نواكشوط ـ حبيب القرشي
نواكشوط ـ حبيب القرشي
يتواجد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز منذ أسبوعين في فرنسا لإكمال علاجه من مضاعفات الأعيرة النارية التي تلقاها جسمه في الثالث عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتحيط الحكومة الموريتانية غياب ولد عبد العزيز بهالة من السرية المطبقة حيث يرفض مدير ديوانه ومستشاروه ووزير إعلامه الإدلاء بأي تصريحات عن طول غيابه وصحة الأنباء المتداولة عن خضوعه لعملية جراحية معقدة لتبديل
القولون.
وقد أحجمت معظم الصحف المحلية في نواكشوط عن الخوض في أسباب وملابسات رحلة الرئيس وذالك في ما يبدو استفادة من رحلته العلاجية الأولى والتي أطلقت فيها المواقع الإخبارية والصحف الموريتانية العنان للتكهنات والأخبار المسربة التي أظهرت الأيام عدم صدقيتها، غادر الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز إلي باريس منذ حوالي أسبوعين بناء على موعد طبي سابق بحسب ما أفاد مصدر موثوق لـ"العرب اليوم" ، مؤكداً أن ولد عبد العزيز قد أكمل الفحوص السريرية والمخبرية التي كانت مقررة له، وأن صحته باتت كما كانت في السابق قبل الإصابة.
وكان من المفترض أن يستقبل الرئيس خلال إقامته في باريس رجل الأعمال الموريتاني المقيم في مراكش "محمد بوعماتو" وذالك بوساطة من أحد مقربيه قصد تسوية الخلاف بينهما، غير أن الأنباء تحدثت عن رفض الأخير زيارته خلال الأسبوع الفائت عندما تصادف وجوده في العاصمة الفرنسية، وتصاعدت منذ غياب الرئيس ولد عزيز وتيرة الاحتجاجات في البلاد فقد نظمت المعارضة وقفات في مختلف عواصم الولايات للمطالبة برحيل نظامه الذي أهلك الحرث والنسل حسب وصفها، فيما بلغت احتجاجات العمال المنجميين ذروتها قبل أيام في عاصمة المناجم "أوزيرات" أين أضرم العمال الغاصبون النار في مقر الولاية والإذاعة المحلية في سابقة هي الأولي من نوعها، وفي مدينة العيون الشرقية يواصل الناقلون إضرابهم، وقد تمكنوا من شل الحركة في المدينة الواقعة شرق العاصمة وأضرموا النار في الإطارات قبل أن تتمكن قوي الأمن من فض احتجاجهم بالقوة.
وطالبت هيئات مدنية الجمعة الحكومة بالكشف عن حقيقة مرض الرئيس وعدم ترك الحبل على الغارب للتكهنات والإشاعات بخصوص حالته الصحية،وذكرت صحيفة "الحرية" الجمعة، بأن ولد عبد العزيز سيحضر الأربعاء القادم في مقر اليونسكو في باريس حفل تسليم جائزة الرئيس الإيفواري الأسبق هوفواتبونيي للسلام والتي أختير لنيلها هذ العام الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند.