واشنطن - المغرب اليوم
اكتشف علماء مجموعة من كائنات متماثلة الأرجل عملاقة تعيش في أعماق المحيط تصل إلى أكثر من الطول المتوقع لها حيث يصل طولها في العادة إلى 30 سم، في حين أن تلك التي شوهدت بحجم كرة القدم الأمريكية. وجاءت هذه المشاهدة خلال عملية اسقاط لجسدي تماسيح ميتة في المحيط، لمعرفة الآلية التي يتم بها التخلص من أجساد تلك التماسيح في الطبيعة. وتعتبر التماسيح من الكائنات المفترسة التي تملك هيبة طيلة فترة حياتها، ولكن كغيرها من المفترسات البرمائية تعود عند الموت إلى أعماق المياه لتصبح جزءً من السلسلة الغذائية.في سياق متصل تعرض الباحثون للدهشة خلال عملية اسقاط الطعام فكما باقي المخلوقات التي تعيش في البحر أصبحت جثث التماسيح وليمة شهية لسراب من الحشرات البحرية التي تدعى متماثلات الأرجل Isopods. وشاهد العلماء بعد عملية الإسقاط أسراب من متماثلات الأرجل تتجمع لتنظيف الفوضى التي أحدثتها أجساد التماسيح فور وصولها إلى قاع المحيط.
وتعتبر متماثلات الأرجل واحدة من المخلوقات التي تعمل على تنظيف فضلات البحر، ويطلق عليها اسم عاملات النظافة، وهي تشبه إلى حد كبير حشرة الأرماديلا التي تعيش على اليابسة وكان يعتقد أنهما بنفس الحجم تقريباً. ووفقاً للعلماء التشابه ليس صدفة فكلا الفصيلتين تأتيان من نفس الرتبة الحيوانية، ويعتبر أحد الاختلافات الجوهرية بينهم إلى جانب الحجم أن متماثلات الأرجل مخلوقات لا تشبع.
فقد لاحظ العلماء خلال عملية اسقاط الطعام أن بعض من تلك المخلوقات استمرت في التهام الطعام حتى لم تعد قادرة على الحركة تقريبًا. وتستخدم تلك الكائنات اسلوب استهلاك كميات فاحشة من الطعام كأداة بيولوجية تساعدها على البقاء حية لفترات طويلة من الزمن لحين الحصول على وجبات دسمة ونادرة. وتحتوي أجسامها بشكل أساسي على خليط من الدهون، وهو ما يسمح لها بتخزين الطاقة لفترات طويلة حتى يتثنى لها الحصول على وجبات دسمة، فتدخل في فترة تشبه الصوم إلى مدة تبدأ من شهر وتصل لسنة.وفي حادث اعتبره العلماء صادما بقي أحد مخلوقات الإيزوبود عالقاً لمدة خمس سنوات كاملة بدون طعام قبل أن يموت.
ومؤخراً، صرح العلماء أن مخلوقات “الأيزوبود” لم تكن مجرد كائنات مفترسة، بل أنها فعالة ومفيدة للغاية في حماية الطبيعة، واستمرار اتصال السلسلة الغذائية، وذلك بعد مشاهدتهم لطريقة اختراق فكوكهم لجلد التماسيح؛ حتى وصلوا إلى العظام لإتمام عملية التنظيف. ويعتقد الخبراء أن عملية التخلص من نصف أجساد التماسيح سوف تأخذ ما يقارب شهرين على الأقل، وحتى تلك الأثناء سيستمر العلماء في مراقبة عاملي النظافة خلال قيامهم بعملهم، متوقعين انضمام مجموعات جديدة من الكائنات المحللة إلى حفلة الطعام تلك،” مثل نوع من الديدان يعمل على التخلص من العظام”.
قد يهمك ايضا :
دراسة تكشّف أن التماسيح المعاصرة لا تشبه أسلافها المنقرضة منذ 200 مليون عام
كيف تُنقذ التماسيح نفسها حال تجمد المياه في الطقس شديد البرودة