الخرطوم - المغرب اليوم
أكّدت مصادر موثوقة عن جهود دولية مكثّفة من إجل إقناع الحكومة السودانية بالموافقة على مشروع للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقالت المصادر إن واشنطن والعديد من العواصم العربية والغربية تواصلت مع قادة الجيش، وطرحت مقترحاً يقضي بوقف إطلاق النار في الفاشر، وإنها مستمرة من أجل اقناع الحكومة بالقبول بالمقترح.
وكان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان قد ذكر تلقيه مطالبات بهدنة في شمال دارفور.
وقال إن قبول المقترح مرهون بفك الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الفاشر، والانسحاب من الخرطوم وشمال وغرب دارفور وتجميع القوات في منطقة محددة.
وظلت مدينة الفاشر تحت حصار قوات الدعم السريع لنحو عام كامل، وتشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش والفصائل المتحالفة معها من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.
وأدى القتال المستمر إلى مقتل مئات السودانيين وتشريد آلاف العائلات من المدينة، التي كانت تعد بمثابة الملاذ الأخير للمدنيين في إقليم دارفور.
و أعلنت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية التي يقودها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك انقسامها لمجموعتين إحداهما رافضة لتشكيل حكومة موازية للحكومة الحالية والأخرى مؤيدة لهذه الخطوة.
وقالت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية في بيان لها إن خلافاً نشب حول مقترح تشكيل حكومة موازية للحكومة السودانية الحالية، مشيرة إلى أنه تقرر فك الارتباط بين المجموعتين لتعمل كل مجموعة تحت منصة واسم جديد.
وتشكلت تنسيقية القوى المدنية المعروفة بـ" تقدم" من قوى سياسية ونقابات مهنية وفصائل مسلحة من أجل إيقاف الحرب وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي.
و تعالت أصوات من داخل التنسيقية تدعوا لتشكيل حكومة موازية للحكومة التي يسيطر عليها الجيش من أجل تقديم الخدمات للسكان في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وحمايتهم.
ورفضت مجموعات فكرة تشكيل الحكومة الموازية باعتبارها حكومة تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، كما أن هناك مخاوف من أن الخطوة ستؤدي إلى تقسيم البلاد.
و أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في اجتماع مع سياسيين أنه سيشكل حكومة "تكنوقراط"، داعياً إلى تقديم الدعم الدبلوماسي للحكومة الجديدة التي يقول إنه يريد تشكيلها بعد استعادة العاصمة الخرطوم من قوات الدعم السريع.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين عن فرار آلاف العائلات من قرية في ولاية شمال دارفور بالسودان، بعد هجوم ألقي باللوم فيه على قوات الدعم السريع.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن "ما يقدر بنحو 8000 أسرة نزحت من قرية سالوما والمنطقة المحيطة بها" جنوب عاصمة الولاية الفاشر يومي الجمعة والسبت.
وأفاد أحمد رجال، المتحدث باسم منظمة المجتمع المدني، تنسيقية دارفور العامة لمخيمات النازحين واللاجئين، بأن قوات الدعم السريع هاجمت سالوما يوم الجمعة، وأحرقت منازل القرية" خلال القتال.
وقد استولت قوات الدعم السريع على معظم دارفور تقريبا في خضم حربها ضد الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023، باستثناء الفاشر التي حاصرتها منذ مايو/أيار.
وكثفت قوات الدعم السريع هجماتها حول الفاشر في الأسابيع الأخيرة، حيث قصفت مخيمات النازحين التي تجتاحها المجاعة، كما قاتلت الفصائل المتحالفة مع الجيش.
وقد أدت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليوناً.
وفي شمال دارفور وحدها، نزح 1.7 مليون سوداني، فيما يواجه مليونان انعدام الأمن الغذائي الشديد، بحسب الأمم المتحدة.
وقد ضربت المجاعة بالفعل ثلاثة مخيمات للنازحين حول الفاشر، وهي مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام، مع توقع بانتشارها إلى خمس مناطق أخرى، منها الفاشر نفسها، بحلول شهر مايو/أيار.
من ناحية أخرى، رصد موقع راديو دبنقا الذي يتخذ من أمستردام مقراً له في التاسع من فبراير/شباط، أن الجيش السوداني تمكن من استعادة السيطرة على منطقة المسعودية جنوب الخرطوم من قوات الدعم السريع، فيما واصل تقدمه نحو العاصمة من عدة اتجاهات.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله، الأحد، أن الجيش سيطر على منطقة المسعودية شمال ولاية الجزيرة، والتي تقع على بعد 21 كيلومترا من العاصمة الخرطوم.
وأضاف أن الجيش سيطر أيضاً على منطقة كافوري مربع 7، إحدى آخر المناطق المتبقية تحت سيطرة قوات الدعم السريع في مدينة بحري شمال الخرطوم.
ويواصل الجيش تقدمه في محور شرق النيل باتجاه جسر سوبا شرق، الذي يربط محلية شرق النيل بالخرطوم، بحسب القوات المسلحة السودانية.
وحقق الجيش في الأسابيع الأخيرة مكاسب استراتيجية ضد قوات الدعم السريع، حيث استولى على أجزاء كبيرة من الخرطوم ومعظم ولايتي الجزيرة وسنار.
يأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس أركان الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان السبت أنه سيشكل حكومة تكنوقراط.
وقالت مصادر عسكرية لرويترز الأحد إنها تتوقع تشكيل حكومة سودانية جديدة بعد اكتمال استعادة الخرطوم.
جاء تصريح البرهان خلال اجتماع للسياسيين المتحالفين مع الجيش في معقل الجيش في بورتسودان يوم السبت الماضي.
وقد استعاد الجيش السوداني في الأسابيع الأخيرة المزيد من الأراضي في العاصمة الخرطوم على عدة محاور، واقترب من القصر الرئاسي على طول النيل.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ضربات المسيّرات تفصل أم درمان عن العالم والبرهان ينفي أنباء التسوية مع "قوات الدعم السريع"