نيويورك ـ مادلين سعادة
توّصل موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لطريقة مبتكرة لكشف هويات المستخدمين الحقيقية، لمن تمّ تعطيل حسابه؛ حيث لاتزال بعض حسابات مستخدمي الموقع الشهير مُعطّلة لعدم استخدامهم الأسماء القانونية.
واعتذر "فيسبوك" منذ أسابيع عن طريقة سياسته الجديدة في استخدام الاسم الحقيقي في الحسابات الخاصة بالمستخدمين، والتي أدت إلى توقيف العديد من الحسابات.
وتتمثل طريقة الموقع في الاستعانة بمجموعة من الأشخاص لكشف هويّات المستخدمين الحقيقية، ومنهم "شقيقة روما".
و"شقيقة روما" أحد الحسابات لفتاة تبلغ 27 عامًا وهي إحدى قدامى المُحاربين لأخوات سان فرانسنسكو، وأحد قائدي الحملة الخاصة باستعادة الحسابات ذات الأسماء الغير الحقيقية على "فيسبوك"، وأصبحت حلقة وصل واضحة بين موقع التواصل الاجتماعي وهؤلاء الأشخاص المُعطّلة حسابتهم على الموقع، حيث يستعين بها الموقع للتواصل معهم.
وذكرت "شقيقة روما" لصحيفة "غارديان" البريطانية: "نشعر أننا نسبح ضد التيار، وآمل أنَّ "فيسبوك" يُنفّذ الشيء الصحيح، إنه أمر غير مشجّع".
ودخلت مع أعضاء آخرين تحدي في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي؛ بعد أنَّ علّق فيسبوك تنشيط الحسابات لعدم استخدام الاسم الحقيقي، حيث احتشد الآلاف حولهم من مستخدمي الأسماء المستعارة على الموقع لأسباب تتعلق بسلامتهم، مثل الناجين من العنف المنزلي أو الناشطين.
وأضاف أحد المسؤولين في موقع "فيسبوك"، كريس كوكس، إنَّ في اعتذار الشركة قدم تم الإبلاغ من الأفراد عن مئات الحسابات الوهمية، ولكن يبدو أنَّ الشركة أخطأت في هذا النمط بسبب حجم التقارير حول الحسابات، وتمّ تنشيط العديد من الحسابات بعد الاعتذار، ولكن هناك بعضها لم يتمّ تفعيله، بما في ذلك الخاص بالمنتمين إلى مدينة نيويورك مثل حساب "فوسي لو ماين" والذي تمّ تعليقه ثم أعيد تنشيطه هذا الأسبوع.
وأضاف في وقت سابق من هذا الشهر: "السياسة تهدف لمنع انتحال الشخصيات، والتصيد والبلطجة من خلال إجبار المستخدمين على استخدام أسماء قانونية بدلًا من عدم الكشف عن الهويّة، كما أنَّ الشركة تعمل على تحسين عملية تقدم التقارير والإبلاغ وخدمة العملاء".
وأوضح: "نحن ملتزمون بضمان أنَّ جميع أعضاء فيسبوك يمكنهم استخدام أسمائهم الحقيقية"، مشيرًا إلى أنَّ استخدام الأسماء الحقيقية يجعل الناس أكثر عرضة للمسائلة، ويساعدنا على اجتثاث الحسابات التي تمّ إنشاؤها لأغراض خبيثة، مثل التحرّش والاحتيال والانتحال وخطاب الكراهية، كما أنَّ فريقنا مشغول بتطبيق المعايير حتى أنَّ بعض المشاكل التي يواجهها المستخدمون حاليًا يمكن تجنبها في المستقبل".
وفي غضون ذلك، أكدت "شقيقة روما" إنها أرسلت نحو 300 و400 بريد إليكتروني للأشخاص الذين تمّ إلغاء حساباتهم، فقد أعطاها "فيسبوك" بريد إليكتروني خاص حتى أنها تتمكّن من إرسال المعلومات حول هؤلاء الأشخاص.
وأوضحت: "فيسبوك ليس عدوًا، المشكلة أنَّ الناس يستخدمون هذه السياسة والتي وضعها الموقع في المكان لاستهداف، والتي لا يحبها أعضاء مجتمع فيسبوك".
ولفتت إلى أنَّ الأشخاص الراغبين في إعادة تنشيط حساباتهم عليهم إرسال الـ URL الخاص بملفهم الشخصي، وشرح سبب تعليق أو حجب الحساب، والتعريف بهويتهم الأصلية، وهذا سيكون حلاً بسيطًا يزيل التبليغ عن الحساب.
وتشير إلى أنَّ التبليغ عن الحسابات المزيفة ينبغي أنَّ يعتمد على سلوك صاحب الحساب وليس هويته، موضحة أنَّ لا أحد يريد هؤلاء المستخدمين حوله، ونحن جميعًا على نفس الصفحة، ولكن سبب التبليغ عن حساب شخصًا لا ينبغي أنَّ يكون بسبب استخدامه لاسم مزيف.