القدس المحتلة - أ.ش.أ
يعتقد مراقبون إسرائيليون أن ثمة فرص قوية لتحسين العلاقات مع تركيا في الفترة المقبلة، معولين على ملف الغاز الطبيعي والمخاوف التركية من التبعية للغاز الروسي، فضلا عن تولي “يوسي كوهين” منصب رئيس الموساد، في ظل مشاركته السابقة في مفاوضات بين تل أبيب وأنقرة، من أجل تسوية الخلافات التي تعود لعام 2010، وامتلاكه نظرة إيجابية بشأن عودة العلاقات بين البلدين.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تطالب شخصيات سياسية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باستغلال التوترات الحالية بين موسكو وأنقرة، والمخاوف التركية بشأن التبعية للغاز الروسي، والسير في مسار التسوية بين البلدين، داعين إلى مد خط أنابيب لنقل الغاز الإسرائيلي إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا.
ويسعى أصحاب هذا الرأي إلى محاولة استغلال واقعة إسقاط المقاتلة الروسية (SU-24) بواسطة الجيش التركي، في نوفمبر الماضي، لوضع حد لسنوات من التوتر بين تل أبيب وأنقرة، منذ واقعة سيطرة البحرية الإسرائيلية على “أسطول الحرية” عام 2010، ومقتل عدد من النشطاء الأتراك، كانوا على متن السفينة “مافي مرمرة”.
ويرجح هؤلاء أن الغاز الطبيعي المكتشف قبالة سواحل إسرائيل في السنوات الأخيرة، يمكنه أن يلعب دورا جيوإستراتيجيا، يفوق بكثير العائد المادي، حال استغلال الأزمة بين أنقرة وموسكو، وتقديم عرض للأولى، يسهم في وقف تبعيتها للغاز الروسي، فضلا عن إمكانية استغلال الأراضي التركية منطلقا لتوصيل الغاز إلى أوروبا، التي تعاني نفس التبعية.
وتعتمد وجهة النظر تلك على مخاطبة الجانب التركي وتقديم عرض بتدشين خط أنابيب يربط بين حقول الغاز الإسرائيلي بالبحر المتوسط وبين محطات إسالة في تركيا، التي سيكون بمقدورها استغلاله في تقليص تبعيتها للجناب الروسي، فضلا عن اقتراح باستغلال الأراضي التركية منطلقا لدول أوروبا، معتبرة أن الحديث يجري عن فرصة لا ينبغي تفويتها، على الرغم من أن هناك آراء أخرى ترجح أن موسكو لن تسمح بخطوة من هذا النوع، ولديها أوراق ضغط يمكن استغلالها في هذا الصدد.
لكن ملف الغاز الطبيعي ليس الملف الوحيد الذي دفع بعض المراقبين في إسرائيل وتركيا للحديث عن تسوية محتملة، فصعود “يوسي كوهين” لرئاسة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، دفع البعض للاعتقاد بأن الحديث يجري عن شخصية منفتحة على الجانب التركي، ولديها رؤية إيجابية بشأن تسوية الخلافات.
وإلى جوار المراقبين الإسرائيليين، نقلت صحيفة “ديلي صباح” التركية اليوم الأربعاء، عن خبراء في أنقرة، أن ثمة شخصيات داخل حزب “العدالة والتنمية” يعتقدون بأن “كوهين” الذي شارك في المفاوضات السابقة بين الجانبين، يمتلك أوراق كثيرة تمكنه من استغلالها للمصالحة، وأنه ربما الوحيد القادر على لعب دور من هذا النوع حاليا.
كما اعتمدت الصحيفة على تصريحات أطلقها “كوهين” الذي مازال يتولى منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، بشأن ضرورة التعاون مع تركيا في العديد من الملفات، وحتمية إجراء حوار مشترك في الفترة القادمة بشأن قضايا مثل الحرب السورية وملف الغاز الطبيعي.