أسوار تطوان تغطي شمس السياحة الثقافية
آخر تحديث GMT 05:20:01
المغرب اليوم -
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

أسوار تطوان تغطي "شمس" السياحة الثقافية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أسوار تطوان تغطي

أسوار تطوان تغطي "شمس" السياحة الثقافية
تطوان

تنفرد المدينة العتيقة لتطوان بمؤهّلات متنوّعة ولا محدودة، انصهرت فيها روافد ثقافيّة متباينة ميّزتها عن غيرها من المدن العتيقة بالمغرب، وهو ما جعلها تحظى باعتراف منظّمة "اليونسكو" كتراث إنسانيّ عالميّ سنة 1997؛ ومع ذلك لم تشفع لها

هذه الخصوصيّات لتنال نصيبها من الاهتمام، فظلّت خارج خريطة المدن السّياحيّة الّتي تَستثمرُ في تراثها اللّامادّيّ، وكأنّما أَرِيدَ لها أن تبقى مجرّد نقطة عبور للسّيّاح الأجانب، أو منطقة استجمام تنشط فيها السّيّاحة الموسميّة صيفا.

ورغم الحُظوَة الّتي احتلّتها تطوان العتيقة منذ إعادة تشييدها على يد عليّ المنظري الغرناطيّ في القرن الخامس عشر، سواء على المستوى الثّقافيّ أو التّجاريّ، إلّا أنّ أحوالها تقهقرت، فغدت كحصن منغلق تُحْبَسُ داخله معالم تاريخيّة فريدة، دون

أدنى جهد للقائمين على الشّأن الثّقافيّ والسّياحي على المستويين الوطنيّ والمحلّيّ لاستثمارها في تنميّة شاملة قد تعيد إلى المدينة ألقها وإشعاعها الّذي افتقدته، باستثناء المشاريع الّتي جاءت بمبادرة ملكيّة منذ 2011، والّتي لازالت تسعى إلى مواكبة

أهداف المبادرة بنوع من التباطؤ.

يقول محمّد بن عبود، المؤرّخ المتخصّص في التّاريخ الأندلسيّ والتّراث الثّقافيّ لمدينة تطوان العتيقة، إنّ "واقع السّيّاحة الثّقافيّة بتطوان محدود جدّا، رغم الإمكانيّات الكبيرة الّتي تحظى بها لإنعاشه، لكنّها لا تستغلّ"، معتبرا أنّ المسألة متعلّقة بوزارة

السّيّاحة، لكون القائمين عليها "عندما أرادوا إنعاش السّياحة بشفشاون وضعوا لها مخطّطا، ولمّا أرادوا إنعاشها بفاس ومرّاكش وعدد من المدن المغربيّة الأخرى وضعوا لها مخطّطا؛ فيما لا تمتلك تطوان أيّ مخطّط رسميّ لإنعاش هذا القطاع بها،

رغم مؤهّلاتها العظيمة"، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدّث ذاته، في حديثه لهسبريس، أنّ "تطوان مدينة ثقافيّة بامتياز، ولديها خصوصيّات ومميّزات رائعة، سواء على مستوى الهندسة المعماريّة، أو على مستوى البعد التّاريخيّ والفنّيّ"، نافيا إمكانية تطوير السّياحة الثّقافيّة بالمدينة بالشّكل

العشوائيّ الّذي تسير عليه، في ظلّ غياب أيّ مخطّط إستراتيجيّ، ومعتبرا أنّ هذا الواقع يكشف وجود تناقض كبير بين الخاطب الرّسمي والممارسة القائمة؛ "فلو طبّق المشروع الملكيّ الأوّل (2011 ـ 2014) بشكله الأصليّ لكانت النّتائج إيجابيّة،

ولساهم في انتعاش السّياحة الثّقافيّة"، على حد قوله.

جانب آخر تطرّق له المؤرّخ بن عبود، وهو الإشكال المرتبط بانعدام محفّزات للاستثمار في المدينة العتيقة لتطوان، ووجود مجموعة من العراقيل الإداريّة الّتي قد تجعل المستثمرين يصرفون النّظر عن هذا الخيار، "لأنّ المستثمر يعاني من تعقيدات

الحصول على الرّخص، وغياب التّشجيع على الاستثمار داخل المدينة العتيقة"، وفق تعبيره.

متعدّدة هي المعالم السّياحيّة بالمدينة العتيقة لتطوان، فبمجرّد ولوج أحد أبوابها السّبعة يجد الزّائر نفسه داخل متحف ينتظر اليوم الّذي تصبح فيه أبوابه مفتوحة أمام الجميع، ليسافر عبر الأزمنة الغابرة، في أزقّة ودروب لازالت شاهدة على عبقريّة

الأوّلين، تؤثّث مساراتها سقّايات عموميّة لم ينضب ماؤها على مدى قرون، يصلها من جبل درسة عبر قنوات من خزف مطمورة تحت الأرض، في نظام معقّد لازال يحيّر الباحثين، وزوايا ومساجد تسرّ عمارتها النّاظرين وتخطف جماليتها

أبصارهم، وقصبات ودور شاهدة على عظمة وإبداع الصّانع والحرفيّ التطوانيّ...

