لندن ـ ماريا طبراني
كشف الباحثون عن أن السيدات اللاتي يخضعن لعمليات تجميل الثدي، تزيد لديهم مخاطر الوفاة من السرطان، لصعوبة اكتشاف الورم لديهن.
وذكرت الدراسة أن مخاطر اكتشاف المرض في مراحل متأخرة من سرطان الثدي يزيد بنسبة الربع لدي السيدات اللاتي خضعن لعمليات زرع ثدي تجميلية، مقارنة بالسيدات اللاتي لم يخضعن لها.
واظهر التحليل المتعمق لهذه الدراسات أن من خضعن لعملية الزراعة تزيد لديهن خطر الوفاة من مرض السرطان بنسبة الثلث.
وقال الباحثون أن الاكتشافات يجب تفسيرها بحذر، فقد يكون هناك عوامل أخرى هي التي أدت لذلك، لكنهم يتكهنون بأن زراعة الثدي تخلق ظلال من الأشعة السينية التي يمكن أن تعوق رؤية أو اكتشاف الخبراء للأورام .
ونتيجة لذلك ، فلا يمكن اكتشاف السرطان في مراحله الأولى حتى يتفاقم المرض ويصل لمراحل متقدمة مما يصعب فرص الشفاء.
كما أن هلام السيليكون الذي يستخدم في عملية الزرع قد يجعل من الصعب علي الثدي أن يكون مضغوط بدرجة كافية أثناء التصوير الشعاعي للثدي لإظهار أي مشاكل.
ويشير الباحثون إلى أن التصوير بالرنين المغناطيسي قد يكون أكثر حساسية لهذه السيدات.
وزراعة الثدي من أكثر العمليات التي تلقي شعبية في بريطانيا، وفقا للجمعية البريطانية لجراحي التجميل، إذ أن هناك حوالي 25 ألف سيدة تخضع لهذه العملية سنويا، بما في ذلك أقلية صغيرة بعد علاج السرطان.
وقام ملخص الدراسات بتحليل نتائج 12 دراسة ، تم نشرها جميعا بعد عام 1993 ، وأجريت أساسا في الولايات المتحدة ، وأوروبا الشمالية وكندا.
ووجدت أن السيدات التي خضعت لعملية زرع ثدي تجميلية زادت لديهن مخاطر تشخيص مرض السرطان في مراحله المتأخرة بنسبة 26% ممن لم يخضعن لها.
وأظهرت تحليلات خمس دراسات أخرى أن السيدات التي خضعت لهذه العملية تزيد لديهن مخاطر الوفاة من مرض السرطان بنسبة 38% ممن لم يخضعوا لها.
وقال الباحثون التابعون لمجموعة من المؤسسات الصحية في كندا، أن الملخص الذي توصلوا إليه به قيود، ولذلك يتطلب الأمر مزيداً من الدراسة، ولكن هناك أدلة متراكمة على أن السيدات اللاتي خضعن لعملية الزرع قد تكن عرضة لتشخيص السرطان في المراحل المتقدمة جدا. وتشير الأدلة أيضا إلى أن فرص النجاة تتأثر بشكل سلبي بها.
وقال جراح التجميل الاستشاري فاضل فتح،أنه ينبغي التعامل مع هذه النتائج بحذر، حيث أنها تظهر وجود صلة بين عملية الزرع والسرطان بدلا من السببية.
وأضاف " هذا الملخص يثير قضية مهمة عن المشاكل المحتملة للتشخيص المبكر لمرض سرطان الثدي الموضعي لدى بعض السيدات نظرا لصعوبة التصوير الشعاعي للثدي ، بالرغم من أن عملية الزرع لا تقلل من قدرة المرأة علي الشعور بوجود كتل أو شذوذ في صدورهن.
وقال الدكتور كاتلين بالفرمان من مؤسسة " Breakthrough Breast Cancer" الخيرية " هذه النتائج ليست قاطعة، وهناك حاجة بالتأكيد إلى مزيد من البحث".
وأضاف " نشجع السيدات اللاتي يقدمن لإجراء تصوير شعاعي للثدي علي أن يخبرن القائمين بعميلة الفحص بأنهن خضعن لعملية الزرع حتى يتأكدوا من أن جميع أنسجة الثدي قد تم فحصها بشكل تام".
وقال ميا روزنبلات، من حملة سرطان الثدي"هذه النتائج مثيرة للاهتمام، ولكن نحن بحاجة إلى إجراء المزيد من البحوث التي تدعمها".
و يمكن للزراعة حجب أنسجة الثدي بالأشعة السينينة ، فإنه لا يزال من الممكن الكشف عن سرطان الثدي لدى النساء اللاتي خضعن لعملية الزرع ، ولكن قد تكون هناك حاجة إلى الحصول علي تصوير شعاعي للثدي من زوايا مختلفة. '