القاهرة ـ خالد حسانين
شهدت مناظرة أقيمت الجمعة بشأن كتاب "سر المعبد" للكاتب ثروت الخرباوي في معرض القاهرة للكتاب اتهامات متبادلة بين مؤلف الكتاب (الإخواني المنشق) ثروت الخرباوي، والباحث ذو الانتماء الإخواني دكتور بهاء الأمير، واتهم الأمير مؤلف لكتاب باختلاق أمور وهمية "تثير الضحك" أحيانًا ولا أساس لها من الصحة بهدف تشوية جماعه الإخوان. وتساءل الباحث المدافع عن جماعة الإخوان لماذا لم يذكر هذا الكلام أو ينشر كتابه هذا أثناء وجوده في الجماعة وآثر تأجيله حتى يخرج من عباءة الإخوان؟ المعروف أن هذا الكتاب أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والثقافية في مصر لأنه يُعتبر من وجهه نظر البعض شهادة من داخل البيت، بشأن ممارسات جماعة الإخوان وأفكارهم المتطرفة والتوسُّعية في حين يراه الإخوان محض افتراء وأوهام. وكان من المتابعين للندوة العديد من المنتمين إلى للتيار الليبرالي، وقليل ممن أشادوا تصفيقًا بحديث الطرف الإخواني وأدراها الكاتب حلمي النمنم. بدأت المناظرة بهجوم شديد من الباحث الإخواني بهاء الأمير الذي قال بسخرية "لقد بهرني الأستاذ الخرباوي بأسلوبة الشيق وطريقة عرضه، والأسلوب الروائي الذي اتبعه في الكتابة، لكنني عندما أصل للنهاية أكاد أسقط من الضحك لعدم وجود حقيقة أو مصادر وأسانيد في ما يقول"، وذكر أن هناك كلام كثير داخل الكتاب لا أساس له وخاصة موضوع الماسونية وعلاقتها بالاخوان، وتساءل "من أين أتى المؤلف بهذا الكلام؟ كما أن الشيخ الغزالي الذي ذكره في بعض الأحيان لا يُعد مصدرًا يُعتد به أو مرجعًا يُمكن الرجوع إليه فيما يقول باعتباره غير متخصص. وقال الباحث الإخواني"أدهشني في عنوانه (ماسيو إخوانية) واستناده في تاريخ الماسونية إلى شاهين ماركاريوسوكما، ومن المعروف أنَّ كثير من كتاب الماسونية يتجهون نحو التضليل، وفي حديثة عن "مثلث برمودا" أتساءل كيف اهتدى إلى سِر الجماعة من خلال كتاب أسطورة الماسونية، وحديثه أن الماسونية ثلاث درجات، أقول له إنَّ الماسونية تنظيم معقد جدًا وأؤكد أن معلوماته خاطئة، فإن أهم مذاهب الماسونية هو المذهب الاسكتلندي ولايوجد تشابه بين الإخوان والماسونية مطلقًا، ويقول أيضًا في الكتاب إنَّ درجة الأستاذ أعلى درجات الماسونية وهذا خطأ كبير لأن أعلى درجة هي المفتش العام، كما أنَّ الأستاذية في الإخوان ليست درجة بل غاية وفي آخر فصول الكتاب صفحة 113 قال إنَّ الجماعة تُخفي السر وأبواب الكهف مغلقة في وجه العالم، وأن هناك تشابهًا بين رمز الجماعة ورمز الماسونية بأنَّها خمس نقاط وهو ليس صحيحًا لأن رمز الجماعة سداسي" وقام الباحث بعرض رسومات تشير إلى الاختلافات من وجهة نظره. وجاء دور المؤلف ليقوم بالرد فبدأ حديثه قائلًا: لم أضع هذا الكتاب ليكون ميثاقًا أو قرآنًا بل هناك من سيقيبه ومن سيرفضه وعلى من يقرأ أن يبحث ولاتقولوا إن كله حقيقة ولاترفضه فالكتاب صار ملكًا للقارئ هذه تجربتي الإنسانية وهي تضيف