بغداد ـ وكالات
منزل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب سيتحول قريبا إلى متحف مفتوح لمعجبيه بقرية جيكور في البصرة، وتأتي هذه الخطوة بعد عقود من قلة الاهتمام بالثقافة والمثقفين من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة.شرع مجلس محافظة البصرة بتحويل منزل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في قرية جيكور إلى متحف، حيث سيتمكن معجبوه من الاقتراب أكثر من إبداعاته وبعض تفاصيل حياته الخاصة. وهي خطوة أثارت إعجاب الكثير من المبدعين العراقيين الذين طالبوا السلطات بالمزيد من الاهتمام برموز البلد.ويعتبر السياب -المولود عام 1926- أحد مؤسسي مدرسة الشعر الحر التي أدخلت الحداثة على الشعر العربي، وتغنى كثيرا بالقرية التي عاش فيها فقيرا ومحروما، مما انعكس على شعره الذي اتخذ طابعا ثوريا.وبهذه المناسبة، قال الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب ألفريد سمعان إن تحويل منزل السياب الذي كرس حياته للإبداع وتطوير الشعر العربي إلى متحف يزار من قبل الآخرين هو شيء عظيم جدا، ويعبر عن اعتزاز العراقيين بالأدب والفكر، خصوصا أن البصرة التي نمت شاعريته فيها سبق أن احتضنت تمثالا له.وأوضح سمعان في حديثه للجزيرة نت أن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ العهد الملكي إلى اليوم لم تكن مهتمة كثيرا بالثقافة والمثقفين، وهذا يزيد من ضرورة تحويل منازل الرموز من شعراء وعلماء وكتاب في كل محافظة إلى متاحف لكي يطلع الناس على آثارهم وإبداعهم. داعيا إلى الاهتمام بمتحف السياب بعد افتتاحه كي لا يتعرض للإهمال كما حدث مع تمثال الشاعر معروف الرصافي.وطالب سمعان بأن تسمى الشوارع والساحات العامة والقاعات بأسماء المبدعين كي يستذكر العالم رموز العراق ويتشجع النشء على الاهتمام بالثقافة والفكر، كما أبدى سمعان استغرابه من عدم قيام جامعة بغداد بإنشاء تماثيل أو متاحف داخل كليات الآداب لرموز الأدب العراقيين.شط العرب حيث تقع مدينة البصرة التي ترعرع السياب في قرية جيكور القريبة منها شط العرب حيث تقع مدينة البصرة التي ترعرع السياب في قرية جيكور القريبة منها ومن جانبه، قال الشاعر محمد حسين آل ياسين للجزيرة نت إن إحياء وتأهيل بيت السياب الواقع على نهر بويب في قرية جيكور وتحويله إلى متحف هو إنجاز رائع، "لأننا نحتفي بآثار مبدعينا الكبار كما تفعل أمم الدنيا التي تعتز برموزها وعمالقتها وبناة حضارتها".ولفت آل ياسين إلى أن مشروع "بغداد عاصمة للثقافة العربية" هو الذي دفع الحكومة العراقية للانتباه إلى الرموز الأدبية والفنية وتحويل بيت السياب إلى متحف، وقال إنه من المفترض أن يفتتح هذا المتحف بدوافع احترام الرموز وإعلاء شأنهم وإعطائهم القدر الذي يستحقونه مقابل مواقفهم وتضحياتهم، كما هو الحال مع ما بذله السياب طوال حياته، بدلا من انتظار المناسبات لتذكر فضلهم.وطالب آل ياسين وزارة الثقافة بتحويل منازل رموز العراق إلى متاحف، مذكراً بمنزل الشاعر الجواهري الذي عرض للبيع والهدم دون أن تتحرك الوزارة لحمايته، كما أبدى تفاؤله من أن تكون هذه الخطوة بداية لإعادة تقدير الرموز.وفي السياق نفسه، قال الشاعر مقداد رحيم للجزيرة نت إن تحويل منزل السياب إلى متحف هو خطوة مهمة لضم أدبه وإنتاجه وأدواته التي كان يستخدمها في مكان واحد، مشيرا إلى أهمية السياب في تاريخ العراق ودوره في إحداث نقلة نوعية في الشعر العربي. وأضاف رحيم أن تحويل منازل المبدعين إلى متاحف هو تقليد معروف في دول العالم، حيث حولت دول الغرب بيوت رموزها إلى متاحف تزار من قبل المهتمين والمؤرخين والنقاد وحتى الساسة، وتعرض فيها أقلامهم التي كانوا يكتبون بها استذكارا لإبداعهم.ورأى أن عدم الاحتفاء بأدواتهم ومساكنهم يدل على عدم اهتمام المجتمع بالثقافة، مشيرا إلى الحاجة الماسة اليوم لإشاعة الثقافة والاهتمام بأصحابها.