عناصر من الشرطة الأفغانية يفتشون سيارة في نقطة تفطيش
عناصر من الشرطة الأفغانية يفتشون سيارة في نقطة تفطيش كابول ـ أعظم خان قام اثنان من رجال الشرطة الأفغانية المنشقين، بإطلاق النار على أحد كبار رجال الشرطة، وثمانية ضباط آخرين في أحدث هجوم ضمن سلسلة هجمات التي يشنها أفراد منشقون من قوات الأمن الأفغانية. وقد أعلنت طالبان مسؤوليتها عن ذلك الهجوم الذي جاء بعد يوم واحد من قيام رجال شرطة أفغانيين بقتل ستة من الجنود الأميركيين في محافظة هيلماند المجاورة. ويعد هذا الهجوم هو الأكثر دموية خلال يوم واحد على القوات الأجنبية في المحافظة، وذلك منذ مقتل ستة جنود بريطانيين خلال آذار /مارس الماضي بقنبلة على جانب الطريق. وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن "تلك الهجمات تفسد المساعي الرامية إلى تشكيل قوات محلية من الشرطة والجيش لتحل محل القوات الأجنبية بعد انسحابها من أفغانستان". وقد وقع الهجوم السبت الماضي في جنوب غرب محافظة نيمروز القريبة من الحدود الأفغانية مع إيران، وهو الهجوم الخامس الذي يقع خلال أقل من أسبوع على يد رجال يرتدون الزي الرسمي، ويطلقون نيرانهم إما على قادتهم أو على مدربيهم من الأجانب. وقد قام بشن الهجوم الأخير رجلان أفغانيان كانا قد التحقا بالشرطة الأفغانية قبل ثلاثة أشهر، وقال رئيس التحقيقات الجنائية في المحافظة عبد الهادي عزيزي إن "الرجلين استهدفا الرجل الذي أشاد بكفاءتهما وإخلاصهما، وهو محمد عيسى الذي كان يقوم بزيارة قصيرة لمتابعة الموقف الأمني في منطقة ديلارام، وفي تلك الأثناء جاء الرجلان السبت الماضي والتقيا بعيسى الذي يعرفهما، وقام بتقديمهما إلى رئيس الشرطة في المنطقة، وحصلا على السلاح والزي الرسمي". وأضاف عزيزي أن "الرجلين قاما بإطلاق النار، فقتلا عيسى وثمانية من ضباط الشرطة، وإصابة ضابط آخر، قبل أن يتم إطلاق النار عليهما". وأكد عزيزي أن "هذا أسلوب معقد ومتقدم من جانب المقاومة الأفغانية"، وقال أيضًا إن "عيسى كان رجلًا مخلصًا وأمينًا، وقد تعرض لخديعة من جانب الرجلين، لأنه لم يكن يعرف أنهما على علاقة بحركة طالبان". وقد أعلنت طالبان مسؤوليتها عن ذلك الهجوم الذي جاء بعد يوم واحد من قيام رجال شرطة أفغانيين بقتل ستة من الجنود الأميركيين في محافظة هيلماند المجاورة. ويعد هذا الهجوم هو الأكثر دموية خلال يوم واحد على القوات الأجنبية في المحافظة، وذلك منذ مقتل ستة جنود بريطانيين خلال آذار /مارس الماضي بقنبلة على جانب الطريق. كما أن هذا الهجوم يشير إلى المخاطر المتزايدة التي باتت تهدد القوات الأجنبية ليس فقط من حركة طالبان، وإنما أيضًا من الأفراد الذين يفترض أنهم حلفاؤهم. وكان ستة من جنود قوات العمليات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية قد لقوا مصرعهم صباح الجمعة الماضية في منطقة سانجين شمال هيلماند على يد قائد شرطة وبعض رجاله عندما قام بدعوة الجنود الأميركان لتناول وجبة ومناقشة بعض الأمور الأمنية. وفي مساء اليوم نفسه، قام رجل شرطة أفغاني بإطلاق النار على ثلاثة جنود أميركان أثناء قيامهم بتدريبات في قاعدة مشتركة على بعد 65 كيلومترًا جنوب غرب عاصمة المحافظة. وقام اثنان من الجنود الأفغان الثلاثاء الماضي بقتل جندي أميركي وإصابة اثنين آخرين في إقليم باكتيا الشرقي، كما قام جنديان أفغانيان آخران الخميس الماضي بإطلاق النيران خارج قاعدة في الشرق، ولم يسفر الهجوم إلا عن مقتل واحد من المسلحين. وخلال هذا العام وحتى الآن لقي 37 جنديًا أجنبيًا مصرعهم خلال 27 هجومًا مماثلًا وهو رقم يفوق عدد القتلى خلال العام 2011. وقد أصدر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بيانًا أدان فيه مقتل الجنود الأجانب وأمر بإجراء تحقيق في حادثي هيلماند وباكتيا. وقال في بيانه أن الأعداء لا يريدون أن يروا أفغانستان وهي تملك قوات أمنية قوية. ويقول قادة الناتو إن "هؤلاء يشكلون نسبة صغيرة جدًا من قوات الأمن الأفغانية التي يصل عددها الآن إلى ما يزيد عن 300 ألف جندي، وأضاف أن "ما يحرك هؤلاء هو دوافع شخصية، وليس الانتماء إلى حركة طالبان أو أي من جماعات المقاومة. إلا أن الهجمات الأخيرة باتت تثير القلق ليس فقط لأنها تستهدف الجنود الأجانب، وإنما أيضًا القوات المحلية".