الجزائر- نسيمة ورقلي
استبعدت جبهة القوى الاشتراكية الجزائرية - أحد الأحزاب السياسية العريقة والتي يعود تأسيسها إلى سنة 1963 - من المشاركة في الانتخابات الرئاسية لعام 2014 في الجزائر، وأكد رئيس الكتلة البرلمانية للجبهة أحمد بطاطاش في تصريح لـ "المغرب اليوم" أن الظروف الحالية التي تتصف بانغلاق المجال السياسي جعلت من الحديث عن ملف الرئاسة غير وارد في الوقت الحالي، في وقت ينشغل فيه الحزب بالتحضير لمؤتمره الخامس الذي سينعقد
خلال 23، 24 و25 أيار/ مايو المقبل بالجزائر العاصمة.
وقال بطاطاش إنه لم يدرج ملف الرئاسة ضمن أوراق المؤتمر والذي سيتم خلاله انتخاب قيادة جماعية لتخلف زعيمها الروحي حسين أيت أحمد الذي انسحب من قيادة الحزب منذ أشهر عدة.
واعتبر المتحدث أن الوضع السياسي الحالي في البلاد لا يشجع على القيام بهذه الخطوة، و الأكثر من ذلك أن جبهة القوى الاشتراكية لن تقبل المشاركة فيما أطلق عليه "مهزلة انتخابية"، وأنه لن يقبل بأية حالة من الأحوال أن ينخرط في سباق مرشحين وصفهم ب" الأرانب" يرافقون المرشح الذي تقدمه السلطة باسمها في كل موعد انتخابي.
أضاف المتحدث أنه بمجرد تقييم مختلف محطات الرؤساء السابقين، يتضح المجال السياسي المغلق الذي يقدم من خلاله مرشحين غير حقيقيين يحوزون على برامج سياسية ، بل مجرد أرانب تنافس ظاهريا مرشح السلطة.
وسبق لحزب جبهة القوى الاشتراكية أن تقدم بمرشحه حسين أيت أحمد خلال انتخابات العام 1999 ، والتي كانت المرة الأخير والتي أنسحب منها، وهي الانتخابات التي انتهت بفوز الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة بمنصب رئيس الجمهورية في عهدته الأولى، ومنذ ذلك الحين لم يتقدم الأفافاس بمشاركة أخرى خلال المواعيد الرئاسية الموالية ، والتي واصل خلالها رئيس الجمهورية الحالي الفوز بعهدة ثانية وثالثة، وهذا بالرغم أن مشاركته الخيرة التي انسحب منها قد حصل من خلالها على المرتبة الرابعة ب319 ألف و523 صوتا أي 3.17 بالمائة من الأصوات.
وحول إمكانية العدول في قرار عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، قال بطاطاش أنه في حالة وضوح الأمور والمعطيات الحالية التي تطبع النظام السياسي، من خلال مراجعة الدستور الحالي والخروج بدستور جديد يعالج مختلف مواضع الخلل القائمة ، يمكن للأفافاس أن يغير موقفه من المشاركة في انتخابات 2014. ولا تفصل سوى فترة أقل من عشرة أيام على انعقاد المؤتمر الخامس، للأفافاس الذي سيتم العمل من خلاله على تحديد استراتيجيته وانتخاب قيادته المسيرة خلال الفترة المقبلة، ومن المرتقب أن يحضره الزعيم الروحي للحزب حسين أيت أحمد المقيم بسويسرا، وكذا حوالي ألف مندوب من فدراليات الحزب على مستوى الولايات التي ستتولى انتخاب القيادة الجديدة للحزب.