دمشق ـ وكالات
تكثف حضور المرأة السورية في الأنشطة العسكرية مع اتجاه الحرب السورية إلى عامها الثالث في كلا طرفي الصراع، فمن جهة المؤيدة لبشار الأسد نظمت ميليشيا نسائية أطلق عليها رسمياً اسم «اللبوات»، ومهمتها حراسة نقاط التفتيش وإدارة العمليات الأمنية، وذلك لمساعدة جيش النظام. ومن جهة المعارضة، برز دور المرأة في تهريب السلاح والقتال في بعض الأحيان جنباً إلى جنب مع الرجال وحتى تشكيل كتائب خاصة بهن، وذكر مؤسس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا رامي عبدالرحمن، أن النساء يشغلن مناصب سواء على جبهة القتال أو خلف خطوط المواجهة، «نرى نساء المتمردين يقاتلون في المناطق الكردية وحلب وحمص». وأضاف السيد عبدالرحمن: «دون شك، هناك عديد من النساء المشاركات»، مبيناً أن النساء يشاركن الآن في القتال والخدمات اللوجستية العسكرية، وإن أعدادهن تفوق خمسة آلاف امرأة، ولكن لا يمكن معرفة العدد بدقة بسبب الوضع الخطير والفوضى. وأكد أحد كبار قادة الجيش السوري الحر -فضل عدم نشر اسمه- لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه تم تشكيل عدة ألوية نسائية في الأشهر الأخيرة، مبيناً أن النظام السوري قام بنفس الشيء. وفي حين يُثني بعض المتمردين على مشاركة النساء، مازال هناك البعض ممن يعترضون على مشاركتهن في ساحات المعركة. وقال عبدالرحمن إن هناك سوابق لوجود الإناث المحاربات في الإسلام، ولكن أعدادهن قليلة، وبالتالي فإن التحيز نابع من الثقافة المحلية أكثر من الدين: «فكرة أن دور المرأة هو الاهتمام بشؤون البيت وليس القتال». ويعدّ وجود النساء عنصراً مهماً في الحرب الأهلية السورية وفقاً لرأي مختلف القادة والسياسيين المعارضين والصحفيين وعمال الإغاثة والناشطين، حيث تسعى النساء من الجانبين للحصول على أدوار عسكرية أكبر، وتبحثن عن طرق كسر الحواجز الثقافية التي تمنعهم من ساحة المعركة. في المرحلة السلمية الأولى من الانتفاضة قامت النساء بتنظيم وقيادة المظاهرات. ولكن مع زيادة وطأة الحرب شاركت المرأة من جميع الأعمار والخلفيات الاجتماعية في الاستخبارات والمهام الأمنية والدعم اللوجستي الذي يعتمد على تقديم الذخيرة والمال والأسلحة والمساعدات الطبية والمواد الغذائية والملابس للمقاتلين، كما عملن في بعض مكاتب التنسيق في كتائب الجيش السوري الحر.