لنا ولا تخصم منا وأقول إنَّ أروع يوم في حياتي عندما دخلت جماعة الإخوان وأروع يوم أيضًا عندما خرجت من الجماعة، مضيفًا: لقد تأثرت بكتاب "آثرت الحرية" للكاتب الروسي كارفنشنكو والذي ساهم في الثورة الروسية ولجأ للغرب ليعلن أنَّه آثر الحرية وكان يرى أن الشيوعية هي أروع مايمكن ثم الكتشف العكس بعد أن عاش التجربة واقترب منها كثيرًا فلم يستطع أن يستمر فلجأ للغرب وقدم كتابه الرائع "آثرت الحرية" والذي حصل بسببه على جائزة نوبل واغتيل على يد المخابرات الروسية بعد ذلك. وأضاف: أنا لم أكتب لأفضح الإخوان لأنِّي لم أتطرق لأمور شخصية؛ فما أقوله أعتقد أنَّه صحيحًا والإخوان فيهم الجيد والسيء واعتقد أنَّكم تعلمون أنني محامي وأربح أموالًا طائلة فلست بحاجة للمال كما أنني لست بحاجة للشهرة فالرجال يُعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال لذلك كتبت هذا الكتاب. وحُبِّي للإخوان موجود في أول صفحات الكتاب عندما رأيت التلمساني وعبدالمنعم أبو الفتوح يواجهون السادات في عزِّ قوته فبهرتني قوة الإخوان أبهرتني حكمتهم في بعض الأحيان من خلال بعض رموزهم وقال إنَّ الإخوان أخذوا من الماسونية. وبشأن حسن البنا قال إنَّه كان يحلم أن يكون زعيمًا للخلافة الإسلامية ونهضت في عقلة إقامة دولة الخلافة الإسلامية وإن مصر ليست فيها إسلام كامل. وأضاف أنَّ حسن البنا بشر يمكن أن يخطئ وهو الأمر الذي يرفضة الإخوان ويعتبرون رموزهم لا يخطئون أبدًا وهو كان ذكيًا جدًا ومؤثرًا فيمن حوله وجاذب للناس لكنة بشر في النهاية. وعن الإخوان يقول إنَّهم للأسف يغيرون كلامهم ومواقفهم باستمرار بل أن إبن حسن البنا قال إنَّ أباه لم يقع في الخطأ فهو بشر فلا يوجد إنسان كامل بل إنَّه كانت لدية أفكار تكفيرية في حين أنَّ سيد قطب قام بتكفير الجميع ولديه نظرية تكفيرية شاملة، ونتذكر أنَّ للبنا مقولة معروفة أن يقاطع الإخوان مؤسسات الدولة والقضاء التي لاتحكم بأمر الله أو التي تقف ضد المشروع الإسلامي وهذا كلام حسن البنا في فصل التعليم، والجميع يعرفه فهل نأخذ هذا الكلام دون أن نناقشه أم أنه قرآن منزل؟ وهل يعتبر جريمة أن تنتقد حسن البنا؟ ألا نتذكر المرأة التي جاءت تناقش عمر بن الخطاب وقال أصابت امرأة وأخطأ عمر ولم يقم اي من الصحابة ليعترض او يتعرض لتلك المرأة. وأضاف: بالنسبة لموضوع الماسونية فلدي الكتاب الأصلي الذي صدر في أواخر القرن التاسع عشر بشأن فكرة التنظيم وضرورة أن يكون تنظيمًا قويًا وقلت إنَّ البنا يمكن أن يكون صادف فكرة وشاهدها ولم يتأثر بها، وإنَّما شاهد البناء وتأثير البناء التنظيمي ولا ننسى تفاصيل الغرفة المظلمة والقناع وأشياء كثيرة بها تشابه وأقول ابحثوا عن أوجة التشابه هل تدلكم على شيء وقد حدث اختراق من الماسونية للإخوان وسيد قطب قي في مقال له : لقد ولدت لأكون ماسونيًا وأنا ماسوني حتي النخاع ولم أقل انا هذا الكلام. وانتهت الندوة ولكن الجدل الذي يثيرة الكتاب لم ينته