وحول خصوصيّات هذه المعالم، يقول الأكاديميّ والمؤرّخ بن عبود إنّ "هناك عدّة أصناف من المآثر التّاريخيّة الّتي تنفرد بها تطوان العتيقة، منها استعمال أدوات وتقنيّات بناء كانت منتشرة بالأندلس، سواء على مستوى المنازل الخاصّة أو المساجد

والزّوايا، أو الأبواب والأبراج..."، مضيفا: "فمثلا الزّلّيج التّطوانيّ المستعمل في المنازل التّطوانيّة والسّقايات من أصل أندلسيّ، وهو يختلف عن نظيره الفاسيّ، كما أنّ أقواس المنزل التّطوانيّ مبنيّة بالآجر والجير، لا بقوالب الجبس كما هو حال

الفاسيّ، ومختلف عن الزّلّيج الرّباطي البنّيّ اللّون الّذي يستعمل حجرا محليّا منقوشا".

وفي السّياق ذاته، اعتبر المتخصّص في التّراث الثّقافيّ لمدينة تطوان العتيقة أنّ ما تعرضه المنازل الخاصّة بها من هندسة معماريّة يتباين من بيت لآخر حسب مراحل التّطوّر الّذي رافق الحياة خلال القرون الخمسة من تاريخها الحديث؛ واختلاف

زخارفها ومواد البناء الّتي اعتمد عليها، ونوعيّة الأثاث الموجود بداخلها، يشكّل تنوّعا غنيّا يطغى عليه الانسجام؛ وزاد: "وهي منازل يمكن استغلال بعضها، خاصّة تلك التّي في ملكيّة الأحباس وتمّ ترميمها، لإنعاش السّياحة بدل تركها مغلقة"، مؤكّدا

مرّة أخرى على غياب أيّ مخطّط واضح لاستثمار هذه المؤهّلات، "فالأمور تمرّ بعشوائيّة رغم المؤهلّات الضّخمة الّتي تتوفر عليها المدينة العتيقة"، حسب تعبيره.

تتوفّر المدينة العتيقة على عدد من المتاحف المهمّة الّتي لا تستغلّ، أبرزها متحف لوقش للتّراث الدّينيّ الّذي يضمّ مجموعة من الموادّ والأدوات التّاريخيّة والأثريّة المتعلّقة بالحياة الدّينيّة والتّعليميّة الأصيلة بالمغرب، ودار الصّنعة الّتي أصبحت تشكّل

متحفا لكل أصناف الحرف اليدويّة التّقليديّة المغربيّة، وكذلك المتحف الإثنوغرافيّ الّذي يعتبر فضاء للتّعريف بالخصائص الثّقافيّة والتّراثيّة المرتبطة بالحياة التّطوانيّة، من حرف ومظاهر سوسيو اقتصاديّة، فضلا عن المتحف الجهويّ للحركة الوطنيّة

والمقاومة وجيش التّحرير الّذي يعدّ معلمة ثقافيّة حقيقيّة لصيانة الذّاكرة الوطنيّة.

ويرى محمّد بن عبود أنّ السّيّاح الّذين يقصدون تطوان لا يدخلون جلّ هذه المتاحف، لأنّه لا يتمّ تشجيعهم على ذلك؛ "فيما يأخذونهم للبازارات ومطاعم من الدّرجة الثّانية، حيث يتمّ استغلالهم بشكل بشع باعتبارهم سيّاحا عابرين"، وفق تعبيره،

مضيفا: "ليست هناك إستراتيجيّة لخلق مسارات سياحيّة بالمدينة العتيقة، وكلّ ما هناك مجرّد مشروع في إدارة ما، لم ير النّور بعد، وهذا غير معقول"، مشدّدا على ضرورة تشجيع مجموعة من الأنشطة الثّقافيّة داخل المدينة العتيقة لجلب السّيّاح، بدل

الفراغ الّذي تعيشه.

ودعا الخبير في مجال التّراث الثّقافيّ للمدينة العتيقة إلى العمل على تحريك مشروع متحف سجن المطامر؛ "وهو مشروع رائع سيجلب السّيّاح المغاربة والأجانب من العالم كلّه، بعد ترميم دار بن مرزوق وإدراجها فيه"، وفق تعبيره، معتبرا هذا

السّجن من أبرز خصوصيّات المدينة؛ "فهو عبارة عن مجموعة كهوف تحت الأرض، تشكلّ مطامر يعود تاريخها إلى القرن السّادس عشر، استعملت كسجن، وليس لها مثيل في العالم الإسلاميّ بأسره، لأنّها الوحيدة الّتي توجد بها كنيسة تحت

الأرض"، على حد قوله.

كما دعا المتحدّث ذاته إلى ترميم المقبرة الإسلاميّة، وإحداث منزه أو حديقة بجهتها العليا الواقعة بين حيّي الباربورين وجبل درسة؛ "لأنّه بقليل من التّجهيزات يمكن أنّ تتحوّل إلى موقع يوفّر منظرا خلّابا، يطلّ على المساحة الممتدّة بين بني معدن

ومرتيل وحتّى كابونغرو، وسيجذب إليه السّياح الّذين يقصدون المكان حاليا رغم وضعيته المزرية"، حسب رأيه.

قد يهمك أيضا :

التحقيق مع ضابط شرطة في تطوان بعد ارتكابه حادثة سير تحت تأثير الخمر

الجمارك تحجز شحنة من الشيرا في معبر باب سبتة

المصدر :

هسبريس

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسوار تطوان تغطي شمس السياحة الثقافية أسوار تطوان تغطي شمس السياحة الثقافية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
المغرب اليوم - حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib