واشنطن - المغرب اليوم
يعد منتجع "صن فالي" للتزلج على الجليد ملتقى الصفوة والمشاهير في الولايات المتحدة الأميركية؛ حيث يقصده نجوم هوليوود والساسة والأدباء للاستمتاع برياضتهم الشتوية المفضلة. ويشتهر هذا المنتجع بأنه يضم بين جنباته أقدم تلفريك للتزلج على الجليد في العالم.
وفي الوقت الحاضر ينتشر به العديد من مسارات التلفريك الحديثة. ويقول المرشد السياحي مايك فيتزباتريك للمجموعة التي يرافقها إنه تم إنشاء أول تلفريك في العالم عام 1936 في المناطق البرية التي تقع شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
ويسير فيتزباتريك بخطوات متثاقلة نحو برج نقل صغير على قضبان متهالكة بها بكرة كابل يعلوها الصدأ. وهناك كابل من الفولاذ مرتخي يربط بين مجموعة من الأعمدة الخشبية المصفوفة بشكل متعرج. وتظهر بين الصخور مجموعة من المقاعد المعدنية. ولكن النسخة الأصلية كانت مجهزة بشكل أكثر راحة، حيث أوضح فيتزباتريك ذلك بقوله: "كانت مثل مقاعد المطبخ ذات الوسادات مع دعامات لربلة الساق".
ويرجع الفضل إلى هذا المكان المتواضع في تحويل صن فالي من منطقة صعود حادة إلى منتجع سياحي عالمي يستقطب الصفوة والمشاهير. وقد جاء إلى هذا المنتجع بالفعل جميع رموز المجتمع الأمريكي، حيث تخلد الردهات الطويلة بمنتجع "صن فالي لودج" القديم الزيارات التي قام بها نجوم هوليوود والأثرياء، فعلى سبيل المثال تظهر جاكلين كنيدي في إحدى الصور مرتدية بلوفر نرويجي مع قبعة مزركشة، وهناك صورة تظهر فيها نجمة الإغراء الأمريكية مارلين مونرو مرتدية جوارب حريرية وتتأرجح وسط الجليد.
وهناك صورة أخرى تظهر الأديب العالمي إرنست همنغواي يحمل بندقية صيد، حتى أن هناك منحدر تزلج على الجليد يحمل اسم النجم العالمي أرنولد شوارزينجر. وقد رصدت عدسات المصورين مؤخراً بنات الرئيس الأمريكي باراك أوباما على منحدرات التزلج على الجليد. ونظراً لتحول المنطقة من مجرد مزرعة هادئة إلى وجهة عالمية لعشاق التزحلق على الجليد من الأثرياء وصفوة المجتمع، فإنها تقع على خطوط السكك الحديدية. ومن الملاحظ أن المكان المقام فيه اللودج الريفي الحالي كان عبارة عن مراعي للأغنام خلال عقد الثلاثينيات من القرن المنصرم.
ويمكن للسياح ركوب الخيول لأسفل في منطقة كيف كيتشوم، التي لا يزال يعيش بها حوالي 100 شخص. ويمتاز هذا المنتجع بتضاريس مثالية لعشاق التزلج على الجليد؛ حيث يضم جبل "بالد ماونتن" الذي يصل ارتفاعه إلى 2789 متراً، بالإضافة إلى القمم الجبلية المجاورة له التي تبرز بشكل دراماتيكي من أربعة سلاسل جبلية. ويبلغ المعدل السنوي لتساقط الثلوج حوالي 5 أمتار.
وعلى الرغم من ذلك يسود مناخ صحراوي، حيث تشرق الشمس على مدار 250 يوماً في السنة، بحيث تنخفض درجة الحرارة القصوى أدنى من درجة التجمد قليلاً خلال شهر يناير. وبالتالي فإن الطقس والمناظر الطبيعية تعتبر بمثابة توليفة سحرية لإنشاء ملعب للتزحلق على الجليد. ويتوافر في الوقت الحالي 18 من مسارات التلفريك الحديثة واثنين من المصاعد المعروفة باسم "البساط السحري" وجندول يسع لثمانية أشخاص، والتي تخدم شبكة من 80 منحدراً للتزحلق على جبلين. ويحتاج التلفريك السوبر "تشالنجر" إلى عشرة دقائق فقط للصعود إلى ارتفاع 1000 متر على الجبل الرئيسي "بالد ماونتن"، حيث تظهر على قمة هذا الجبل الخالية من الأشجار مسارات تزلج واسعة ذات مستويات مختلفة من الصعوبة.
وقد تم تصنيف ثلثي مسارات التزلج على قمة جبل "بالد تشالنجر" بأنها بسيطة أو متوسطة درجة الصعوبة. وتتنوع التضاريس بدون وجود مسارات خطرة أو مشاهد مملة للثلوج. ويمتد منحدر التزلج السوبر لمسافة واحد كيلومتر ليصل إلى منطقة الينابيع الدافئة "فارم سبرنجز". ويبدأ الجزء العلوي بالمنحدرات السوداء مثل "ليملايت" أو "إنترناشونال"، وإذا اشتد التعب بالسياح فيمكنهم الاستمتاع بالتزلج على المنحدرات الزرقاء متوسطة الصعوبة أو اختيار المنحدرات الخضراء ذات درجة الصعوبة البسيطة.