واشنطن ـ المغرب اليوم
كشفت الأبحاث، أن أنثى عصفور أبو الحناء الحامل تعطي إشارات عن نوع الوجبات التي ترغب فيها ليحضرها شريكها الذكر، وأجرى باحثون من جامعة فيكتوريا في ويلينغتون في نيوزيلندا دراسة عن مجموعة من عصافير أبو الحناء في الجزيرة الشمالية مقرها في زيلانديا، لمعرفة ما إذا كان الذكر سيمكنه جلب الطعام الذي ترغب فيه شريكته أثناء عملية التكاثر.
ولمعرفة ذلك، تم اختبار 16 زوجًا من عصافير أبو الحناء في نيوزلندا، بعد أن وضعت الإناث البيض، وتبين أنه تم تغذية الإناث إما بالديدان أو ديدان الشمع ثم إعطائهم الاختيار بينيرقات الحشرات لهذين النوعين، وبعد أن تناولت الإناث نوع واحد من الحشرات فضلن تناول النوع الآخر عند إعطائهن الخيار، ما يعني أن الإناث كانت أكثر عرضة للرغبة في نوع من المواد الغذائية التي لم تأكلها مؤخرًا.
واختبر الباحثون، ما إن كان الذكر سيكون قادرًا على اختيار مصدر الغذاء المفضل لشريكته بشكل صحيح، وتم السماح لمجموعة واحدة من الذكور بمشاهدة عملية التغذية بينما تم منع المجموعة الثانية، وتبين أن الذكور اختاروا الطعام الصحيح حتى إذا لم يروا عملية التغذية.
وتشير النتائج، إلى أن الذكور تمكنوا من قراءة لغة جسد شركائهم واستخدامها كدليل، وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة راشيل شو: "عصافير أبو الحناء يكون لها شريكة واحدة وتتقاسم المواد الغذائية، وبالتالي كانت مثالية لتلك التجربة، ووجدنا أن الذكر يلبي بشكل مناسب رغبة شريكته حتى عندما كان سلوك الأنثى هو الدليل الوحيد المتاح لدى الذكر على خياراتها، ما يشير إلى أن الإناث يمكنها الإشارة لشريكها برغبتها ويتمكن الذكر من الاستجابة لتلك الرغبات".
وبينت الدكتورة شو، أن تلك النتيجة تثير احتمال أن تكون الأنواع الأخرى قادرة على القيام بنفس الشئ، مضيفة " في العديد من الأنواع يعد تقاسم الغذاء من قبل الذكور أمرًا حيويًا لمساعدة الإناث على تعويض التكاليف الحيوية للتكاثر مثل وضع البيض والحضانة، وتعد قدرة الذكر على إعطاء شريكته ما تريد عاملًا هامًا على نجاح الزوجين معًا مع التأثير على بقائهما معًا، ويفتح ذلك مجالًا هامًا للأبحاث المستقبلية"، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Scientific Reports.