الرباط - كمال العلمي
رفعت عائلات وأسر “الشباب المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين”، اليوم الثلاثاء، خلال وقفة أمام ملحقة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مطالب مستعجلة بضرورة الكشف عن مصير أبنائها المفقودين بالحدود والسواحل، منذ ما يزيد عن عام، بعد محاولات هجرة غير نظامية انتهت بفقدان البعض وانقطاع أخبارهم.وصدحت حناجر أفراد عائلات وأسر هؤلاء الشباب المغاربة المفقودين، مطالبين بالكشف عن مصير أبنائهم وإجلاء الحقيقة والعدالة في هذا الملف، ومؤكدين أن تنظيم “الوقفة المطلبية” أمام مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية لوزارة الخارجية – على حد وصفهم- يأتي “بعد عدة اتصالات ونداءات وإجراءات للتحري والبحث لم تلْقَ، منذ حوالي سنة، آذانا صاغية”.
تفاعل رسمي
تفاعل مسؤولو مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية، إيجابيا، مع وقوف الأسر أمام بناية الإدارة سالفة الذكر، التي تقع وسط العاصمة الرباط، قبل أن يقوموا بدعوة بعض أسر المفقودين وممثليهم إلى “الاستماع إلى مطالبهم ولقائهم في أجواء جيدة”، حسب ما علمت به جريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر مسؤول مقرب من الملف؛ وهو ما أكدته بعض الأسر التي تمت مطالبتها بتحرير طلبات تجمع المفقودين حسب جهاتهم وهوياتهم، قصد مباشرة مساطر البحث والتحري قانونيا عن مصيرهم.
“قلوب الأمهات والعائلات تحترق على فقدان فلذات كبدها، كما أننا نعيش حالة اكتئاب”، تقول شقيقة أحد المفقودين عن أخيها، المنحدر من قلعة السراغنة، الذي قاده “حلم الهجرة” لمرافقة 42 شابا آخرين على متن رحلة قارب “الحريك” الذي انطلق من الداخلة في اتجاه جزر الكناري قبل عام، قبل أن تضيف أن “35 منهم نجَوا بينما بقي 7 مفقودين، منهم اثنان لقيا حتفهما”، حسب إفادتها لهسبريس على هامش الوقفة التي التأمت فيها العائلات القادمة من مدن شرق المغرب وجنوبه.
وبنبرة ملؤها لوعة الفقد ومرارة الأسى، صرّحت أمّ أحد المفقودين بأن المعنيين “لا يطلبون الشيء الكثير”، لافتة، في حديثها مع هسبريس، إلى أن “مصير أبنائهم ظل معلّقا لمدة عام دون معرفة هل هم أحياء أم في عداد الموتى أم جرى اعتقالهم”.من جهتها، جددت “لجنة متابعة” تم تشكيلها عن الملف، في بلاغ لها تتوفر هسبريس على نسخة منه، “دعوة ومطالبة الدولة المغربية في شخص وزارة الشؤون الخارجية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والهلال الأحمر المغربي والمنظمات الدولية، قصد التدخل العاجل والفوري لمعرفة مصير المفقودين المرشحين للهجرة الهاربين نحو البحث عن مستقبل أفضل والعيش الكريم”، على حد وصفها.
استجلاء الحقيقة
فضلا عن رفعهم لافتة كبيرة حملت، صراحة، مطلب التدخل الملكي للكشف عن مصير أبنائهم، طالب الأقارب أنفسهم الجمعيات والمنظمات الحقوقية بـ”تسليط الضوء على ملف المفقودين وإجلاء الحقيقة ودعمهم في مطلب الكشف عن مصير أبنائهم”، محمّلين “المسؤولية المباشرة عن هذه الوضعية لنظام الحدود ونظام التأشيرة والسياسات غير العادلة التي تفرضها أوروبا على دول الجنوب، وعلى أبنائنا، ضدا على حرية التنقل التي تنص عليها المواثيق والعهود الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان”، وفق المصدر ذاته.
وبينما تطالب أسر وعائلات الشباب المفقودين بـ”تسهيل عملية إجراء فحص الحمض النووي ADN للعائلات المعنية للكشف عن هوية الجثث المتواجدة بمستودعات الأموات بالناظور وكذا بالجزائر، لم يتوان أقارب “شباب الحريك المفقودين” في دعوة دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة إسبانيا وفرنسا، فضلا عن المملكة المغربية والدول المغاربية المعنية (ليبيا والجزائر وتونس)، إلى “الكشف عن مصيرهم وتحمل المسؤولية بنشر لوائحهم وأماكن احتجازهم وإطلاق سراحهم فورا، وتسليم رفات المتوفين”، معتبرين أنهم شباب “كانوا يرغبون في الهجرة لتحسين أوضاعهم، وأن الهجرة حق وليست جريمة”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الاتحاد الأوروبي يُكلف لجنة بتفقد ثغرات "الهجرة السرية" في مليلية المحتلة
لفتيت يَلتقي نظيره الإسباني لبحث ملف الهجرة السرية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر