الملك يُغير ملامح السلطة والمُقابلات الشفوية تُنهي عهد التسيب
آخر تحديث GMT 21:15:17
المغرب اليوم -

الملك يُغير ملامح السلطة والمُقابلات الشفوية تُنهي "عهد التسيب"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الملك يُغير ملامح السلطة والمُقابلات الشفوية تُنهي

الملك محمد السادس
الرباط - المغرب اليوم

في سابقة من نوعها، اعتمدت وزارة الداخلية مسطرة المقابلات الشفوية مع أطر وموظفي الوزارة قصد ترقية 212 رجل سلطة إلى مهام عليا بالمغرب؛ وذلك بعد تعليمات ملكية صارمة دعت وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، إلى القطع نهائياً مع منطق "الولاءات والتزكيات" في عملية تولي المسؤوليات والمناصب السامية.

وقامت وزارة الداخلية بـ"زلزال إداري" جديد هو الثاني من نوعه بعد تداعيات "الزلزال الملكي" الذي أطاح بوالٍ وستة عمال وستة كتاب عامين، والعديد من رجال السلطة في البلاد، ثبت تقصيرهم بشكل أو بآخر في أداء مهامهم، بعد اندلاع موجة من الاحتجاجات في مناطق المملكة.

وبعدما كان تعيين رجال السلطة بالمغرب وترقيتهم يتطلب سابقاً فقط موافقة وزير الداخلية على المقترحات المقدمة، شرعت وزارة الداخلية في تكريس معايير الكفاءة والاستحقاق في تولي مناصب المسؤولية بهذه الهيئة، وتفعيل المبدأ الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة.

وتمت ترقية 212 رجل سلطة إلى مهام عليا، "بعد إجراء مقابلات شفوية أشرفت عليها لجان مكونة من ولاة وعمال. وقد تم تطبيق هذه المسطرة في الترقية لأول مرة وتعميمها على جميع الترقيات في مهام السلطة من كاتب عام وباشا ورئيس دائرة ورئيس منطقة حضرية وقائد، لكي تصبح قاعدة في تولي مهام المسؤولية في سلك السلطة"، وفق بلاغ سابق للداخلية.

وبالعودة إلى النظام الأساسي الخصوصي للمتصرفين والعمال والقواد، نجد أن التعيين في مناصب العمال "يُباشر بمقتضى ظهير شريف يصدر باقتراح وزير الداخلية"، كما أن "التعيين في مناصب الكاتب العام للعمالة أو الإقليم ورئيس الدائرة ورئيس المقاطعة الحضرية أو القروية ورئيس ديوان العامل يُباشر بمقتضى ظهير شريف يصدره باقتراح وزير الداخلية".

وأكدت وزارة الداخلية أن هذه التغييرات الجديدة تأتي استجابة لتعليمات ملكية سامية من أجل "تكريس مقاربة ناجعة في تدبير مواردها البشرية، قوامها الحرص على الالتزام الصارم بمعايير الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص في تولي مناصب المسؤولية، وربطها، على جميع المستويات، بتفعيل آليات المحاسبة، غايتها في ذلك الرقي بعمل الإدارة الترابية، وفق دينامية ايجابية تجعل الإدارة في خدمة المواطنين لمواكبة حاجياتهم ولرعاية مصالحهم التي ما فتئ الملك محمد السادس يؤكد عليها في كل المناسبات باعتبارها السبيل الأنجح لتدعيم الحكامة الترابية الجيدة"، وفق تعبير المصدر ذاته.

رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، نوه بدوره بالتعليمات الملكية المشار إليها في بيان وزارة الداخلية، المتعلقة بضرورة التزام معايير الاستحقاق والكفاءة عند تعيينات رجال السلطة وترقياتهم، وأيضا الالتزام بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

ودعا العثماني إلى تعميم هذه التعليمات على جميع الإدارات، مؤكداً أنه "بالرغم من توفر بلادنا على العديد من الإجراءات والقوانين والمراسيم في هذا المجال، فهي في حاجة إلى التفعيل، ويجب وضع حد لأي شكل من أشكال التسيب والفساد والرشوة أو المجاملة في التعيينات مثلا، أو أي شكل من أشكال عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة".

