أغادير - عبد الله السباعي
تقع كلية الشريعة بمنطقة المزار قيادة آيت ملول، دائرة إنزكان بمحافظة أغادير إداوتنان و هي تبعد عن مركز أغادير بنحو 18 كيلومترا و عن الطريق الرئيسية الرابطة بين مدينتي أغادير و تزنيت بنحو 1500 متر. و ترتبط الكلية بقيادة آيت ملول و مدينة إنزكان بطريقين اثنين
: طريق المزار الرسمي، و طريق تزنيت، كما ترتبط بذات القيادة و ذات المدينة بخط للوكالة المستقلة للنقل الحضري بأغادير رقم 45.و تعتبر كلية الشريعة بأكادير مؤسسة للتعليم العالي، و هي ثاني كلية للشريعة بالمملكة المغربية بعد كلية الشريعة بفاس، و كلتاهما تنتميان لجامعة القرويين فضلا على كلية اللغة العربية بمراكش و كلية أصول الدين بتطوان، و تستقبل هذه المؤسسة الطلبة الحاصلين على شهادة الباكالوريا من جميع جهات المملكة المغربية و كذلك الطلبة الأجانب بعد حصولهم على المعادلة الوزارية للباكالوريا.فتحت الكلية أبوابها لطالبي العلم و التحصيل في بداية الموسم الجامعي 1978 في عهد وزير التربية الوطنية آنذاك الدكتور عز الدين العراقي و بفضل المجهود المبذول من طرف عامل محافظة أغادير أحمد مطيع الذي حرص كل الحرص على أن تطبق تعليمات عاهل المغرب الحسن الثاني لفسح المجال أمام الشباب للكرع من مناهل الشريعة بأغادير.و قد أحدثت كلية الشريعة بأغادير و أبرزها للناس المرسوم الحكومي رقم: 2.79.283 و الصادر في : 23 رجب 1399 هجرية، الموافق: 19 يونيه من سنة 1979م و المنشور في الجريدة الرسمية عدد: 3477 صحيفة 1736 بتاريخ: 24 رجب 1399ه، الموافق 20 يونيو 1979م. و اعتبرت من ذلك الحين إحدى الكليات التابعة لجامعة القرويين كما سبقت الإشارة إلى ذلك.و تعود فكرة تأسيس الكلية إلى المقابلة التي تشرف بها وفد جمعية علماء سوس بمعية الأمين العام لرابطة علماء المغرب و وفد من علماء القرويين بزيارة القصر الملكي بفاس بتاريخ 5 يونيو 1978، حيث عرض الوفد أثناءها رغبته ورغبة جمعية علماء سوس بالخصوص في إنشاء كلية الشريعة بأغادير في البناية التي تبرع بها المحسن الحاج يحيى بن ايدير، حيث أعطيت الأوامر بأن تكون مصدر إشعاع روحي في إحياء معالم الحضارة الإسلامية السمحة في نفوس النشء العزيز، و تكوين جيل واع لمسؤوليته الأخلاقية الملقاة على كاهله.و منذ ذلك التاريخ، شرع العلماء في تهيئ وسائل تحقيق الرغبة السامية، فنظموا زيارات لعدد من المسؤولين المحليين و الجهويين و المركزيين، توجت بتعيين هيكلها الإداري و بإصدار بلاغ وزارة التربية الوطنية المعلن عن فتح كلية الشريعة بأغادير، مهيبة بكل راغب من الحاصلين على شهادة الباكالوريا في التسجيل بها و الانتساب إليها ابتداء من بداية الموسم الجامعي: 1978 – 1979.وتشتمل الدراسة بين أسوار الكلية على عدد من مسارات التكوين، اهمها مسار مسلك الإجازة في الشريعة والقانون الذي يهدف إلى تحصيل قدر كاف من الثقافة الإسلامية والقانونية يمكن الطالب من التأثير الإيجابي في الحياة ومن التواصل مع المحيط بتحمل مسؤولياته في جميع المجالات، الإلمام بالعلوم الشرعية الكفيلة بضبط مسارات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ضبطا شرعيا، مع الإلمام بالعلوم القانونية، تزويد الطلبة بقدرات علمية في ميدان الدرس التأصيلي التحليلي، تأهيل الطلبة لاستكمال تكوينهم في الدراسات العليا، تكوين أطر في التعليم والتأطير بمختلف الأسلاك الدراسية و تأهيل الطلبة لولوج معهد الدراسات القضائية وتولي مهمة التوثيق والعدالة.أما سلك الماستر فيشتمل على التكوين في أحكام الأسرة في الفقه والقانون، الدراسات الفقهية والدراسات القانونية الذي يهدف إلى توفير تكوين معمق عالي المستوى حول نظام الأسرة والقضايا المتعلقة به لطلبة الكلية، سواء منها ما يتعلق بالفهم السديد للأحكام الفقهية والنصوص التشريعية، أو ما يتعلق منها بالإجراءات المسطرية والتوثيقية المنظمة للأسرة، أو ما يتعلق بالاتفاقات الدولية المؤطرة للعلاقة بين الزوج والزوجة بهدف إعداد باحثين متخصصين في قضايا الأسرة التشريعية والاجتماعية، يعملون على تنشيط البحث العلمي وتأطير الطلبة، وإعداد أطر قادرة على ولوج مجال القضاء والتوثيق بفعالية وكفاءة عالية تضمن استمرار واستقرار الأسرة المغربية .كما يشتمل التكوين بالكلية على سلك الدكتوراه الذي يعتبر تكوينا بواسطة البحث ومن أجل البحث، ويتوج بشهادة الدكتوراه بعد مناقشة أعمال البحث أمام لجنة المناقشة. حيث تتوج شهادة الدكتوراه مسارا تكوينيا في الدكتوراه يشتمل على مجموعة من التكوينات وأعمال البحث تهدف إلى تمكين الطالب المسجل لتحضير الدكتوراه من اكتساب المعارف والمؤهلات والكفاءات لإنجاز بحث علمي رفيع المستوى .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر