الداخلة -المغرب اليوم
بعد يومين من أشغال متواصلة قاربت الإكراهات التي تعيشها القارة الإفريقية من كل الجوانب، أجمعت الجلسة الختامية للمنتدى الدولي السادس للداخلة، مساء يوم الجمعة الماضية، على أنه آن الأوان لتعتمد إفريقيا على نفسها وأن تثق في إمكانياتها ومؤهلاتها، من أجل مواجهة التحديات التي تواجهها. الجلسة الختامية، التي تميزت بعرض لرئيس الجامعة المفتوحة للداخلة، إدريس الكراوي، الذي بدا متفائلا لمستقبل القارة، قال إن "إفريقيا في حاجة إلى حلم جديد"، فالنسبة للكراوي، فالحلم هو "الأساس الذي تنبني عليه كل التصورات"، وذلك قبل أن يضيف " الخلاصات التي خرجنا به من هذا الملتقى"، في إشارة إلى المنتدى الدولي للداخلة، "هي واحدة من تلك التصورات"، بحسب المصدر نفسه.
وشدد الكراوي على أن الحلم الجديد يجب أن يقوم على نظام تنموي جديد يستجيب لتطلعات الشعوب الافريقية، التي باتت حسب رأيه، في حاجة إلى نهضة علمية وتكنولوجية واقتصادية واجتماعية وبشرية، حيث اعتبر التوصيات، التي ستتمخضعن الملتقى السادس للداخلة " فرصة لتسريع التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية"، في ظل التحولات التكنولوجية والرقمية القوية التي تسِم العالم، وذلك قبل أن يضيف " أصبحنا نتحدث عن نموذج جديد للاقتصاد العالمي".
ولم يخف رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة أن "القارة الإفريقية بدورها تشهد تحديات تكنولوجية وأمنية وجغرافية وديمغرافية"، ذلك أن نسبة كبيرة من الشباب يعانون من ظاهرة البطالة، ما يدفع شريحة منهم إلى الارتماء في أحضان الإرهاب والتطرف والجريمة، "ما يستلزم العمل على وضع رؤية بعيدة المدى بشأن السياسات العمومية في مجال الشباب". وأوضح الكراوي أن حضور الأكاديميين والخبراء والباحثين من مختلف دول العالم في الملتقى يعد "صك وفاء لما يجمعنا من أجل بناء عالم جديد يسوده التضامن والحوار بين الحضارات، كما أنه عربون ثقة لتقوية العيش المشترك بين شعوبنا، ويشكل أيضا رغبة صادقة لتطوير علاقات متميزة"، مشيرا إلى أن "جهة الداخلة جسر فعلي أفرز شبكة دولية من العلماء والخبراء والباحثين للتفكير في قضايا التنمية في عالمنا المعاصر".
وبمناسبة اختتام الملتقى الدولي السادس للداخلة، الذي انعقد تحت عنوان "إعادة التفكير في إفريقيا في القرن الواحد والعشرين"، أضاف الكراوي أن "الأوضاع الراهنة تطرح على القارة الإفريقية رهانات جديدة على صعيد الاندماج القاري، وكذلك ما يتعلق بالعلاقات التي تربط القارة الإفريقية بالعالم كله". وعلى الصعيد المغاربي، وفي مداخلة خلال ورشة نظمت على هامش فعاليات الملتقى الدولي السادس للجامعة المفتوحة تحت عنوان "الاندماج الجهوي بإفريقيا كحل لمواجهة تحديات عولمة في أزمة" قال الكراوي أن مواجهة التحولات السريعة التي تعرفها المنطقة المغاربية تستدعي تغيير الرؤية التي تتبعها دول المنطقة لمعالجة قضاياها الأساسية، حيث سلط الضوء على ثلاثة تحديات تواجه اندماج المنطقة المغاربية.
ولخص رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة التحدي الأول في "ضعف تمويل النمو المتزايد للمجتمع وضعف المؤهلات والقدرات الكفيلة بالاستجابة لمتطلبات المنطقة وانتظاراتها"، أما التحدي الثاني الذي تواجهه المنطقة المغاربية، حسب الكراوي، فيتمثل في الصعوبات الاقتصادية والتكنولوجية، وهو ما يستلزم من المغاربيين تجميع أفكارهم وتسخير ذكائهم لاقتراح حلول لهذه الصعوبات، فيما يتعلق التحدي الثالث بالأمن، خصوصا في ظل التهديدات والمخاطر المرتبطة بالإرهاب.
ولم يفوت الكلاوي الفرصة دون التأكيد على "ضرورة تثمين الرأسمال البشري الإفريقي من خلال تعزيز التعليم والتكوين في السياسات العمومية"، ذلك قبل أن يخلص إلى أن منطقة المغرب العربي "مدعوة إلى تقوية رأسمالها المؤسساتي لتحقيق حكامة ديمقراطية مسؤولة تستجيب الشعوب المغاربية"..
قد يهمك أيضًا :
ندوة إقليمية بالرباط حول التأثير المحتمل لمنطقة التبادل الحر بالقارة الإفريقية على اقتصادات المغرب العربي
جمعية مغرب الثقافات تؤكد تعلقها بالقارة الإفريقية وبمواهبها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر