فاس - حميد بنعبد الله
استنفرت الشرطة في مدينة فاس المغربية، الثلاثاء، عناصرها لمنع احتجاجات طلاب جامعة محمد بن عبد الله على قرار إدارة الحي الجامعي الأول في ظهر المهراز إغلاقه للخطر الذي يُشكِّله، ولكونه أضحى مهددًا بالانهيار بفعل الشقوق التي بدت واضحة في جدران غُرَفِه، لقدم بنايته التي تعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي للمغرب، حيث اتخذه ثكنة عسكرية لجنوده.
واستعانت الشرطة
بعدد كبير من أفراد القوات العمومية لضرب حصار أمني على الحي المخصص لإسكان الطلاب الذكور، تجنبًا لاقتحامه من قِبل نزلائه المحتملين، على غرار ما وقع قبل أسبوع لما اقتحمت الطالبات الحي الجامعي المخصص لهن، بعدما توصلت بمعلومات استخباراتية رسمية تفيد باستعداد الطلاب اقتحامه واحتلال غُرَفه، رغم إصدار الإدارة لقرار رسمي بإغلاقه.
وشوهدت عشرات سيارات الشرطة مرابطة في محيط كليات ظهر المهراز والحي السكني الليدو المجاور لها، منذ ساعة مبكرة من الصباح، من دون تسجيل أي تدخل أمني، بعد عدول الطلاب عن قرارهم الذي تبناه طلبة فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي"، أحد الفصائل النشيطة في نقابة "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" المحظورة، الذي يخوض أشكالاً احتجاجية منذ بداية الموسم الجامعي.
وكشف هذا الفصيل عن عسكرة محيط المبنى الجامعي في ظهر المهراز، منذ الساعة الخامسة صباحًا، بـ "ترسانة رهيبة مُشكَّلة من عشرات سيارات الأمن ومختلف الأجهزة الأمنية"، مشيرًا إلى أن ذلك تم لـ "تمهيد الأرض منذ بداية الموسم لتمرير مجموعة من الإجراءات والقرارات الرامية إلى المزيد من خصخصة التعليم، وتكثيف الحضر العملي على احتجاجات الطلاب".
وفتح الطلاب في الساحة الموجودة وسط الجامعة قبالة المطعم حلقات للنقاش في ما بينهم قبل يوم من ذلك، لتدارس سرّ تأخر فتح هذا الحي والمطعم الجامعي، والخطوات الاحتجاجية التي يمكن أن يُقدِموا عليها للضغط على الإدارة للاستجابة إلى مطالبهم، التي من بينها فتح الأحياء الجامعية، والتراجع عن القرارات الأخيرة بخصوصها والمطاعم الجامعية.
وأعلنت إدارة الحي المذكور، في إعلان عمَّمَته على الطلاب، إغلاقه بداعي أن هذه البناية التي كانت تُؤوِي مئات الطلاب في أعوام سابقة، أعقبت تحويله للسكنى بعد استقلال المغرب، مهددة بالانهيار في أي لحظة، بدعوى وجود دراسة أُجريت من قبل مختبَر (مركز هندسي) مختصّ، وأكَّدت أن بنايته آيلة للسقوط، وتشكل خطرًا على قاطني غُرَفِه التي يفوق عددها 400 غرفة.
ورغم شروع الإدارة في إجراءات نقل الطلاب المرشحين للسكن فيه إلى الحي الجامعي سايس المحدث قرب كلية الآداب سايس لم يستسغ الطلبة قرار إغلاقه، واعتبروه تمهيدًا لترحيل مُقبِل للكليات والمرافق الجامعية إلى موقع قريب من كليات سايس، استعدادًا لهدم كل البنايات الموجودة في منطقة ظهر المهراز، وتحويلها إلى منشآت سياحية وسكنية.
وتزامن هذا الحادث مع إصدار غرفة الجنح الاستئنافية في محكمة الاستئناف في فاس حكمها في حق 8 طلاب، بينهم ثلاث طالبات، اعتُقلوا سابقًا على خلفية قرار الطلاب مقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، حيث خَفَّفَت العقوبة المحكومين بها ابتدائيًا من 3 أشهر إلى شهر واحد ونصف الشهر حبسًا لكل واحد منهم.
وجاء الحكم مع عرض ملف آخر أمام غرفة الجنايات الاستئنافية، توبع فيه 6 طلاب اثنان منهم يوجدان رهن الاعتقال في سجن عين قادوس على خلفية ملفات أخرى، لم يحضروا جميعًا الجلسة، مما قرّرت معه هيئة الحكم تأجيل النظر في ملفهم إلى جلسة لاحقة، لإعادة استدعائه وإحضار المعتقلين، بطلب من دفاعهم المشكّل من محامين في هيئة المحامين في فاس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر