنهر الليطاني، وأطراف مرتفعات جبل الريحان.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين استعرضوا خلال اجتماع، الخميس، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "خططاً مختلفة للتعامل مع الجبهة الشمالية" المحاذية للبنان.
وذكرت مصادر في الجيش الإسرائيلي للصحيفة، أن "الجيش يسعى إلى تحقيق أهداف الحرب في الشمال، وإعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم، ولكن دون التسبب في توسع الصراع إلى حرب إقليمية متعددة الجبهات".
وفي وقت سابق الخميس، صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي على "خطط جديدة للحرب"، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع قوله، في وقت سابق الخميس، إن "الجيش الإسرائيلي نقل فرقة من جنود الكوماندوز والمظليين إلى الحدود الشمالية خلال الأيام الأخيرة، وذلك من جنوب إسرائيل بعد أن عملت لعدة أشهر في قطاع غزة".
"مرحلة جديدة من الحرب"
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قال الخميس، إن إسرائيل دخلت "مرحلة جديدة من الحرب"، متوعداً "حزب الله" بـ"دفع ثمن متزايد"، وسط تفاقم المخاوف من التصعيد واتساع دائرة الحرب.
وأضاف جالانت خلال اجتماع مع قادة الجيش ومسؤولين في وزارة الدفاع، إن "هذه مرحلة جديدة من الحرب، وهي فرصة كبيرة، ولكنها تحمل أيضاً مخاطر عالية"، لافتاً إلى أن "حزب الله يشعر بأنه مطارد مع استمرار عملياتنا العسكرية"، وفق قوله.
وتأتي هذه التصريحات والهجمات بعد ساعات من اعتبار الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، الخميس، أن إسرائيل "تجاوزت" كل الخطوط الحمراء من خلال تفجيرات أجهزة النداء "بيجر" (Pagers)، والاتصال اللاسلكي التي كان يحملها عناصر الحزب في لبنان، واصفاً ما حدث الثلاثاء والأربعاء، بأنه "مجزرة" و"إعلان حرب"، ومتوعداً تل أبيب بقوله إن "الحساب سيأتي".
توعد الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، إسرائيل بالرد على "تفجيرات البيجر" وأجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان بقوله إن "الحساب سيأتي".
ويحمّل لبنان و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصال التي تستخدمها الجماعة، وتسببت في قتل 37 شخصاً، وإصابة نحو 3 آلاف، مما يزيد العبء على المستشفيات اللبنانية.
ولم تعلق إسرائيل مباشرة على الهجمات، لكن عدة مصادر أمنية قالت إن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ربما يكون نفذها، بحسب وكالة "رويترز".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر