اتهمت إسرائيل حركة حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن كشفت فحوص الطب الشرعي أن الجثة التي أعيدت من غزة يوم الخميس ليست جثة الرهينة شيري بيباس وقال مسؤول في حركة حماس لوكالة رويترز للأنباء، الجمعة، إن "رفات الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس قد يكون اختلط مع بقايا بشرية أخرى من تحت الأنقاض بعد أن أصابت غارة جوية إسرائيلية المكان الذي كانت محتجزة فيه".
وفي بيان لاحق، "استغربت" حركة حماس ما سمته "الضجة التي يثيرها الاحتلال الإسرائيلي بادعائه أن جثمان الأسيرة بيباس لا يتطابق مع فحص DNA- دي إن إيه".
وأضافت عبر حسابها على تليغرام، مساء الجمعة، "تلقينا من الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال وسنفحصها بجدية تامة وسنعلن النتائج بوضوح"، مشيرة إلى أن هناك "احتمالاً بوجود خطأ أو تداخل بالجثامين قد يكون ناتجاً عن قصف الاحتلال مكان وجود العائلة مع فلسطينيين".
إعلان
وأكدت أنها "ستُعلِم الوسطاء بنتائج الفحص والتحقيق" داعية "لإعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية".
وقال الجيش الإسرائيلي إن "الجثث الثلاث الأخرى التي جرى تسليمها تم التعرف عليها على أنها تعود لأبنائها، أرييل وكفير"، اللذين كانا يبلغان من العمر نحو 4 سنوات و9 أشهر عند اختطافهما، إضافة إلى جثة الرهينة عوديد ليفشيتس.
ولكن "الجثة الرابعة لم تكن شيري ولا أي رهينة آخر"، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة إن "حماس وضعت جثة امرأة من غزة في نعش".
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حركة حماس بسبب "استعراض نعوش الرهائن الإسرائيليين المتوفين" في غزة أمس قبل إعادتهم إلى إسرائيل.
وكتب غوتيريش على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "بموجب القانون الدولي، يجب أن يتوافق أي تسليم لرفات المتوفى مع حظر المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وضمان احترام كرامة المتوفى وأسرهم".
وقالت حماس في وقت سابق إن الأطفال وأمهم قتلوا في قصف إسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وطالبت إسرائيل مراراً بإعادة جثمان شيري إلى جانب بقية الرهائن المتبقين.
وقال نتنياهو "سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا- الأحياء والأموات- وضمان أن تدفع حماس الثمن كاملاً على هذا الانتهاك القاسي للاتفاق".
وأضاف نتنياهو في بيان مصور: "إن وحشية حماس لا تعرف حدوداً، لم يكتفوا باختطاف الأب، ياردين بيباس، والأم الشابة، شيري، وطفليهما الصغيرين، بل إنهم بطريقة ساخرة لا توصف، لم يعيدوا شيري إلى جانب أطفالها الصغار، الملائكة الصغار، ووضعوا جثة امرأة من غزة في النعش".
ورداً على ذلك قالت حماس في بيانها إنها "ترفض تهديدات نتنياهو في إطار محاولاته تجميل صورته أمام المجتمع الصهيوني وفي سياق الخلافات الداخلية".
وأكدت "ضرورة المضي قدماً في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على المستويات كافة"، وأنها جادة وملتزمة بشكل كامل في جميع تعهداتها.
وبينت أن "لا مصلحة لها في عدم الالتزام أو بالاحتفاظ بأي جثامين لدينا".
ونشر الجيش الإسرائيلي على موقع إكس أنه "خلال عملية التعرف على الهوية، تبين أن الجثة الإضافية التي تم استلامها ليست جثة شيري بيباس، ولم يُعثر على أي تطابق مع أي رهينة أخرى. هذه جثة مجهولة الهوية".
وأضاف الجيش "بأن هذا انتهاك خطير للغاية من جانب منظمة حماس الإرهابية، التي تلتزم بموجب الاتفاق بإعادة الرهائن الأربع المتوفين. ونحن نطالب حماس بإعادة شيري إلى منزلها مع جميع رهائننا".
وفي بيان لها، دعا منتدى أهالي المختطفين الحكومة إلى إيجاد طريقة لإعادة شيري بيباس في أسرع وقت ممكن، بعد أن أعلنت إسرائيل ليل أمس الخميس أن الجثة التي سلمتها حماس أمس الخميس ليست لها.
وقال المنتدى إنه شعرت "بصدمة شديدة" عندما علم أن الجثة التي تم تسليمها مع جثث عوديد ليفشيتز وأرييل وكفير بيباس، لم تكن جثة شيري كما قالت حماس، ولا جثة أي رهينة أخرى.
وأضاف المنتدى "أن مطلبنا من الحكومة الإسرائيلية هو إيجاد الطريقة الصحيحة والحكيمة والسريعة لإعادة شيري وجميع الرهائن".
