بغداد – نجلاء الطائي
كشف محسن صدخان السويدي مدير عام دائرة المرافق السياحية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار عن اختيار العراق عضوًا دائمًا في اللجنة الفنية للسياحة العربية، مبينًا أن المجلس يهدف إلى العمل على تنمية قطاع السياحة في الدول العربية لتعظيم مساهمته في التنمية المستدامة الشاملة الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والثقافية والتربوية والبيئية، والعمل على تنمية حركة السياحة العربية البينية وجذب مزيد من السياحة العالمية إلى المنطقة العربية.
وأكد السويدي في حديث خص به "المغرب اليوم"، أن طبيعة عمل اللجنة الفنية للسياحة العربية هو دراسة جميع الموضوعات المطلوب وعرضها على المجلس الوزاري العربي للسياحة ومكتبه التنفيذي، لإبداء الرأي والتوصية بشأنها، لافتًا إلى متابعة ما تم بشأن تنفيذ القرارات الصادرة عن الدورات السابقة.
وأضاف السويدي أن اللجنة عقدت اجتماعها الدوري الفني في مقر الجامعة العربية في القاهرة وبحضور ممثلي الدول العربي في التاسع من الشهر الماضي، مؤكدًا على دور ممثل العراق الدائم للجنة ليكون عضوًا فعالًا في جميع الأمور المتعلقة بالسياحة بشكل عام ، وأشار السويدي إلى مناقشة اللجنة عددًا من الأمور المهمة من بينها ترشيح الدول العربية ممثليها من ذوي الاختصاص والخبرة في جميع مجالات السياحة، بصفة مراقب على المنظمات والاتحادات العربية العاملة في مجال السياحة.
وأوضح المسؤول العراقي أن اللجنة تقترح عددًا من المواضيع المطروحة من قبل الدول العربية والمنظمات والاتحادات ذات العلاقة، مبينًا أنه في حالة تتطلب الأمر مساعدة يتم اللجوء إلى خبراء الدول الأعضاء للإشراف على إعدادها ورفع التوصيات بشأنها، وأشار إلى وضع آليات لتنفيذ العرض على المجلس الوزاري العربي للسياحة ومكتبه التنفيذي، منوهًا على أن تكون الموضوعات مشفوعة بمذكرات تفسيرية شارحة لأبعاد وخلفية المواضعات ومقترح الدول أو الجهة ذات الصلة .
وتابع مدير عام دائرة المرافق السياحية: "في حالة قبول المقترح لابد من تقديم ملف كامل بالمشاريع التي تم قبولها، مصحوبة بجدول التنفيذ من عدمه، إضافة إلى الفوائد المتوقعة منها ومعوقات التنفيذ, ثم يتم تحديد أولويات التنفيذ حسب الأهمية والحاجة وإمكانية التنفيذ ودراسة احتياجات الدول الأعضاء للموضوعات والمشاريع المطروحة في حدود الحاجة لتلك المشاريع ومردودها الاقتصادي وبما يخدم ويعزز الإستراتيجية العربية للسياحة، مع تحديد التكلفة التقديرية للمشاريع المطروحة إذا تطلب الامر ذلك".
وبخصوص الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أكد السويدي مراجعة جميع الاتفاقيات التي تتعلق بالتعاون والتكامل في مجال السياحة بين الدول العربية والدول والأقاليم الأخرى، ولفت السويدي إلى ابداء رؤية اللجنة فيما يطرح عليها من المواقف العربية في المحافل والاجتماعات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالسياحة، وتابع: "اللجنة حريصة على إصدار القرارات عن المجلس الوزاري العربي للسياحة في دوراته السابقة، وبيان ومعرفة ومناقشة ما تم تنفيذه مع تحديد المعوقات وكيفية معالجتها بالطرق السليمة".
وعن آلية عقد اللجنة اجتماعاتها أوضح عضو العراق الدائم في المجلس: "اللجنة تعقد اجتماعين على الأقل في السنة مع عقد اجتماعات استثنائية اذا تطلب الأمر ذلك، لافتًا إلى عقد ممثلي الدول العربية دائمي العضوية اجتماعًا لإصدار التوصيات في أغلب الدول"، وفي شأن رئاسة المجلس أكد أن رئاسة المجلس تكون دورية بين ممثلي الدول العربية المشاركين في الاجتماع، ويفضل من ذوى الاختصاص، مشيرًا إلى أن اللجنة تعقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مالم تتطلب الدول استضافة الاجتماع".
ونبه عضو العراق الدائم أن بلاده أبدت بعض الملاحظات فيما يخص رئاسة اللجنة وتشكيل اللجنة وتحديد آلية عملها، يذكر أن التعاون العربي في المجال السياحي ووجود الاتفاقيات السياحية الثنائية بين عدد كبير من الدول العربية تحولت بعد ذلك إلى تعاون متعدد الأطراف داخل إطار جامعة الدول العربية، وعقدت الدول العربية أكثر من 40 اتفاقية سياحية بينية لدعم وتشجيع السياحة العربية.
وصاحب هذه الاتفاقيات مجموعة بروتوكولات وملاحق كما تعرضت إلى التجديد والتطوير، وكان أكبر عدد من الاتفاقيات السياحية من نصيب مصر التي عقدت 11 اتفاقية ثنائية مع دول عربية مختلفة، وتتمثل أهم أحكام تلك الاتفاقيات في تبادل الخبرات السياحية والمعلومات والإحصاءات والتدريب والتأهيل، بالإضافة إلى توحيد القوانين والتشريعات السياحية، ووضع أسس مشتركة للخدمات والمنشآت السياحية والحفاظ على البيئة والتراث، وتبسيط إجراءات تنقل السياح.
ولدعم جهود التنمية السياحية في إطار جامعة الدول العربية تم إنشاء كل من المجلس الوزاري العربي للسياحة في عام 1997 والمنظمة العربية للسياحة عام 2006.
وتطرق مدير عام دائرة المرافق السياحية إلى الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الثقافة الإيراني علي جنتي إلى بغداد بدعوة من الجانب العراقي للتنسيق والتعاون المشترك بين البلدين ، وجرى خلال اللقاء وضع آليات تطوير العمل بين العراق وطهران في مجال السياحة الدينية.
وذكر السويدي: "الجانب الإيراني أبدى استعداده لتطوير والتنسيق في جميع المجالات السياحية والثقافية والفنية التي تسهم في التقريب بين الشعبين الجارين، فالطرفان بينهما موروث فولكلوري وحضاري يمتد إلى آلاف السنين". وتابع: "نعمل على تفعيل اتفاقية التعاون السياحي المشترك مع الجانب الإيراني إلى واقع عملي ملموس وتلبية كل الدعوات فيما يخص السياحة وتأمين جميع الخدمات وتذليل العقبات في المستقبل.
ومن جهته عبر وزير الثقافة الإيراني علي جنتي عن سعادته بزيارة بغداد وحسن الاستقبال , مؤكدًا على ضرورة تفعيل اتفاقية التعاون الثقافي الموقعة بين وزارتي الثقافة العراقية والإيرانية، وأشار إلى تركيز الطرفان على ضرورة دعم السياحة في بغداد وطهران وإعطاءهما دورًا كبيرًا في العمل المشترك لأنهما يمثلان الجسر الرابط بين البلدين.
وجاء ذلك ضمن دعوة العشاء التي وجهتها وزارة الثقافة العراقية إلى ضيوفها وتناقش الجانبان الأمور المذكورة سالفًا، وحضر اللقاء من الجانب العراقي كلًا من مدير عام الدائرة الإدارية والمالية رعد علاوي ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية فلاح العاني.