قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن 33 فلسطينياً على الأقل قتلوا مساء الجمعة خلال قصف إسرائيلي عنيف ومركز على عدد من المنازل قرب مفترق نصار في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.وأوضح المكتب أن من بين القتلى21 امرأة على الأقل، مرجحاً أن يتجاوز عدد القتلى 50 شخصاً بسبب "وجود العديد من القتلى تحت الأنقاض وتحت البنايات" التي قصفت "فوق رؤوس ساكنيها المدنيين"، بحسب المكتب.
وأضاف المكتب الإعلامي أن القصف تسبب في إصابة أكثر من 85 شخصاً، بينها إصابات خطيرة.وفي وقت سابق مصادر طبية، إن أكثر من 60 شخصاً قتلوا خلال الغارات المستمرة على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، 45 شخصاً منهم قتلوا في مخيم جباليا.
وأشارت المصادر الطبية إلى أن المرضى والجرحى لا يجدون علاجاً ويموتون دون أي تدخل طبي في شمال قطاع غزة، مؤكدة أن المنظومة الصحية في المحافظة الشمالية "تحت التدمير والإبادة الإسرائيلية منذ 15 يوماً".
وحذرت المصادر الطبية - بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية - من نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفيات شمال القطاع، الأمر الذي يهدد حياة المواطنين هناك، وموضحة أن المستشفيات "لم يعد بها متسع، ويتم العمل بنظام الأولوية والمفاضلة".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فجر السبت، واستهدفت كل من يتحرك في محيطه.وأوضحت الوكالة أن دبابات إسرائيلية هدمت جزءاً من سور المستشفى، وأطلقت قذائف نحو المبنى ما تسبب في توقف المولد الكهربائي الذي يُغذي المشفى بالكهرباء.
يأتي ذلك فيما تستمر العملية العسكرية في شمال غزة لليوم الخامس عشر على التوالي، حيث أصبح أكثر من 200 ألف فلسطيني على الأقل، محاصرين في ظل قصف يومي.
وعصر الجمعة، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب ما وصفها بـ "المجازر" في شمالي القطاع، حيث فجر ونسف مربعات سكنية "فوق رؤوس سكانها" في منطقة تل الزعتر شرق مخيم جباليا، على حد تعبيره.
وأضاف الجهاز: "بتنا لا نعرف ما يحدث بعد قطع الجيش الإسرائيلي الاتصالات، ولا نتمكن من الوصول لانتشال الجرحى والقتلى في كافة مناطق شمال القطاع بسبب منعنا وبسبب شدة القصف".
وقال شهود عيان لبي بي سي إن الجيش الإسرائيلي قطع الاتصالات وخدمات الإنترنت عن محافظة شمال قطاع غزة، وشن سلسلة من الغارات الجوية والأحزمة النارية والقصف المدفعي في المحافظة، استهدف خلالها عشرات المنازل خاصة في بلدة جباليا ومخيم جباليا للاجئين.
وناشد مسؤولو الصحة في غزة بضرورة إرسال الوقود والإمدادات الطبية والطعام على الفور إلى ثلاثة مستشفيات في شمال غزة، والتي استقبلت أعداداً كبيرة من المرضى والإصابات.
وقال أطباء من مستشفى كمال عدوان، إنهم اضطروا إلى استبدال الأطفال في العناية المركزة بحالات أكثر خطورة لأشخاص أصيبوا بجروح بالغة نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية على مدرسة تؤوي فلسطينيين نازحين في جباليا يوم الخميس.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، في مقطع فيديو إن الأطفال تم نقلهم إلى قسم آخرة، حيث تتم رعايتهم مؤقتاً.
وقال إن الطاقم الطبي أصبح "مرهقاً"، وإن إمدادات المستشفى، بما في ذلك الغذاء، نفدت بالكامل.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل أكثر من 42,500 فلسطيني، وأصيب أكثر من 99,500 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحارس الشخصي لزعيم حركة حماس يحيى السنوار، قُتل جنوبي غزة يوم الجمعة، قرب المكان الذي قتل فيه السنوار قبل يومين.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له إن "محمود حمدان قتل خلال مواجهة على بعد حوالى 200 متر من المكان الذي قُتل فيه السنوار"، مشيراً إلى أن حمدان كان مسؤولاً عن حراسة السنوار وقائداً لكتيبة تل السلطان التابعة لحماس.
قال خبير الإسكان بالأمم المتحدة إن غزة تعرضت إلى "وابل غير مسبوق من الدمار" منذ أن شنت إسرائيل هجومها العسكري في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي.
وقال بالاكريشنان راجاجوبال، محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بالحق في السكن الملائم، للصحافيين السبت، إن "وحشية" الدمار في غزة لم تظهر في الصراعات في سوريا وأوكرانيا.
وتابع راجاجوبال أنه بحلول يناير 2024، كان قد تم تدمير ما يتراوح بين 60% و70% من جميع المنازل في غزة، وفي شمال غزة كانت النسبة 82% من المنازل.
وأضاف أن "الأمر أسوأ بكثير الآن"، خاصة في الشمال الذي تقترب فيه نسبة التدمير من مستوى 100%.
ولم تعلق بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة على تصريحات مقرر المنظمة الأممية.
وقال راجاجوبال إن تقريرا صدر في الآونة الأخيرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدر أنه في شهر مايو كان هناك أكثر من 39 مليون طن من الحطام في غزة، وقال إن الركام مختلط بذخائر غير منفجرة ونفايات سامة والأسبستوس من المباني المنهارة ومواد أخرى.
وقال إن "تلوث المياه الجوفية وتلوث التربة وصل إلى وضع كارثي للغاية لدرجة أننا لا نعرف ما إذا كان من الممكن علاجهما في الوقت المناسب حتى يتمكن الناس من العودة على الأقل خلال هذا الجيل".
وردا على سؤال عن الوقت الذي ستستغرقه عملية إعادة بناء غزة، قال راجاجوبال إنه يجب أولا إزالة الأنقاض، وثانيا يجب أن يكون هناك تمويل، ثم "هناك مشكلة كبيرة أخرى، حيث لا يمكن إعادة الإعمار إلا إذا انتهى الاحتلال".
وقال إن هذا الوضع يرجع إلى أن إسرائيل تفرض قيودا على مواد ومعدات البناء والتي تدعي أن لها استخدامات مزدوجة.
وقال راجاجوبال إنه بعد حرب عام 2014 في غزة، كان يتم بناء أقل من ألف منزل في كل عام.
وأضاف أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدر أنه تم تدمير 80 ألف منزل في الحرب الحالية، لذلك ستستغرق عملية إعادة الإعمار 80 عاما إذا استمر الاحتلال.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر