الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
- رئيس سوريا بشار الاسد

دمشق - أحمد شالاتي

كان المسؤولون الحكوميون السوريون ومؤيدوهم لا يزالون يؤكدون أن الجيش سيصمد في حماة، حتى مع دخول مقاتلي المعارضة إلى المدينة.

و بعد فترة وجيزة، اعترف الجيش السوري بانسحابه من حماة، متخلياً عن السيطرة على المدينة لأول مرة لصالح فصيل معارض.

بعد الاستيلاء على مدينتين رئيسيتين في غضون أسبوع، تمثّل حمص الهدف التالي للمعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام".


يفرّ عشرات الآلاف من الناس من المدينة متوقعين حدوث ما يبدو أنه سيكون المعركة الكبرى التالية.


المخاطر تفاقمت بشكل كبير بالنسبة للرئيس بشار الأسد وداعمَيْه الرئيسيين، روسيا وإيران.

حمص تُعتبر ذات أهمية استراتيجية أكبر بكثير من حلب أو حماة. فهي تقع على مفترق طرق يؤدي غرباً إلى قلب المناطق الداعمة لعائلة الأسد، وجنوباً نحو العاصمة دمشق.

و بغض النظر عن الاستراتيجية السابقة لـ "هيئة تحرير الشام"، التي أمضت سنوات في بناء قاعدة قوتها في محافظة إدلب الشمالية الغربية، يبدو أن زخم الأسبوع الماضي يقود بشكل لا مفر منه نحو تحدٍ مباشر لحكم الأسد المستمر.

وأكد زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، أن المسلحين يهدفون بالفعل إلى الإطاحة بنظام الأسد.

لذا، يتركز الاهتمام الآن على ما إذا كان الرئيس السوري لديه القدرة على مواجهة هذه المحاولة المتجددة للإطاحة به من السلطة.

الجيش السوري - الذي يتكون في الغالب من مجنّدين - ربما كان ليخسر الحرب منذ سنوات لولا تدخل القوى الخارجية إلى جانب الأسد.

يتقاضى الجنود رواتب منخفضة، ويعانون من نقص في العتاد، وغالبًا ما تكون معنوياتهم منخفضة، حيث مثّل الهروب من الخدمة العسكرية مشكلة طويلة الأمد.

وحين فشل جيش الأسد في الاحتفاظ بحلب ثم حماة، أصدر الرئيس أمراً بزيادة رواتب الجنود بنسبة 50%، لكن من غير المرجّح أن يغير ذلك الوضع.

حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات الإسلامية مع السلطة
قدمت الطائرات الحربية الروسية الدعم للقوات السورية في حماة، لكن ليس بقوة كافية لإحداث تأثير.

نقص الدعم العسكري الروسي الكامل أثار تكهنات بأن موسكو قد تكون أقل قدرة على لعب الدور الحاسم الذي لعبته في سوريا في عام 2015. قد يكون ذلك نتيجة ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا، وهو ما استنزف احتياطيات روسيا من القوى البشرية والمعدات العسكرية.

لكن روسيا لا تزال لديها أسباب قوية للبقاء إلى جانب الأسد. التدخل العسكري الحاسم والشامل للرئيس بوتين، الذي أبقى الرئيس السوري في السلطة عندما كان قريباً من الهزيمة، أظهر فشل الحلفاء الغربيين - وخاصة الولايات المتحدة - في الوفاء بوعودهم بدعم المعارضة.

القاعدة البحرية التي تحتفظ بها روسيا منذ عقود في ميناء طرطوس السوري تمنح موسكو مركزها العسكري الوحيد في البحر الأبيض المتوسط. وإذا تمكن مسلحو المعارضة من السيطرة على حمص، فقد يفتح ذلك طريقاً نحو الساحل السوري؛ مما قد يعرض القاعدة للخطر.

و لا يزال من غير المحتمل ألّا تشعر روسيا بضرورة ملحّة سياسياً واستراتيجياً لإعادة تركيز قوتها النارية باتجاه مسلحي المعارضة في سبيل إبقاء الأسد في السلطة، حتى لو أصبحت مناطق سيطرة الأسد أقل، وتقلّصت بشكل كبير عن الـ 60% التي يسيطر عليها حالياً.

و السؤال الآخر الكبير هو بشأن إيران والميليشيات التي تدعمها - بما في ذلك حزب الله - والخبرة العسكرية التي قدمتها، والتي كانت عنصراً رئيسياً آخر في إبقاء الأسد في السلطة.

و أعلن زعيم حزب الله، نعيم قاسم - الذي تولى القيادة بعد اغتيال إسرائيل لحسن نصر الله - أن الحزب سيقف إلى جانب الحكومة السورية، ضد ما وصفه بالعدوان الجهادي الذي تدبره الولايات المتحدة وإسرائيل.

لكن مع تدمير قيادة الحزب، وانشغال مقاتليه في إعادة تنظيم صفوفهم بعد الهجوم البري والجوي الإسرائيلي عليه في لبنان في الأشهر الأخيرة، قد لا يكون حزب الله قريباً من القوة التي كان عليها عندما قاتل في الخطوط الأمامية ضد فصائل المعارضة السورية.

ومع ذلك، من الواضح أنه لا يزال ملتزماً بلعب دوره، حيث تقول مصادر أمنية في لبنان وسوريا إن قوات النخبة من حزب الله عبرت إلى سوريا واتخذت مواقع في حمص.


أما بالنسبة لطهران، فيبدو أنها تبتعد حالياً عن المواجهات المباشرة والمواجهات بالوكالة في المنطقة، على عكس استراتيجيتها العدوانية أكثر في السنوات القليلة الماضية.

وقد يحدّ ذلك من رغبتها في تقديم الدعم العسكري الكامل للأسد كما فعلت في الماضي.

كانت هناك تكهنات بأن الميليشيات العراقية المدعومة من إيران قد تدخل على خط الصراع، لكن الحكومة العراقية وأحد أبرز الزعماء الشيعة، مقتدى الصدر، حذّرا من ذلك.

تعتمد فرص الأسد في البقاء السياسي ليس فقط على قدرات قواته المسلحة وحلفائه الرئيسيين، ولكن أيضاً على الانقسامات القائمة بين المجموعات المختلفة التي تعارضه.

إلى جانب هيئة تحرير الشام والفصائل من إدلب، هناك القوات الكردية في الشمال الشرقي، والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في الشمال، وجماعات أخرى لا تزال تملك بعض النفوذ في مناطق مختلفة من البلاد.

من بينها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي قد يستغل الصراع الأخير لمحاولة تحقيق مكاسب تتجاوز المناطق الصحراوية النائية، حيث لا يزال له موطئ قدم.


فشل فصائل المعارضة في الاتحاد فيما بينها كان أحد العوامل الرئيسية في بقاء الأسد. ويأمل الأسد ومؤيدوه أن تتكرر الأحداث بنفس الطريقة مرة أخرى.

في الوقت الحالي، يبدو أن دعم الرئيس السوري كأقل الخيارات سوءًا لا يزال قائماً بين أقليات عدة في سوريا، بما في ذلك بالطبع الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

فهذه الأقليات تخشى ما تراه قوة من الجهاديين تستولي على مدنهم وبلداتهم. وقد تكون هيئة تحرير الشام قد تخلت عن انتمائها السابق لتنظيم القاعدة، لكن الكثيرين لا يزالون يرونها منظمة متطرفة.

في النهاية، يبدو أن مصير الأسد يعتمد بشكل كبير على ما يقرره اللاعبون الخارجيون الرئيسيون في سوريا.

توصلت روسيا وإيران وتركيا إلى اتفاقات من قبل بشأن مناطق الصراع في سوريا، لا سيما في إدلب قبل أربع سنوات، لكن التصعيد المفاجئ والسريع في سوريا صدمهم جميعاً.

وقد يضطرون في وقت قريب إلى إعادة تقييم الأمور واتخاذ قرار بشأن ما يناسب مصالحهم: سوريا مع الأسد أو بدونه.

قد يهمك أيضا:

الرئيسان الروسي والسوري يناقشان الوضع في الشرق الأوسط واحتمال عقد اجتماع بين الأسد وأردوغان

سوريا تٌعلن وفاة المستشارة في رئاسة الجمهورية لونا الشبل إثر تعرضها لحادث سيّر في دمشق

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بيان مصري قطري أميركي للإعلان عن سريان اتفاق غزة…
استعدادات في غزة وإسرائيل لوقف النار وحماس تطلب مهلة…
توقيف يون سوك يول بعد تحصنه بمقره الرئاسي على…
تفاؤل حذر من الفلسطينيين والإسرائيليين حول قرب إبرام اتفاق…
غارة دامية على جنين بالتزامن مع ترقب نتائج مفاوضات…

اخر الاخبار

رئيس حركة "حماس" في غزة خليل الحية يؤكد أن…
رئيس إسرائيل يؤكد أن اتفاق الهدنة هو الخيار الصحيح…
وزير العدل المغربي يستعرض مشروع التقرير الدوري الخامس حول…
الملك الإسباني فيليبي السادس يُؤكد على الطابع الخاص للعلاقات…

فن وموسيقى

فيفي عبده تُلمّح بالتفكير في الاعتزال وتتحدث عن أسرار…
خالد النبوي يكشف لأول مرة عن الفترة الصعبة التي…
المغربية سميرة سعيد تسّتعيد ذكريات طفولتها وشغف البدايات بفيديو…
المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…

أخبار النجوم

غادة عادل تتعاقد على بطولة مسلسل اللمبة الزرقاء لرمضان…
ريهام عبد الغفور تُواجه خطر الاستبعاد من دراما رمضان…
محمد سعد يكشف أسباب إلغاء مشروعه مع محمد سامي
حسين الجسمي يُعبر عن سعادته الكبيرة بالمشاركة بحفل أسطوري…

رياضة

تركي آل الشيخ يُثير التكهنات بشأن وجهة اللاعب محمد…
كريستيانو رونالدو يضع شروطاً حاسمة من أجل تجديد تعاقده…
المغربي حكيم زياش يمنح موافقة أولية للانتقال إلى الفتح…
غلطة سراي يُحدد 2.7 مليون يورو لإنهاء عقد المغربي…

صحة وتغذية

اختبار دواء يُعالج أشكالاً حادة من العقم عند الرجال
وزير الصحة المغربي يكشف عن استعداد الحكومة لتخفيض أسعار…
فوائد واضرار القهوة السوداء على معدة فارغة وحالات يجب…
المغرب يشهد ارتفاعاً مقلقاً في عدد الوفيات بسبب الإصابة…

الأخبار الأكثر قراءة

جبهة جديدة ضد الجيش السوري في درعا والسويداء والفصائل…
تحالف المعارضة المدنية السودانية يحوّل مقترح تكوين "حكومة منفى"…
إجراءات أمنية لبنانية مشددة على الحدود مع سوريا وإغلاق…
الهدنة في غزّة باتت قريبة بعد موافقة إسرائيل وحماس…
3000 عنصر من حزب الله إلى حمص ودمشق بعد…