غزة – محمد حبيب
سادت حالة من الاستياء بين الإعلاميين، بعد أن استهدفت قوات الاحتلال، الثلاثاء، مكتب قناة "الجزيرة" في مدينة غزة، فضلا عن قصف منازل الصحافيين، مؤكدين أن ما يمارسه الكيان المحتل يعد محاولة لإسكات الصحافة في القطاع، ومنعها من تغطية جرائمه اليومية، بالإضافة إلى ترهيب العاملين في الحقل الإعلامي وترويعهم لثنيهم عن القيام بواجبهم المهني.
وأشار المنتج في قناة "الجزيرة" صفوت الكحلوت"، إلى أنه "أثناء تأدية الإعلاميين أعمالهم في مكتب القناة، وسط غزة، سمعوا دوي إطلاق النار. وتابع "بعد ثوان معدودة وُجهت الضربة الثانية التي لا نعلم ما إذا كانت ضربات جوية أو غيرها ففهمنا أن الأصوات الأولى كانت تحذيرية وأن مكتب الجزيرة هو المستهدف وخصوصا بعد أن كنا قد سمعنا تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مساء الاثنين التي هدد فيها بإغلاق مكاتب الجزيرة".
وحملت شبكة "الجزيرة" قوات الاحتلال، مسؤولية سلامة طاقمها في غزة بعد حادث إطلاق الرصاص الذي تعرض له المكتب، وهو الحادث الذي أكده الاحتلال، ما أدى إلى إخلاء المكتب من العاملين فيه.
واعتبرت الجزيرة أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي دعا فيها إلى وقف عمل القناة في إسرائيل هي "تحريض مباشر".
وفي وقت سابق قال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن طاقم القناة في غزة اضطر إلى إخلاء المكتب الذي تعرض لطلقات رصاص لم تسفر عن وقوع إصابات.
وأضاف الدحدوح أن الطاقم الذي يرابط في الشارع أمام المبنى الذي يضم مكتب "الجزيرة" سيواصل عمله في تغطية العدوان على غزة، دون خوف من التهديدات، وهو في انتظار مؤشرات على أن الحادثة لن تتكرر.
وقال الدحدوح: "إن جزءا من طاقم المكتب كان نائما بعد تغطية صعبة ومرهقة للأحداث في غزة حتى وقع انفجاران داخل المكتب، ما أحدث حالة من الارتباك، وتم إخلاؤه حيث خرج كل الطاقم إلى الشارع".
وأشار الدحدوح إلى أن الرصاصات ربما تكون صادرة من مروحية أو دبابة بحكم علو المكان الذي يقع فيه المكتب، مؤكدا أن التجارب السابقة تفيد بأن الرصاص لا يطلق عادة للتحذير.وتابع: " الرصاص -وهو من النوع المتفجر- أدى إلى تحطم الزجاج في المكتب الذي يقع في الطابق 11 من مبنى الجلاء في غزة، مشيرا إلى أن الاستهداف كان مقصودا، ولم يكن الإطلاق عشوائيا، خصوصًا أن المكاتب المجاورة -بما فيها مكتب وكالة أنباء أميركية- لم تتعرض لأذى.
وكان وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور لبيرمان دعا إلى وقف عمل قناة الجزيرة في الأراضي المحتلة عقابا لدولة قطر التي اعتبرها "الممول الرئيسي" لما وصفه بـ"التطرف" في الشرق الأوسط.
وأضاف ليبرمان أن "شبكة الجزيرة لا تقوم بعمل صحافي وإنما بغسيل دماغ، وأنها أصبحت جزءاً متكاملا مما وصفه بالإعلام الدعائي للمنظمات التخريبية، وأنه تم البدء في دراسة عدم السماح لها بالعمل في البلاد".
ونوه مراسل "الجزيرة" في غزة، الصحافي تامر المسحال، تعرض المكتب إلى إطلاق رصاصتين متفجرتين من دبابة تابعة لقوات الاحتلال، أو طائرة حربية، في المكان ذاته الذي يخرج منه المراسلون للتغطية على الهواء، موضحًا أن الرصاص استهدف إحدى النوافذ دون وقوع إصابات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر