استقبل المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط (وسط القاهرة) 5 آلاف قطعة أثرية، أهدتها الجامعة الأميركية في القاهرة إلى وزارة الآثار، والتي كانت قد حصلت عليها الجامعة في ستينات القرن الماضي، وفقًا لقانون القسمة الذي كان معمولًا به في مصر في ذلك الوقت.
وقال الدكتور أحمد الشربيني، المشرف العام على المتحف، في بيان صحافي أمس: “إن قانون القسمة كان يسمح لبعثات الحفر الأجنبية في مصر بالحصول على 50 في المائة من نتاج الحفائر”، مشيرًا إلى أن “تلك القطع الأثرية كانت من نتاج حفائر البعثة المصرية الأميركية المشتركة بمنطقة الفسطاط، برئاسة عالم الآثار جورج سكانلون”.
اقرا ايضا:
"دبي للثقافة" تفتح أبواب التسجيل في مهرجان "سكة 2020"
وتضم القطع التي أهدتها الجامعة الأميركية لمتحف الحضارة لوحات حجرية وأواني فخارية وزجاجية، وأجزاء من تماثيل وتوابيت ترجع للعصور الإسلامية والقبطية والفرعونية واليونانية والرومانية.
ويعمل متحف الحضارة بالفسطاط حاليًا على تصنيف تلك القطع، تمهيدًا لتسجيلها وعرضها ضمن سيناريو العرض الخاص بالمتحف، وفق إيناس جعفر، نائب المشرف العام للمتحف للشؤون الأثرية، التي أشارت إلى “تشكيل لجنة من مديري المخازن بالمتحف لتسلم تلك القطع وتصنيفها”. موضحة أن “اللوحة الحجرية التي ترجع للعصر اليوناني الروماني، وشبابيك القلل من أهم القطع التي تم حصرها حتى الآن”.
ويقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من حصن بابليون، ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة. تم تأسيسه في عام 2002. وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية، عبر أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تنتمي لمراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث.
ومن المقرر أن تعرض مقتنيات المتحف في معرض رئيسي دائم يتناول أهم إنجازات الحضارة المصرية، بالإضافة إلى 6 معارض أخرى. وسيتضمن المتحف أيضًا مساحات للمعارض المؤقتة، فضلًا عن معرض خاص بتطور مدينة القاهرة الحديثة.
ووفقًا لوزارة الآثار المصرية، فإن المتحف سوف يضم أبنية خدمية، وتجارية، وترفيهية، ومركزًا بحثيًا لعلوم المواد القديمة والترميم، كما سيكون المتحف مقرًا لاستضافة مجموعة متنوعة من الفعاليات، كعروض الأفلام، والمؤتمرات، والمحاضرات، والأنشطة الثقافية. وبذلك سيكون هذا المتحف الذي يستهدف الجماهير المحلية والأجنبية مؤسسة متكاملة، لها دورها المتميز في نشر الوعي الأثري والتعريف بدور مصر في إرساء دعائم الحضارة الإنسانية.
وتستعد مصر لنقل المومياوات الملكية إلى المتحف القومي للحضارة في بداية العام المقبل، بعد الانتهاء من تجهيز المنطقة المحيطة بالمتحف، لتليق بموكب ملوك مصر القدماء، وضيوف الحفل من الملوك ورؤساء وسفراء دول العالم، إذ تسعى مصر إلى تنظيم حفل عالمي احتفالًا بهذا الحدث. ويبلغ عدد المومياوات الملكية التي سوف تنقل للمتحف 22 مومياء ملكية، و17 تابوتًا ملكيًا.
يشار إلى أنه تم افتتاح المتحف جزئيًا عام 2017 عبر قاعة العرض المؤقت. ويشمل هذا المعرض نحو 420 قطعة أثرية مختارة من بعض المتاحف، وكثيرًا من المجسمات، بالإضافة إلى شاشات كبيرة تعرض عددًا من الأفلام الوثائقية التي تتناول تاريخ كل حرفة وتطورها عبر العصور.
في سياق منفصل، شهدت مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، أمس (الثلاثاء)، إقلاع 21 رحلة بالون طائر، حملت على متنها 450 سائحًا وسائحة من جنسيات مختلفة، في جولة فوق معابد الفراعنة بالمدينة التي تضم بين جنباتها عشرات المعابد ومئات المقابر التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، وفق بيان صادر عن ممثل الاتحاد المصري لشركات البالون الطائر أمس.
قد يهمك ايضا:
"دبي للثقافة" تستشرف المستقبل في متحف الاتحاد
130 شخصية بين مثقف وأكياديمي يشاركون في مشروع "موسوعة الثقافة المغربية"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر