الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
دانت لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور خلال اجتماعها غير العادي الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة اغتيال قيادات حركة "العدل والمساواة" الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة السودانية نيسان/أبريل الماضي.
وتناول الاجتماع الذي خصص لمناقشة تداعيات عملية الاغتيال والإجراءات الخاصة بمنع عرقلة الاتفاق وتهيئة المناخ لتنفيذ بنودها، تقرير مقدم من البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور (يوناميد)، بشأن الهجوم الذي نفذته حركة العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم في 12 أيار/ مايو الماضي، والذي أدى إلى اغتيال رئيس الحركة محمد بشر ونائبه أركو سليمان ضحية وآخرين من الموقعين على وثيقة الدوحة للسلام.
ووصفت اللجنة في بيان صحافي عقب الاجتماع، مقتل محمد بشر ورفاقه بأنه عملاً انتقامياً فحسب، ولكنه خطوة محسوبة ومدروسة للتشويش على الآخرين الذين يرغبون في اللحاق بعملية السلام.
وعبرت اللجنة عن إدانتها لانتهاك الأراضي التشادية وقتل المواطنين التشاديين، مطالبة بالإفراج الفوري عن أعضاء الحركة جميعهم من جناح محمد بشر الذين تم أسرهم أثناء الهجوم، كما طالبت العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم بتقديم مرتكبي جرائم العنف إلى المحاسبة والعدالة.
وأشار البيان إلى مخاوف اللجنة من تدهور الأوضاع الأمنية في الإقليم المضطرب منذ العام 2003، وزيادة أعداد النازحين نتيجة لتصاعد حدة العنف.
وأكدت اللجنة التي تضم في عضويتها قطر وتشاد والصين ومصر وفرنسا واليابان وروسيا والسودان وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والـ(يوناميد) والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي استحالة حل النزاع في الإقليم عبر العمل العسكري المسلح واستخدام العنف.
وناشدت الأطراف بالتخلي عن العنف والالتزام بالحل السلمي من دون شروط مسبقة، والعمل على تحقيق سلاماً شاملاً على أساس اتفاق الدوحة للسلام، كما رحب اجتماع اللجنة بالجهود التي تقوم بها بعض دول الإقليم لدعم عملية السلام.
وأشاد المستشار السياسي للحركة نهار عثمان نهار(أحد الناجين من عملية الاغتيال) بالنتائج الايجابية التي خرج بها الاجتماع والروح الايجابية في دعم العملية السلمية وإدانته الواضحة والصريحة للجريمة التي ارتكبت.
وأكد نهار في تصريحات عبر الهاتف من الميدان في دارفور جاهزية الحركة في المضي قدما في العملية السلمية، وكشف أن وفداً للحركة الذي شارك في اجتماعات الدوحة بقيادة أمين العلاقات الخارجية التوم سليمان التقي وزير الخارجية التشادي موسي فكي ورئيس البعثة الأممية العاملة في دارفور محمد بن شمباس وسيلتقي الوفد، الخميس، بنائب رئيس مجلس الوزراء القطري أحمد بن عبد الله آل محمود، لمزيد من الحوار بشأن متطلبات العملية السلمية.
وعن مصير أسري حركته، أجاب نهار أنهم نقلوا إلى داخل جنوب السودان، متهما جبريل إبراهيم بالضغط على الأسرى لإعلان انضمامهم إلى الحركة.
وقال نهار" لا يمكن لرهينة أن يعلن انضمامه للجلاد"، مؤكدا أن الحركة بدأت إجراء اتصالات عملية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ومع منظمات حقوق الإنسان الأخرى للتدخل لإطلاق سراح هؤلاء وأبرزهم الناطق باسم الحركة على الوافي ورئيس المؤتمر العام للحركة وأمين الإقليم الشمالي فيها عادل مجحوب وكبير مفاوضي الحركة إبراهيم زريبة، والأمين السياسي الهادي برمة صالح وأمين الشباب والطلاب التيجاني كرشوم .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر