لندن ـ ماريا طبراني
شهد أستوديو الأخبار في تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لحظة تاريخية وصفت بأنها سريالية عندما ظهرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وهي ترتدي معطفاً بلون الفيروز وراء الحاجز الزجاجي للأستوديو، خلف كل من جوليان وريكر وصوفي لونغ مذيعا النشرة أثناء قيامهما بتقديم نشرة الأخبار. وألتف حولها في تلك اللحظة العشرات من موظفي "بي بي سي" الذين تجاهلوا تماما تعليمات
الإدارة التي طالبتهم بالتزام مقاعدهم خلال الجولة التي كانت تقوم بها الملكة في أنحاء المبني.
افتتحت الملكة خلال زيارتها إلى المباني رسمياً استوديوهات الهيئة التي بلغت تكلفتها مليار جنيه إسترليني، في مقرها الجديد في بورتلاند بالاس بوسط لندن.
وشعر المذيعان بقدر من الارتباك في اللحظة التي أدركا فيها الضيوف الملكيين في الخلفية ورائهما.
وكانت الملكة قبل ذلك قد جلست بلا حراك وهي تستمع إلى أداء موسيقي خاص، وبدت في تلك أنها في لحظة تأمل نادرة وكأنها منعزلة عمن حولها.
وغاب عن هذه اللحظة زوجة دوق إدينبرغ الذي عادة يكون إلى جوارها في تلك المناسبات، وبالأمس وجدت الملكة نفسها في مهمة ستقوم بها وحدها دون صحبة زوجها، وهي ليست المرة الأولى التي تؤدي فيها الملكة مهامها الاجتماعية بمفردها.
ويعرف أن الملكة من عشاق الموسيقى الكلاسيك ولكنها استمعت بالأمس إلى عزف لأغنية ديفيد بوي، والتي اختيرت للأولمبياد علي يد فرقة سكريبت الأيرلندية، وبعد ذلك دخلت في حوار مختصر مع المطرب الرئيسي بالفرقة بشأن بعض كلمات الأغنية.
يذكر أن زوج الملكة الأمير فيليب يرقد حاليا في مستشفى "لندن كلينيك" التي تبعد مئات الياردات من مبنى "بي بي سي" الجديد ، حيث يجري عملية جراحية، وهو ما سيمنعه عن مرافقة زوجته في مناسبتين خلال الأسبوع المقبل أحدهما حفل عسكري والآخر تقليدي يعقد سنويا في لندن.
وخلال الزيارة تجرأ مذيع "بي بي سي" الجسور والمحنك جون هامفريز وسأل الملكة بشأن صحة زوجها وردت بقليل من التبرم على ذلك بقولها "ليس لدي فكرة لقد دخل لتوه المستشفى".
وكان ومن بين مشاهير المنوعات الذين كانوا في استقبالها السير بروس فورسيث الذي قال فيما بعد "إنه لأمر مخزي ألا يستطيع الدوق حضور الافتتاح". كما تمنى للملكة قضاء وقتا سعيدا في الاستماع إلى الراديو، لتهمس له بقولها أنها لا تجد الوقت الكافي لسماع الراديو.
وشاهدت الملكة خلال الزيارة كاميرا تليفزنية قديمة كانت قد استخدمت عام 1953 في تصوير الممثلة البريطانية سيلفيا بيترز عندما تحولت إلى مذيعة تليفزيونية. والتي تبادلت مع الملكة حوار تحدثت فيه عن شعورها بأن الناس باتت تميل إلى خفض أصواتها ولكن الملكة ردت عليها بقولها أنها لم تلاحظ ذلك ثم قالت أن الفرد ربما بات عرضة للصمم.
وبدا على وجهها الارتياح وهي تستمتع بلقاء وجوه مشاهير الإذاعة والتليفزيون. وفي تصريح لها على الهواء أمس قالت الملكية أنه لمن دواعي سرورها الكبير أن تأتي من جديد لزيارة "بي بي سي"، معربة عن أملها أن يسهم المبنى الجديد في تقديم خدمات للجماهير في المستقبل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر