الرباط - المغرب اليوم
نفق سادس حوت عنبر على أحد الشواطئ البريطانية ليرتفع إلى 30 عدد هذه الحيتان التي جرفتها التيارات البحرية وتقطعت بها السبل ثم نفقت في المياه الضحلة على سواحل بحر الشمال خلال الثلاثين يوما الأخيرة.
وأخذ علماء أمراض الكائنات البحرية عينات من جيفة الحوت في منطقة على رمال الشاطئ فيما قالوا إن من السابق لأوانه التعرف على أسباب توجه الكثير من حيتان العنبر إلى منطقة غير معروفة لها من بحر الشمال.
ومنذ منتصف يناير كانون الثاني الماضي نفق 29 من حيتان العنبر على الشواطئ في كل من هولندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ويرى خبراء انها تنتمي جميعا لقطيع واحد من الحيتان اليافعة التي تهاجر جنوبا قادمة من مياه شبه قطبية.
وقال ستيفن مارتش مدير عمليات إنقاذ الحياة البحرية بجمعية الغواصين البريطانية "لدينا الآن عدد كبير من الحيتان اليافعة لكنها قضت وقتا طويلا كي تتخذ مسارا خاطئا إلى بحر الشمال. وكان يتعين عليها أن تتجه إلى الغرب قليلا في المياه المفتوحة بالمحيط الاطلسي".
ومن الشائع تاريخيا أن تتقطع السبل بقطعان من حيتان العنبر في المنطقة وترجع هذه الظاهرة إلى القرن السادس عشر. وفي ستينات القرن الثامن عشر سبحت حيتان طول الواحد منها 15 مترا ويزن 35 طنا إلى مياه نهر التيمس ببريطانيا قبل نفوقها.
ومنذ بداية القرن التاسع عشر وحتى وقتنا هذا شاعت أنشطة صيد الحيتان ولم تتكرر مثل هذه الحوادث.
يقول خبراء إن تقطع السبل بحيتان العنبر على هذه الشواطئ قد يكون علامة على زيادة عددها في أعقاب إجراءات الحفاظ عنها التي بدأت في ثمانينات القرن الماضي بعد أن صنفت السلطات المعنية بالحفاظ على البيئة حيتان العنبر بأنها معرضة للخطر.
وقال بول جيبسون الباحث في معهد علوم الحيوان بلندن "من الممكن أن نرى المزيد من حيتان العنبر وقد تقطعت بها السبل على شواطئ بحر الشمال مستقبلا كما قد نشهد وجودها بأعداد كبيرة إذا زاد عددها".
ومن الصعب اعادة تعويم هذه الثدييات البحرية نظرا لضخامة حجمها وغالبا ما تصاب بفشل سريع في وظائف أعضاء الجسم وتنفق خلال 24 ساعة.
ولن يتسنى معرفة السبب الحقيقي للنفوق بعد أخذ عينات من أنسجة الحيتان إلا بعد بضعة أشهر ويقول الخبراء إنه من الصعب معرفة سبب اتجاه الحيتان إلى منطقة بحر الشمال.