مفهوم جديد للسلطة

محمد شقير، باحث ومحلل سياسي، يرى أن الإجراءات الجديدة بوزارة الداخلية تأتي ضمن سياق عام بدأ منذ تولي الملك محمد السادس العرش، وتدخل ضمن ترسيخ المفهوم الجديد للسلطة الذي ابتدأ بهذه الوزارة بمرحلة الاستغناء عن ما يُسمى برجالات إدريس البصري، وزير الداخلية القوي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، سواء على مستوى تعيين الولاة أو العمال أو باقي المناصب السامية.

وأوضح الباحث المغربي، ضمن تصريح لهسبريس، أن تغيير طبيعة العلاقة القائمة بين السلطة والمواطن استغرق أكثر من 18 سنة، وصولاً إلى هذه المرحلة الجديدة التي تعتمد معايير خاصة في تعيين رجال السلطة، بدل معايير "مزاجية" كانت سائدة.

ويرى شقير أن إجراءات الداخلية تُساير المعايير الجديدة التي تم اعتمادها في باقي القطاعات الحكومية بشأن الترشح لمناصب المسؤولية، وتتناغم أيضاً مع التعليمات الملكية التي استبقت الحركة الواسعة في صفوف أطر الوزارة ذاتها.

ولفت المتحدث إلى أن الحراكات الاجتماعية التي عاشها المغرب مؤخرا، خصوصا في الحسيمة وجرادة، كشفت مساهمة عدد من رجالات السلطة في إشعال غضب الساكنة، و"هو ما تطلب عزل وتأديب عدد منهم، لنشرع في تدشين مرحلة جديدة في مفهوم السلطة"، بتعبير شقير.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك يُغير ملامح السلطة والمُقابلات الشفوية تُنهي عهد التسيب الملك يُغير ملامح السلطة والمُقابلات الشفوية تُنهي عهد التسيب



هيفاء وهبي تخطف الأنظار بحقائب صغيرة وتتصدّر أحدث صيحات الموضة

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - البرهان يؤكد المضي في المعركة بعد فك حصار القيادة العامة

GMT 11:38 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

منصة "يوتيوب" تطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
المغرب اليوم - منصة

GMT 11:42 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نيللي كريم تمثل جسرًا بين الأجيال في الفن المصري
المغرب اليوم - نيللي كريم تمثل جسرًا بين الأجيال في الفن المصري

GMT 20:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية
المغرب اليوم - نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 15:55 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير "أياكس أمستردام" الهولندي تهاجم المغربي حكيم زياش

GMT 13:31 2013 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

قم بتصميم منزل له ديكورات هندية ساحرة

GMT 16:09 2012 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فيسبوك" تُحدِّث تطبيقها على "ويندوز فون"

GMT 01:50 2016 الخميس ,28 تموز / يوليو

باللسان أنت إنسان

GMT 06:57 2016 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

مراكش والزحف المتوحش / الجزء الثاني

GMT 05:29 2017 السبت ,20 أيار / مايو

ماغابت غا تادلة

GMT 23:38 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد السفرجل للصحة

GMT 21:47 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

جوزيه مورينيو يعلق على مواجهة سانت إتيان الفرنسي

GMT 11:38 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

هيلاري كلينتون توبخ موظفة سابقة في الخارجية الأميركية

GMT 01:31 2017 الثلاثاء ,16 أيار / مايو

المنتج محمد محمود عبد العزيز ضيف شرف "طاقة نور"

GMT 11:25 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

أطباء مغاربة يُدشنون صفحة ينشرون فيها "فضائح" قطاع الصحة

GMT 04:13 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

إيمان صلاح تؤكد انتشار سياحة ركوب الدلافين

GMT 23:05 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سما المصري تؤكد حضورها مهرجان القاهرة السينمائي دون دعوة

GMT 12:50 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مواصفات وأسعار هاتف سوني Xperia™ M2 Dual‎ في المغرب

GMT 03:26 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الوداد أشرف بنشرقي على رادار سبورتينغ لشبونة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib