بيروت - المغرب اليوم
المجال المغناطيسي للشمس على وشك ان ينقلب رأساً على عقِب - يصبح القطب الشمالي قطبا جنوبياً وبالعكس بعد ان ينقلب قطبا الشمس، هذا ما أفادت به وكالة "ناسا" في شهر آب (اغسطس)، من أن الانقلاب سيحدث خلال ثلاث او اربع اشهر، فيما لم تستطع ان تحدد زمناً أكثر دقة.وفي هذا المجال يقول تود هيكسيما، العالم الفيزيائي المختص بالنظام الشمسي من جامعة ستانفورد، ان الانعكاس سيولد آثارا موجية على كل المجموعة الشمسية.ووفقا لصحيفة "التلغراف" البريطانية التي نقلت الخبر عن وكالة الفضاء "ناسا"، فإن المجال المغناطيسي للشمس يغير قطبيه كل 11 عاما تقريبا، مستدركة أنه على خلاف ذلك فإن آخر مرة قلبت الارض فيها قطبي مجالها المغناطيسي كان قبل 800 ألف عام تقريبا.واستكملت "ناسا": "عندما تتبدل الاقطاب المغناطيسية، فإن المجال المغناطيسي ينقلب تماما. حيث يحدث الانعكاس القطبي عند ذروة الدورة الشمسية للشمسsolar cycle بينما يعيد المولد المغناطيسي الداخلي للشمس ترتيب نفسه."وأضافت أن الآلية الداخلية التي يتكون بسببها الانعكاس المغناطيسي ما زالت غير مفهومة تماما، مشيرة الى انه على الرغم من هذا فإن علماء المرصد الشمسي "ويلكوكس" في ستانفورد يراقبون المجال المغناطيسي للشمس بشكل يومي.وبحسب ذات الصحيفة دائماً، فإنه خلال الدورة الشمسية ذات الــ 11 عاما تشكلت الاقطاب الجديدة للشمس، بحيث تكون الشمس - اي مناطقها - تحتوي اكثر نشاط مغناطيسي كثيف، والتي تظهر على شكل بقعة على خط الاستواء الشمسي على سطح الشمس، وعلى مدى شهر بدأت هذه البقع بالتفتت وانتقل النشاط المغناطيسي من خط الاستواء الشمسي الى أحد قطبي الشمس .وحسبما يقول العالم هيكسيما، فانه بينما يتحرك المجال المغنطيسي باتجاه القطب فانه يضعف القطبية المعاكسة له. حيث شبهها على حد قوله "انها كأمواج المد عندما تأتي وتذهب، كل موجة تأتي تجلب معها القليل من المياه حتى نحصل النهاية على انعكاس كامل".التأثير الناتج عن هذه الظاهرةأما بالنسبة للتاثير الناتج عن هذه الظاهرة، فقد قال العلماء انها ستكون واسعة الانتشار، فالمجال المغناطيسي الشمسي سيؤثر على كل مساحة واسعة من الفضاء المجاور للشمس داخل الغلاف الشمسي .أما بالنسبة للغلاف الشمسي، فهو يمتد إلى ما بعد كوكب بلوتو، وسيصل كما يوضح مسبار ناسا "فوياجر" إلى حدود الفضاء النجمي (ما بين النجوم داخل المجرة الواحدة Interstellar) وستكون الشمس في نفس وقت الانعكاس المغناطيسي في ذروتها بشكل فعلي .وهناك تأثير آخر محتمل يتمثل بإمكانية المجال المغناطيسي الجديد للشمس أن يتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض، مسببا ازدياد نطاق ظاهرة الشفق القطبي في الغلاف الجوي للارض.ومن المحتمل أيضا أن يكون لها تأثير على شبكات توزيع الطاقة والاقمار الصناعية الخاصة ونظام GPS تحديدا .وعلى الرغم من هذا، فإن هذه الظاهرة من الممكن ايضا ان تحمي الارض خلال الانعكاس حيث يصبح غطاء المجال الخاص بالشمس موجيا، هذا الغطاء هو سطح ينطلق مباشرة من خط الاستواء الشمسي وكلما كان هذا الغطاء موجيا اكثر فهو يكون حاجزا افضل لتشتيت الاشعة الكونية، والتي تكون خطيرة لرواد الفضاء والمسبارات الفضائية.ويقول بعض العلماء ان الاشعة الكونية في مقدورها ايضا التأير على مناخ الارض ومستوى الغيوم في السماء، وهذا سيساعد بشكل جلي هؤلاء الذين يريدون ان يراقبوا اضواء الشفق الشمالية.ولكن حتى الاسابيع الثلاثة القادمة، فإن العلماء لن يكون في مقدورهم أن يعرفو إن كان الانعكاس قد اكتمل ام لا.