الرئيسية » نفط وبتروكيماويات

الجزائر ـ وكالات

فى ظل نمو الإنفاق الاجتماعى فى الجزائر، وتراجع إنتاج النفط، وانخفاض سعر الغاز الطبيعى، مصدر الإيرادات الرئيسى، انضمت البلاد فى هدوء إلى صقور الأسعار فى أوبك إيران وفنزويلا. ومن المتوقع ألا تغير منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مستوى الإنتاج الرسمى فى الاجتماع الذى تعقده غدا، الأربعاء، لكن إذا دعا أحد لخفض الإنتاج لدعم الأسعار فمن المرجح أن تكون الجزائر. وحين اختلفت الدول الأعضاء فى أوبك بشأن سياسة الإنتاج العام الماضى قاد وزير الطاقة الجزائرى يوسف يوسفى الجبهة المعارضة للاقتراح السعودى بزيادة الإنتاج. وقال عبد الرحمن مبتول، المستشار السابق بوزارة الطاقة الجزائرية، "ليس أمام الجزائر خيار سوى الدفاع عن سياسة تدعم الأسعار المرتفعة داخل أوبك". وتابع "زادت المصروفات بشدة فى السنوات القليلة الماضية، ولنتذكر أن الجزائر بلد منتج للغاز، وليس بلدا نفطيا. وسعر الغاز ينخفض ولا يرتفع". وتطور هذا الموقف المؤيد للأسعار المرتفعة، مع فشل محاولات لتنويع الاقتصاد الجزائرى بعيدا عن النفط والغاز ومع زيادة الإنفاق الاجتماعى للحيلولة دون امتداد ثورات الربيع العربى إلى البلاد. وقال مسؤول كبير سابق فى الحكومة الجزائرية "بسبب ما حدث فى المنطقة لا بد من تلبية المطالب الاجتماعية بالحصول على السكن والرعاية الصحية لذلك تحتاج الجزائر قطعا لإيرادات أكثر، كل عام سيحتاجون المزيد والمزيد". وتتجاوز نسبة البطالة بين الشبان فى الجزائر 20%، وهزت البلاد موجة من الاحتجاجات المطالبة بزيادة الأجور، وتحسين ظروف المعيشة عام 2011، مما دفع الحكومة لإنفاق مليارات الدولارات لتهدئة المعارضة. وبالرغم من أن كل الدول الأعضاء فى أوبك تريد إلى حد ما أسعارا مرتفعة للنفط الذى بلغ الآن 108 دولارات للبرميل، إلا أن نسبة اعتماد الجزائر على النفط من أعلى النسب، فالنفط والغاز يشكلان نحو 97% من صادراتها. وتضخ الجزائر 1.2 مليون برميل يوميا فقط من إجمالى إنتاج أوبك البالغ 31 مليون برميل يوميا. وتحتاج الجزائر إلى 121 دولارا لبرميل النفط لتتعادل مصروفاتها مع إيراداتها وفقا لتقدير صندوق النقد الدولى فى نوفمبر تشرين الثانى. وهى بذلك فى المرتبة الثانية بعد إيران التى تحتاج 134 دولارا للبرميل، ويقدر صندوق النقد الدولى السعر الذى تحتاجه السعودية أكبر منتج فى المنظمة لتحقيق التعادل فى الميزانية بأقل من 80 دولارا. ووزير الطاقة الجزائرى ليس غريبا على السياسة داخل أوبك. ففى فترة سابقة كان فيها وزيرا للطاقة أيضا عام 1999 كان يوسفى الجندى المجهول فى عملية إنقاذ سوق النفط التى قامت بها أوبك حيث عمل وراء الكواليس، لتنسيق تخفيضات فى الإمدادات انتشلت سعر النفط من مستويات منخفضة للغاية. وينأى يوسفى بنفسه عن وسائل الإعلام خلافا لسلفه شكيب خليل الذى حل يوسفى محله عام 2010. وقال المسؤول السابق فى الحكومة الجزائرية إن تباين أسلوب الوزيرين ربما جعل البعض يبالغ فى تقدير ميل الجزائر إلى الأسعار المرتفعة. وتواجه صناعة النفط والغاز الجزائرية عددا من التحديات. فنظرا لأن الجزائر مصدر كبير للغاز فهى تحتاج أسعارا قوية للنفط؛ لأن عقودها للغاز مرتبطة بالنفط. وتتعرض أسعار الغاز لضغوط فى بعض الأسواق بسبب ارتفاع المعروض وبطء النمو الاقتصادى. ولم تتمكن الجزائر من وقف التراجع البطىء فى إنتاج النفط الذى بدأ عام 2007 من ذروة بلغت 1.37 مليون برميل يوميا. وبلغ الإنتاج فى حقلين رئيسيين هما حاسى الرمل للغاز وحاسى مسعود للنفط أقصى ما يمكن ولم يتم إطلاق مشروعات تنقيب كبيرة لأن الشركات الأجنبية التى تشكو من الشروط المالية الصعبة تحجم عن المشاركة فى جولات التراخيص. وتأمل الجزائر فى معالجة الوضع من خلال ربط الضرائب على شركات الطاقة الأجنبية بأرباحها بدلا من مبيعاتها، وفقا لما أظهرته مسودة تعديلات لقانون النفط والغاز. ومما زاد الطين بلة أن خام النفط الجزائرى مزيج صحارى فقد جزءا من علاوته السعرية لأن الولايات المتحدة، وهى مشتر رئيسى خفضت وارداتها بسبب زيادة إنتاجها المحلى من النفط الصخرى. وهبط مزيج صحارى ليسجل خصما قدره 3.30 دولار للبرميل عن سعر خام برنت فى يونيو، وهو أدنى مستوى للخام الجزائرى منذ 2003 على الأقل، لكنه تعافى بعد ذلك ليسجل علاوة سعرية قدرها 60 سنتا تقريبا. وقال أرسلان شيخاوى، وهو محلل اقتصادى يدير شركة استشارات، "بما أن هذا مصدر إيراداتنا الرئيسى والجزائر تحتاج لمواصلة الاستثمار فى مشروعات التنمية، فإن ذلك يشكل ضغوطا للمطالبة بأسعار أعلى".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تقرير اقتصادي دولي يتوقع زيادات في الأسعار الفورية للغاز…
ارتفاع مخزونات النفط الخام بأميركا وتراجع مخزونات البنزين
أهم فوائد استخدام الذكاء الاصطناعى هي تحسين كفاءة الإنتاج…
انخفاض أسعار النفط وخام برنت يسجل 71.85 دولار للبرميل
أسعار النفط تواصل انخفاضها خلال تعاملات الإثنين المبكرة

اخر الاخبار

سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
أزمة جديدة تُعيق عودة هاني سلامة للسينما
أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
عمرو دياب يحيي حفلاً أسطورياً في القرية الذكية بمصر…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة

النفط يصعد وسط مخاوف من احتكاك إسرائيلي إيراني وإعصار…
أسعار النفط تهبط رغم مخاوف صراع الشرق الأوسط
ارتفاع أسعار النفط بشكل طفيف في التعاملات الآسيوية اليوم…
النفط يتراجع بعد بلوغه أعلى مستوى في أكثر من…
النفط يسجل أكبر مكاسب أسبوعية منذ الربع الأول من…