وقال المنتدى إن إسرائيل يجب أن "تقف بحكمة ومسؤولية في مواجهة انتهاكات الاتفاق، وألا تتراجع".
وأفرجت حماس عن والد الأطفال ياردين بيباس (34 عاماً) في الأول من فبراير/شباط.
وتم الاتفاق على إطلاق سراح جثث الرهائن كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، وأكدت إسرائيل أنها تتوقع تسليم ثماني جثث.
ضابط شرطة إسرائيلي يؤدي التحية العسكرية عند وصول موكب نقل جثث الرهائن الإسرائيليين إلى مركز أبو كبير الوطني للطب الشرعي.
واتفق الجانبان على تبادل 33 رهينة مقابل نحو 1900 سجين بحلول نهاية الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار.
وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن التقدم إلى المرحلة التالية من الاتفاق- والتي سيتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن المتبقين على قيد الحياة وإنهاء الحرب بشكل دائم- في وقت سابق من شهر فبراير/ شباط الجاري، لكنها لم تبدأ بعد.
وتم حتى الآن تبادل 28 رهينة وأكثر من ألف سجين.
ولا يزال ستة وستون رهينة اختطفوا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول محتجزين في غزة، كما لا يزال ثلاث رهائن آخرون محتجزين منذ أكثر من عقد من الزمان، ومن المعتقد أن نحو نصف الرهائن الذين ما زالوا في غزة على قيد الحياة.
قُتل نحو 1200 شخص- معظمهم من المدنيين- في هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وأُعيد 251 آخرون إلى غزة كرهائن، وشنت إسرائيل حملة عسكرية ضخمة ضد حماس رداً على ذلك، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 48.297 ألف فلسطيني- معظمهم من المدنيين- وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
وقال هيرتسوغ في بيان "تم التعرف على جثتي أرييل وكفير، الطاهرتين والبريئتين، في حين لا تزال والدتهما الحبيبة شيري محتجزة، وهذا انتهاك مروع ومروع لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو عمل وحشي آخر من جانب إرهابيي حماس، الذين يواصلون إظهار عدم احترامهم للإنسانية".
وأضاف هيرتسوغ أن إسرائيل "تنتظر بفارغ الصبر الإفراج المتوقع عن ستة رهائن آخرين هذا الأسبوع"، مبيناً أن إسرائيل يجب أن "تبذل كل ما في وسعها لإعادة كل أخواتنا وإخوتنا المختطفين إلى ديارهم، كلهم، حتى آخر واحد منهم".
ونددت الحكومة الإسرائيلية بالطريقة التي قامت بها حماس بإعادة الجثامين.
وقال المتحدث باسمها ديفيد مينسر "حماس ليست حركة مقاومة، حماس عقيدة موت تقتل، تعذّب، وتستعرض الجثث".
ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال افتتاحية بعنوان "استعراض التوابيت في غزة"، متهمة حركة حماس بعرض جُثمانَي طفلين كانت قد اختطفتهما في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2007.
وقالت الصحيفة الأمريكية: "كأنّ العالم كان بحاجة إلى دليل إضافي للوقوف على ماهية حماس؟"، مشيرة إلى أن الحركة سلّمت يوم الخميس جثامين أربعة قتلى من الرهائن الإسرائيليين، بينهم طفلان، ولكن حماس فعلت ذلك بعد استعراض التوابيت في فقرة ضمن استعراض دعائي بغيض، على حد تعبيرها.
ورأت وول ستريت جورنال أن هذا الاستعراض للتوابيت إنما يؤكد أهمية التحدي المتمثل في ألا يكون هناك وجود للتطرف في غزة ما بعد الحرب.
ورأت أن حركة حماس لم تقدم دليلاً على أن الطفلين وأُمّهما قُتلوا في هجوم إسرائيلي، مشيرة إلى الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من صباح الجمعة نفى ذلك، قائلاً إن تحليل الطب الشرعي للجثث يشير إلى أن الطفلين "آرييل وكفير بيباس قُتلا بوحشية بأيدي الإرهابيين بينما كانا مختطفين"، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية.
إضافة إلى ذلك، وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الجثة التي سُلّمت على أنها للأُم "شيري بيباس" تبيّن أنها ليست جُثّتها، ولا هي جثة أي من الرهائن الآخرين، وإنما هي جثة مجهولة.
ورأت وول ستريت جورنال إنّ ما سيحدث لاحقاً من الصعب التنبؤ به، مشيرة إلى أن حماس من المقرر أن تطلق سراح سِت رهائن آخرين أحياء، في آخر عملية تسليم متوقعة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
"على أية حال، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن بوضوح أن الولايات المتحدة ستدعم حليفتها ضد القتلة في غزة"، وفقاً للصحيفة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر