الرئيسية » تحقيقات

واشنطن ـ وكالات

كثيرا ما تتخوف الفتيات والنساء اللاتي يعملن على خفض وزنهن عبر نهج نظام الحمية الغذائية من ارتفاع وزنهن مرة أخرى وقد يصبن نتيجة ذلك بمرض فقدان الشهية العصبي، الذي قد يساهم في الاكتئاب والانتحار وبالتالي إلى الموت. تتسلل هانا إس خارجة من المبني الذي يقع به نادي "مركز بون لاضطرابات الأكل"، إذ لا ترغب الشابة البالغة من العمر 31 عاما أن يراها أحد. وهي تخشى أن يعرف أحد أن لديها مشاكل نفسية مع الطعام. فمنذ أكثر من 16 عاما  تعاني هانا من مرض البوليميا أو الشره في الأكل. بدأ الأمر في سن بلوغها، حيث ازداد وزنها في الوقت الذي كانت تريد فيه أن تحافظ على رشاقتها. فقامت باتباع نظام غذائي، وانخفض وزنها ولكنه عاد للزيادة مرة أخرى. إنه أمر لم ترغب الشابة الطموحة من تقبله. لذلك كانت تضع إصبعها في حلقها بعد تناول وجبات الطعام: "كنت أشعر أنني قوية، وأن كل شيء تحت السيطرة، وكان  بإمكاني أن أتوقف عن التقيئ، ولكني كنت أخدع نفسي." منذ ذلك الحين تصنف هانا المواد الغذائية إلى أطعمة جيدة وأخرى سيئة، ولكنها حتى الآن لا تستطيع مقاومة الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، وعندما تكون تعبانة أو غاضبة أو حزينة فإنها تلجأ إلى الأكل. خاصة أمام الشيكولاتة تكون عزيمتها ضعيفة حيث تقوم بالتهامها من دون حسيب ولا رقيب. بعدها يتملكها شعور طيب، ولكن هذا الشعور لا يدوم طويلا. فسرعان ما تشعر بتأنيب الضمير بسبب ما التهمته من كميات السعرات الحرارية. وأسوأ شيء يمكن أن تتخيله هو الزيادة في الوزن. وللتحقق من ذلك تسرع للوقوف على الميزان بعد كل وجبة ثم تبحث عن المرحاض كي تتقيأ ما التهمته من طعام. وأصبح هذا السلوك من الطقوس القهرية ويتكرر إلى نحو 30 مرة يوميا. فلم يعد بإمكانها التفكير في شيء آخر عدا تناول الطعام، وتحاول هانا أن تخفي معاناتها عن محيطها الاجتماعي. فقدت هانا اهتمامها بهذا المحيط وبدأت تعيش منعزلة جدا. وتكلفها هذه المعانات مصاريف كثيرة. إذ يجب عليها كل يوم أن تشتري أطعمة ينتهي مطافها عبر التقيئ. بالنسبة لزملائها تبدو هانا لطيفة وواثقة من نفسها ولكنها تشعر داخليا بضعفها. وسريعا ما يظهر تأثير الإضطراب النفسي على صحتها. فبعد نوبات شره الأكل والتقيء تتعرض هانا إلى صدمة نقص سكر الدم فترتجف جميع أوصالها. ولأن دماغها يعاني من نقص في الكربوهيدرات، فإنها تكون عاجزة عن التفكير بوضوح. خلال أزماتها تفقد هانا ثقتها بطبيبها الخاص الذي أعطاها رقم هاتف مركز النصح والإرشاد في بون. تعمل أنيته ليملر-لاوارباخ منذ اثني عشر عاما كمتطوعة في مركز بون لعلاج اضطرابات الطعام النفسية، ويقدم المركز المشورة الشخصية، أيضا عبر الهاتف، كما يوفر فرص العلاج للمصابين. وتشير التقديرات إلى أن واحدا في المئة من الفتيات والسيدات بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين من العمر مصابات بهذا النوع من فقدان الشهية ، أو ما يعرف بـAnorexia، و أن ما بين 2.5 إلى 5 في المأئة منهن تعانين من الشره المرضي أو بما يعرف Bulimia. يلاحظ ارتفاع مستوى الإصابة بمرض الشره المرضي بشكل كبير، وذلك لأن الفتيات والسيدات المصابات لا تقل أوزانهن بشكل ملحوظ مثلما يحدث مع مرض فقدان الشهية العصبي. وترجع أسباب فقدان الرغبة في الطعام أوالقيء القسري إلى عوامل كثيرة. وهي ما تعرف في الأوساط المهنية المتخصصة باسم  "المسببات البيولوجية النفسية الاجتماعية"، وتصف خبيرة علم النفس بدايات المرض قائلة: "السبب هو الضغوط الاجتماعية، التي تؤدي إلى الهوس بالرشاقة والشعور بضغط الأقران من بين الفتيات في المدارس مما يؤدي إلى الهوس بنهج نظام لإنقاص الوزن، ولكن الفتيات اللاتي يتمتعن وضع نفسي مستقر فإنهن لا تعانين بالضرورة من اضطرابات الأكل النفسية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أميركية تتزوج من روبوت محادثة مصنوعا بالذكاء الاصطناعي
إرتفاع أسعار الحليب المخصص للرضع في المغرب بسبب جشع…
إيران تقر قانوناً لحماية النساء من الإساءة الجسدية والنفسية
5 آلاف امرأة يرفعن قضية جماعية ضد شركة أميركية…
إيران تبدأ بأولى عمليات التوقيف المرتبطة بتسمم طالبات المدارس

اخر الاخبار

سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
أزمة جديدة تُعيق عودة هاني سلامة للسينما
أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
عمرو دياب يحيي حفلاً أسطورياً في القرية الذكية بمصر…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة