باريس - أ.ش.أ
أصدرت محكمة في فرنسا، حكمها ببراءة الأب لأربعة أبناء روب لوري، والذي كان قد تم إلقاء القبض عليه أثناء قيامه بمساعدة فتاة أفغانية في التسلل من كالييه إلى بريطانيـا، من اتهامات التهريب مع تجنِّب إدراجه السجن، بعدما ناشد بإظهار الرحمة لما أسماه "بالقرار الغبي".
واعترف لوري، البالغ من العمر 49 عاماً، بقيامه بشكل غير قانوني بمحاولة إدخال الطفلة بحار أحمدي، التي تبلغ من العمر 4 أعوام، إلى بريطانيـا عبر إخفائها في شاحنته، بعدما تعلق بالطفلة أثناء عمله كمتطوع في بناء المخيمات لإيواء اللاجئين داخل مخيم الغابة The Jungle في كالييه Calais، وطلب والدها منه مرات عدة لتكون واحدة من أفراد عائلته المقيمين في ليدز Leeds
وضجت قاعة المحكمة بالهتافات من قِبل عشرات من مساعدي المهاجرين عقب الإعلان عن الحكم، وأبدى البعض الآخر دعمهم له. وخلال مقابلة أُجريت معه من جانب وسائل الإعلام التي كانت تنتظره خارج قاعة المحاكمة، فقد ذكر بأن النظام القضائي الفرنسي قد أرسل رسالة مفادها بأن الرحمة تنتصر في النهاية إذا كانت في القلب.
وعلى الرغم من براءة عامل الإغاثة من تهمة التهريب وعدم دخوله السجن، إلا أن أنه أدين بتعريض حياتها للخطر، ودفع غرامة مع وقف تنفيذ العقوبة. وقبيل جلسة الاستماع، فقد ظهر لوري وهو يحمل الطفلة بين طيات ذراعيه، خلال مؤتمر صحافي حاول فيه تفهم ما اعترف بالقيام به، والذي كان قراراً غير منطقي.
وتجدر الإشارة إلى أن لوري يعاني من اضطراب ذي اتجاهين bipolar disorder و متلازمة توريت Tourette's Syndrome. وقد تحدث، الخميس، خلال مثوله أمام المحكمة الابتدائية في بولون Boulogne عن فشله في عمله، وانفصاله عن زوجته، وكيف حاول قتل نفسه منذ أن تم إلقاء القبض عليه. وفي حال كانت قد ثبتت إدانته بالتحريض علي الهجرة غير الشرعية، كان سيواجه عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة 30,000 يورو.
وأشار لوري إلي أن ما دفعه إلى العمل في الإغاثة داخل مخيم الغابة the Jungle في كالييه Calais هو اطلاعه على صور الطفل السوري اللاجئ ألان كردي، البالغ من العمر ثلاث سنوات، والذي انتهي مصيره بالغرق في أيلول / سبتمبر في البحر الأبيض المتوسط.