الجزائر ـ سفيان سي يوسف
فندت الحكومة الجزائرية، الأحد، الأخبار التي نشرتها بعض عناوين الصحافة الجزائرية وتناقلتها العديد من المواقع الإخبارية الدولية، والتي تحدثت عن أن زعماء لحركة "أنصار الدين" لَجَأوا أو لديهم نية في اللجوء إلى الجزائر.
وقال الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عمار بلاني الأحد، في تصريح
مكتوب، إن "بعض عناوين الصحافة الوطنية تناولت أخباراً مفادها
بأن زعماء لحركة أنصار الدين لجأوا أو لديهم نية في اللجوء إلى الجزائر، مُفنِّداً هذه الادعاءات التي وصفها بأنها لا أساس لها من الصحة".
وأضاف بلاني في السياق نفسه "أؤكد أن الجزائر الوفية لمبادئها في مجال السياسة الخارجية والثابتة في تصورها المبني على احترام الشرعية، ستستمر في تقديم مساهمتها من أجل العمل على تحقيق السلم والأمن في المنطقة خصوصاً في مالي من خلال مطابقة الشرعية الدولية بكل دقة".
وكانت صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية، قد أفادت في ملحقها الأسبوعي الجمعة بأن ثلاثة من قادة حركة أنصار الدين الإسلامية المسلحة لجأوا قبل عشرة أيام إلى منطقة تمنراست في أقصى جنوب الجزائر، موضحة أن الأمر يتعلق بكل من "الأمير وثيق واسمه الحقيقي عبد الرحمن قولي والأمير أبو عبيدة المدعو المرابطي بن مولى (...) وعثمان أغ هودي قريب اياد اغ غالي قائد أنصار الدين"، وأضافت الوطن استناداً إلى مصدر أمني أن الثلاثة جاؤوا إلى الجزائر بعد "أسابيع عدة من التفاوض بين أجهزة الأمن الجزائرية وقيادة أنصار الدين"، وأكد تقرير صحيفة الوطن، أن هؤلاء حصلوا على "ضمانات بأن الجزائر لن تلاحقهم إلا إذا تبين تورطهم في جرائم ضد الإنسانية".
وسبق أن أعلن المتحدث باسم حركة أنصار الدين في شمال مالي، سندة ولد بوعمامة، قبل يومين، انسحابه من الحركة وعزمه تسليم نفسه للسلطات الجزائرية، مطالباً بترحيله إلى موريتانيا ومحاكمته فيها محاكمة عادلة.
وقال ولد بوعمامة، في اتصال هاتفي مع إذاعة نواكشوط، إنه سار مسافة تزيد على ثمانين كيلومتراً على قدميه من أجل الوصول إلى الحدود الجزائرية لتسليم نفسه، وقد تعرض لمحاولة اغتيال من جهة مجهولة، بحسب قوله، مضيفاً أنه يوجد حالياً على مقربة من مدينة برج باجي مختار الجزائرية، حيث ينوي تسليم نفسه للجيش الجزائري هناك.
وناشد سنده ولد بوعمامة، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والحكومة الموريتانية العمل من أجل ترحيله، في أسرع وقت ممكن إلى موريتانيا لمحاكمته هناك، مضيفا أنه مواطن موريتاني وحاصل على الجنسية الموريتانية ويريد أن يحاكم فيها.