قال مسؤول بالاستخبارات الأميركية إن إسرائيل كان لها يد في تصنيع أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان الثلاثاء، مشيراً إلى أن هذه العملية كانت قيد التحضير منذ 15 عاماً.وأكد المصدر تقريراً لصحيفة "نيويورك تايمز"، نقلت فيه عن 3 مصادر استخباراتية أميركية قولها إن عملاء استخبارات إسرائيلية أسسوا شركات وهمية لتكون واجهة لشركة تصنيع الأجهزة في المجر، لبيعها إلى "حزب الله".
وذكر المصدر لشبكة ABC News الخميس، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ترددت كثيراً في استخدام هذا التكتيك، نظراً لأن خطر وقوع ضحايا أبرياء "عال جداً".
وأشار المصدر إلى أن التخطيط للهجوم شمل إنشاء شركات وهمية، وطبقات متعددة من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية وعملائهم، كواجهة للشركة التي أنتجت أجهزة البيجر.
ولفت إلى أن بعض ممن ساهموا في هذه العملية لم يكونوا على دراية بما يقومون به فعلياً. وقالت مصادر استخباراتية للشبكة، إن شحنة متفجرة زنتها أونصة أو اثنتين زرعت في الأجهزة، مع وسيلة لتفجيرها عن بعد.
وأودت التفجيرات التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء، في بيروت بحياة 37 شخصاً وجرح نحو 3 آلاف آخرين، وفقاً لما أعلنه وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من ذكر أن إسرائيل كان لها يد في تصنيع أجهزة البيجر.
وقالت "نيويورك تايمز" في تقرير الأربعاء، إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، كان يدفع منذ سنوات لاستخدام البيجر بدلاً من أجهزة الجوال، لأن لها قدرات محدودة في توصيل البيانات دون الكشف عن موقع صاحبها، أو تسريب أي معلومات، وفق ما ذكرت تقييمات استخباراتية أميركية.
قال جهاز الأمن في بلغاريا، الخميس، إنه سيحقق مع شركة مرتبطة ببيع أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) لجماعة حزب الله اللبنانية، والتي انفجرت هذا الأسبوع في هجوم منسق.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الاستخبارات الإسرائيلية وجدت فرصة سانحة في البيجر، وحتى قبل أن يقرر نصر الله التوسع في استخدامها، قررت إسرائيل تأسيس شركات وهمية، يمكن أن تتخفى في شكل واجهة لمنتج عالمي لأجهزة البيجر.
ولفتت إلى أن كل المظاهر كانت تشير إلى أن شركة B.A.C. الاستشارية ومقرها المجر، كانت تملك عقداً لتصنيع الأجهزة نيابة عن الشركة التايوانية جولد أبوللو، ولكنها في الواقع كانت واجهة إسرائيلية، وفق 3 مصادر استخباراتية أميركية مطلعة على التفاصيل وقالت المصادر إن شركتين وهميتين أخريين على الأقل، أنشئتا لأجل إخفاء الهوية الحقيقية لمصنعي الأجهزة، وهم ضباط استخبارات إسرائيليين.
واستقبلت B.A.C عملاء عاديين إذا أنتجت عدداً واسعاً من أجهزة البيجرز التقليدية، ولكن العميل الوحيد الذي كانت تهتم به الشركة هو "حزب الله"، وكانت أجهزة البيجر الخاصة به، أبعد ما تكون عن التقليدية، إذ كانت تنتج بشكل منفصل، واحتوت على بطاريات مملوؤه بمتفجرات PETN، وفق المصادر الاستخباراتية الثلاث.
وبدأت الشركة في شحن الأجهزة إلى لبنان في صيف 2022 بأعداد صغيرة، ولكن الإنتاج تصاعد بسرعة بعدما رفض نصر الله استخدام الهواتف النقالة.
قال وزير الدفاع التايواني إن فريق الأمن الوطني "يولي اهتماماً كبيراً" لتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) الذي استهدف جماعة "حزب الله" في لبنان
وكانت بعض مخاوف نصر الله تعود إلى تقارير من حلفائه تشير إلى أن إسرائيل حصلت على وسائل جديدة لاختراق الهواتف وتنشيط الميكروفونات والكاميرات عن بعد للتجسس على مالكيها.
ووفقاً لمسؤولي الاستخبارات، فإن إسرائيل استثمرت ملايين الدولارات في تطوير هذه التقنية، ووصلت إلى حزب الله وحلفاءه، أنباء بأن الاتصالات الهاتفية وحتى المشفرة لم تعد آمنة.
ولم يكتف نصر الله بحظر الهواتف الخلوية من الاجتماعات الخاصة بعناصر حزب الله، ولكنه أمر بألا يتم التواصل عبر الهاتف بشأن تحركات وخطط الحزب أبداً، كما أمرهم بحمل أجهزة البيجر طول الوقت، وفي حالة الحرب، يمكن استخدامها لإبلاغ عناصر الحزب عن أماكن تحركهم.
وفي الصيف الجاري، زادت شحنات الأجهزة إلى لبنان، مع وصول الآلاف إلى البلد وتوزيعها على عناصر حزب الله وحلفائه، وفيما كان البيجر إجراءً دفاعياً بالنسبة لحزب الله، فإنه بالنسبة لإسرائيل كانت الأجهزة بمثابة أزرار يمكن الضغط عليها في أي وقت موات.
وخلال اجتماع الحكومة الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيفعل كل ما في وسعه لإعادة 70 ألف إسرائيلي إلى منازلهم في الشمال، والتي نزحوا منها جراء الضربات المتبادلة مع "حزب الله". والثلاثاء، أمر نتنياهو بتنشيط الأجهزة.
وقالت 3 مصادر استخباراتية ومسؤول دفاعي إنه لتنشيط المتفجرات، أرسلت إسرائيل رسالة بالعربية إلى الأجهزة لتبدو وكأنها من حزب الله، وبعدها بثوان انفجرت الفوضى في لبنان.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر