الرباط -المغرب اليوم
تسبب استمرار إغلاق المسارح المغربية بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب في حرمان الفرق المسرحية المغربية من اعتلاء خشبة المسرح لأزيد من 18 شهرا، وما يترتب عن ذلك من تأزم الأوضاع المادية لهاته الفرق وأعضائها.بعد أن أصدرت الحكومة المغربية قرارها بفتح المسارح خلال شهر يونيو 2021، تراجعت عن قرارها نهاية شهر يوليوز المنصرم، وقررت إعادة إقفالها بسبب ارتفاع نسب الإصابة بفيروس كورونا المستجد في المغرب. هذا القرار أصاب الفرق المسرحية بخيبة أمل كبيرة، كونها كانت تستعد لتقديم مسرحيات جديدة بشغف ولهفة للقاء الجمهور من جديد، وهكذا أسدل الستار من جديد وأقفلت المسارح قبل أن تنفض عنها غبار عام ونصف من الإقفال.
وتعليقا على تداعيات قرار إعادة إغلاق المسارح، قال الفنان عبد الرحيم المنياري، الذي كان يستعد لتقديم مسرحيتين جديدتين، قبل أن تفاجئه الحكومة بقرار الإغلاق: "قبل أن أخوض في مسألة إقفال المسارح، سأتحدث أولا عن قرار فتحها الذي جاء متأخرا جدا، فكما يعلم الجميع فإن انطلاقة الموسم المسرحي تكون خلال شهر شتنبر وتنتهي في شهر يونيو، أي قبل موسم العطل، لهذا ظلت العديد من المسارح مغلقة حتى بعد قرار الفتح، باستثناء مسرح محمد الخامس".
ووجه المنياري، من خلال تصريحه ، اللوم للحكومة المغربية بسبب "إهمالها" للجانب الثقافي قائلا: "أنا أعلم أنه في هذه الظرفية هناك قطاعات مهمة يجب التركيز عليها، كالصحة، والتعليم وغيرها، ولكن هذا لا يعني أن نهمش المجال الثقافي، الذي يعتبر مصدر دخل العديد من المغاربة".
وكشف هذا الفنان أنه كان في طور التحضير لمسرحيتين، كونه يشغل منصب مدير فني بمسرح "هارلوكان"، وأيضا رئيس مسرح "غرناطة".وتابع: "المسرحية الأولى التي كنت في طور التحضير لها هي مسرحية "دار الباشا"، وهي من بطولة بديعة الصنهاجي، نجوم الزوهرة، نزهة عبروق، وعبد الرحيم المنياري. أما المسرحية الثانية فهي مسريحة "سحت الليل"، من بطولتي إلى جانب هند بنجبارة وسلمى بنجبارة".
وأضاف المنياري قائلا: " للأسف ما لا يعلمه البعض هو أننا تكبدنا مصاريف هذا التوقف في بداية الجائحة، عندما كنا نستعد لبعض الجولات داخل وخارج المغرب، ولكن اقفال الحدود والمسارح خلال شهر مارس 2020، جعلنا عاجزين عن تقديم تلك العروض التي كنا قد دفعنا معظم مصاريفها من حجز للتذاكر والفنادق وغيرها من الأمور".وعبر الفنان المسرحي عن استغرابه من اقفال المسارح، في ظل السماح للبعض بتقديم خطاباتهم الانتخابية، وأيضا في ظل اكتظاظ الشواطئ وبعض المرافق العمومية.
ووجه هذا الفنان رسالة للحكومة المغربية مطالبا بإعادة فتح المسارح "شريطة السماح بطاقة استيعابية تصل لـ30 بالمائة فقط، لأن الفنان والعاملين بالقطاع المسرحي، بحاجة ماسة للعودة إلى نشاطهم".من جهته، قال مسعود بوحسين، رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، إنه سئم من الحديث في هذا الموضوع، كون النقابة حاولت جاهدة أن تحاول اقناع وزارة الثقافة بإعادة فتح المسارح أو السماح على الأقل للفرق بالتدريب، قبل أن يستطرد قائلا: "ولكن لا حياة لمن تنادي".وأضاف: "الحل هو أن تقوم وزارة الثقافة بإعطاء الدعم للفرق المسرحية، حتى يتمكنوا من التدريب على مسرحياتهم خلال فترة الجائحة، في انتظار أن يتم فتح المسارح من جديد".
واعتبر بوحسين أن "هذا الحل مناسب لأنه سيسمح للفرق المسرحية بالتحضير المسبق لمسرحياتهم، وهكذا سيكون بإمكانهم عرض أعمالهم فور فتح المسارح".وتابع: "يجب التكيف مع الوضع الراهن، بدل اغلاق المسارح وقطع أرزاق الناس، وللأسف عملية تنظيم المجال الفني لم تكتمل قبل الجائحة، وبالتالي أصبح القطاع الفني يعتبر من ضمن القطاعات الغير مهيكلة في المغرب".
قد يهمك ايضا:
خبراء يكتشفون مساكن “النبي لوط” في منطقة الأغوار الجنوبية في الأردن
فاس تودّع الأديب المغربي المهدي حاضي الحمياني
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر